واعلن انان الثلاثاء ان اجتماع جنيف الدولي حول سوريا الذي عقد السبت شهد “تغييرا” في موقفي روسيا والصين، مشددا على “ضرورة التوصل الى وقف لاطلاق النار” في سوريا.
ودعا الاطراف المعنية الى تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف. وقال “اذا تم تطبيقه (…) فسيترك اثرا على الدينامية على الارض”.
من جهته قال احمد فوزي المتحدث باسم انان للصحافيين الثلاثاء “لا تقللوا من شأن ما حصل السبت، لا سيما في ما يتعلق بموقف الروس والصينيين”.
واتفقت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن مع تركيا وممثلين عن الجامعة العربية السبت في جنيف على مبادىء مرحلة انتقالية في سوريا كما اقترحها انان خصوصا لجهة تشكيل حكومة انتقالية تضم عناصر من الحكومة الحالية ومن المعارضة.
لكنه اقر في الوقت نفسه بان “الازمة معقدة جدا وان طريق الخروج منها سيكون طويلا وشاقا”.
واعلنت فرنسا الثلاثاء انها تبلغت من روسيا عدم مشاركتها في مؤتمر “اصدقاء الشعب السوري” المتوقع عقده الجمعة في باريس.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس “روسيا كانت مدعوة. واعلنت انها لا ترغب في المشاركة في المؤتمر وهذا لا يشكل اي مفاجأة”.
ولم تشارك روسيا، حليفة سوريا، في المؤتمرين الاولين ل”اصدقاء الشعب السوري” في شباط/فبراير في تونس وفي نيسان/ابريل في اسطنبول.
في المقابل اعلن مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية الثلاثاء مشاركة الوزيرة هيلاري كلينتون الجمعة في باريس في مؤتمر مجموعة “اصدقاء الشعب السوري”.
وواصلت روسيا هجومها على الدول الغربية التي اعتبرت ان اجتماع جنيف استبعد الرئيس السوري بشار الاسد عن الحكومة الانتقالية التي تم الاتفاق على تشكيلها. فقد اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعض الدول الغربية بالسعي الى “تحريف” اتفاق جنيف، من دون ان يحدد هذا التحريف وهذه الدول.
وفي اطار سعي المعارضة السورية لتوحيد جهودها ورؤيتها للازمة في بلادها، كشف مؤتمر القاهرة الذي بدأ الاثنين ويستمر الثلاثاء برعاية عربية مزيدا من الخلافات بين اطياف المعارضة.
واعلنت الهيئة العامة للثورة السورية الثلاثاء انسحابها من المؤتمر الذي يجمع ٢٥٠ شخصية تمثل مختلف الاتجاهات.
وبررت الهيئة قرارها بالقول “التصعيد الذي يمارسه نظام (الرئيس السوري) بشار الاسد بارتكاب المجازر بحق شعبنا الثائر” و”في ظل عجز دولي عبر عنه مؤتمر جنيف الاخير” يصبح “الحديث عن وحدة المعارضة السورية مجرد كلام لتمويه هذا العجز”.
وكانت القيادة العامة للجيش السوري الحر في الداخل اعلنت الاثنين مقاطعة المؤتمر واصفة اياه ب”المؤامرة”.
وفي استكمال لما تم الاتفاق عليه في مؤتمر جنيف عن تشكيل حكومة انتقالية تضم المعارضة وانصار النظام، اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند امام العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الثلاثاء تأييده لتشكيل “هيئة انتقالية” في سوريا “توافق عليها المعارضة السورية” بحسب بيان للاليزيه.
وبخصوص سوريا قال البيان ان “رئيس الدولة ذكر بادانة فرنسا لاستمرار القمع الدامي واكد مجددا دعمه لمهمة كوفي انان الموفد الخاص المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية، ودعمه للتنفيذ الفعلي لخطة السلام التي تم تبنيها في جنيف السبت الماضي”.
وذكرت الرئاسة الفرنسية ان “هذه الخطة تنص بشكل خاص على انشاء هيئة انتقالية تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة وتحظى بموافقة المعارضة السورية وقادرة على اعادة الثقة وانهاء القمع”.
