وقال الخبراء من جامعة الموصل في بيان مشترك ان مياه السد تكفي لاغراق بغداد بالكامل وتشريد اهاليه وانهيار البنية التحتية داعين الى اخذ هذه التحذيرات بجدية بالغة والاسراع بتفريغ مياه السد وتسريبها الى العديد من الانهار الجافة والى الاهوار.
ويعد سد الموصل اكبر السدود العراقية ويقع على نهر دجلة في محافظة (نينوى) شمالي بغداد وأنشأ في عام ١٩٨٦.
ودقت نواقيس الخطر حول السد عامي ٢٠٠٦ و ٢٠٠٧ عندما حذرت الولايات المتحدة العراق في تقرير لكتيبة الهندسة في الجيش الامريكي من ان سد الموصل آيل للانهيار معربين عن خشيتهم من ان تتغير هيكلية هذا السد الامر الذي قد يولد موجة تصل الى ارتفاع ٢٠ مترا على المناطق الواقعة جوار السد.
الخبر كشفته ايضا صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، في تقرير نشرته قبل مدة . ونقلت الصحيفة عن مسؤول عراقي في وكالة للاغاثة تأكيده أن الجسر «قد ينهار في أي دقيقة»، مضيفاً «إن احتمال وقوع الكارثة كبير للغاية».
ماذا سيحصل إذا انهار السد؟
أكد خبراء للصحيفة أن الكارثة، إذا حلت، فستستتبع تدفق حائط من المياه يضم نحو ثمانية مليارات متر مكعب من الماء في ما يعد أكبر احتياطي مياه في العراق، في مدينة الموصل، أكبر ثالث مدينة في العراق حيث يعيش نحو مليون و٧٠٠ ألف نسمة.
وسيؤدي ذلك إلى تدمير ٧٠ في المئة من بنى المدينة، وإلحاق الضرر بأراض على امتداد أكثر من ٣٠٠ كيلومتر على طول نهر دجلة.
أسباب تآكل جدار السد:
«لقد تم بناء السد على مزيج من السماد، الجبص القابل للذوبان، الانهيدريت، وجير الكرستيك، والذي يذوب بشكل مستمر متسبباً في ازدياد خطر انهيار السد».
وفيما ذكرت الصحيفة أن وزارة الموارد المائية العراقية تبذل جهداً ما، لم تفصّله، لتلافي انهيار السدّ، أشارت «الاندبندنت» إلى أن «هيئة مهندسي القوات الاميركية بذلت جهوداً مستمرة من أجل مراقبة التدهور (في وضع السد) واتخاذ الخطوات الشافية».
إلا أنه يبدو أن هيئة المهندسين هذه غير متفائلة بحل ينقذ العراق من الكارثة، حيث أعلنت الهيئة في بيان منفصل صدر عن السفارة الاميركية أنها «تعتقد أنه لا يمكن ضمان سد الموصل ضد انهيار محتمل كارثي، نظراً لعيوب أساسية لا يمكن إلغاؤها موجودة في بنيانه».
ويؤكد الخبراء أنه إذا انهار سد الموصل الذي يتجاوز ثلاثة كيلومترات، فسيشعر جميع سكان وادي نهر دجلة بآثار الفيضان الذي سينتج عن ذلك. وهو ما يعني أن أضراراً فادحة ستلحق بمدن كتكريت وسامراء، وأن الفيضان قد يقتحم بغداد حيث يقطن ستة ملايين عراقي، وإن كان من المرجح أن تتراجع قوة الفيضان بوصولها إلى هناك .