بلغت بطولة نهائيات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم المقامة حاليا في كل من بولندا وأوكرانيا محطتها الأخيرة، في ما تتطلع العاصمة الأوكرانية كييف إلى النهائي المثير الذي سيجمع يوم غد الأحد (الأول من يوليو/ تموز ٢٠١٢) بين إسبانيا وإيطاليا، بعد خروج أربعة عشر منتخبا من البطولة، كان آخرها المنتخب الألماني والبرتغالي من الدور نصف النهائي.
ونقلا عن ميشيل بلاتيني رئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم، سيجمع النهائي بين أفضل منتخبات يورو ٢٠١٢ على الإطلاق، إسبانيا بطلة العالم تطمح إلى دخول التاريخ من أوسع أبوابه، عبر الاحتفاظ باللقب القاري لأول مرة في تاريخ البطولة، وإيطاليا التي انتفضت على أنقاض فضيحة المراهنات وقطعت مشوارا رهيبا، بلغ ذروته أمام ألمانيا في المربع الذهبي.
البحث عن الألقاب
وتعد مباراة يوم غد الأحد المواجهة الأولى بين المنتخبين على لقب بطولة أوروبا. فازت إيطاليا بكأس العالم أربع مرات، كان آخرها عام ٢٠٠٦ في ألمانيا، في حين نجحت إسبانيا عبر أدائها المتميز القائم على سرعة الحركة والاستحواذ على الكرة، في تحقيق نتائج متميزة جعلت من الماتادور أول منتخب أوروبي منذ ألمانيا الغربية في أوائل السبعينات من القرن الماضي بلوغ النهائي في ثلاث بطولات كبرى متتالية.
وبغياب المهاجم دافيد فيا، وجد المدرب الإسباني فيسنتي ديل بوسكي نفسه مجبرا على خوض مباريات البطولة من دون مهاجم، معتمدا في ذلك على دفاع صلب منح الاستقرار للفريق، فكانت محصلة المباريات الخمس إلى غاية النهائي، هدف وحيد دخل شباك الحارس الإسباني كاسياس في أول مواجهة بين إيطاليا وإسبانيا ضمن منافسات الدور الأول والتي انتهت بالتعادل (١-١).
وابتعد المنتخب الإسباني بشكل كبير عن مستواه المعهود، ما دفع مشجعيه التواقين إلى رؤية الكرة الإسبانية المذهلة إلى الشعور بالخيبة. في ما حدث العكس تماما في المعسكر الإيطالي، بلد كاتاناتشيو (طريقة اللعب الدفاعية الإيطالية) سابقا، الذي غيّر من جلده في البطولة الحالية بعد إصلاحات جوهرية قام بها المدرب شيزاري برانديلي. المدرب الإيطالي الجديد طعم اللعب الدفاعي الإيطالي بخطة هجوم تعتمد على رأس حربة ماريو بالوتيلي وبمساعدة أنطونيو كاسانو، والعقل المدبر بيرلو. تلك التغييرات جعلت إيطاليا تظهر "إسبانية" المزاج، في الوقت الذي بدت فيه إسبانيا "إيطالية" الطابع.
وسجل أيضا تطور رهيب في الأداء الإيطالي وذلك عند كل مباراة جديدة ضمن منافسات يورو ٢٠١٢، ما دفع برانديلي إلى الإشارة إلى أن مستوى الفريق على المستوى النفسي والبدني تطور بشكل كبير عن أول لقاء جمع بين منتخب بلاده ونظيره الإسباني، ما يعني أن فريقه "لن يشعر إطلاقا" بالخوف من المدافع عن اللقب.
مشوار مختلف
تجدر الإشارة إلى أن الفريقين وصلا للعاصمة الأوكرانية في حالتين مزاجيتين مختلفتين. فالمنتخب الإسباني بلغ النهائي عبر فوزه بركلات الترجيح على البرتغال عقب تعادلهما سلبيا في الوقتين الأصلي والإضافي بينما تبدو ايطاليا في أفضل معنوياتها إثر فوزها المثير على ألمانيا (٢-١). وعقب فوزها ببطولتي أوروبا وكأس العالم اكتسبت اسبانيا المزيد من الخبرة في الأدوار المتقدمة من البطولات الكبرى، إلا أن الإعياء ظهر بقوة على لاعبيها في هذه البطولة وذلك باعتراف ديل بوسكي.