وفي اطار الضغوط المتواصلة على النظام السوري، قدمت الولايات المتحدة الثلاثاء مشروع قرار امام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة يعرب عن الاسف للتداعيات “المقلقة” التي يمكن ان تنجم عن “عدم تطبيق” خطة كوفي انان في سوريا، ويشدد على ضرورة قيام تحقيق دولي في هذا البلد.
ويشيد مشروع القرار الاميركي بنتائج اجتماع جنيف السبت الماضي الذي حدد مبادىء مرحلة انتقالية في سوريا تتضمن تشكيل حكومة تضم في صفوفها وزراء من المعارضة والحكومة الحالية على حد سواء، الا انه يدين مشروع “الانتهاكات الفاضحة والمعممة والمنتظمة لحقوق الانسان في سوريا” وجعل السلطات السورية المدنيين وخاصة الاطفال هدفا لها.
كما يعرب مشروع القرار الاميركي من جهة ثانية عن الاسف “للتداعيات المقلقة على مستوى حقوق الانسان نتيجة عدم تطبيق خطة انان ذات النقاط الست”، كما يدعو الى تطبيق هذه الخطة من دون شروط مسبقة، ويشدد على ضرورة التحقيق في هذه الخروقات لحقوق الانسان لاحالة المسؤولين عنها الى القضاء حيث يمكن ان توجه اليهم تهم ارتكاب “جرائم ضد الانسانية”.
ميدانيا تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف في مناطق سورية عدة الثلاثاء حاصدة ٥٠ قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين.
وذكر المرصد ان القوات النظامية استخدمت الثلاثاء للمرة الاولى المروحيات العسكرية في قصف حي الخالدية في مدينة حمص (وسط) حيث قتل مواطن.
وكان المصدر اشار في وقت سابق الى ان حي جورة الشياح تعرض لقصف عنيف من القوات النظامية “التي تحاول اقتحامه”. وقتل مقاتلان معارضان في هذا الحي في اشتباكات مع القوات النظامية.
كما قتل مقاتل في اشتباكات في محيط حي بابا عمرو الذي تسيطر عليه القوات النظامية منذ بداية آذار/مارس.
وذكرت الهيئة العامة للثورة ان “القصف العنيف والمتواصل” يشمل ايضا احياء حمص القديمة والحميدية وبستان الديوان وباب هود.
وفي محافظة حمص ايضا، قتل مدنيان آخران في القصف، احدهما في قرية البويضة الشرقية، والثاني في مدينة القصير.
في مدينة دير الزور (شرق)، وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في ساحة الحرية والشارع العام ومنطقة حي الصناعة. وقال المرصد ان شخصين قتلا في حي القصور وحي الجورة في المدينة برصاص قناصة.
كما قتلت امرأة اثر القصف على بلدة المريعية في ريف دير الزور.
وافاد المرصد عن تجدد القصف على بلدات جديدة بكارة وخشام وموحسن في المحافظة.
وذكرت لجان التنسيق المحلية ان “١٢٥ عائلة نزحت من دير الزور وأريافها ووصلت الليلة الماضية الى مدينة الحسكة (شمال شرق) هربا من “الحملة العسكرية المستمرة” على مناطقها.
في محافظة درعا (جنوب)، قتل تسعة مواطنين في اطلاق نار وقصف على منطقة اللجاة وغيرها من البلدات، بحسب المرصد.
في محافظة ادلب (شمال غرب)، افاد المرصد عن اقتحام القوات النظامية السورية صباحا لبلدة الرامي من محاور عدة وسط اطلاق نار كثيف مما ادى الى مقتل شخص وأكثر من عشرين جريحا بعضهم اصابته خطرة.
واشار الى ان هذه القوات اقتحمت ايضا بلدتي اريحا وابلين وقامت بحملة اعتقالات عشوائية وسط اطلاق نار كثيف.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان منطقة خان شيخون في ادلب تعرضت لقصف من الطائرات المروحية بالصواريخ، وان مدينة خان شيخون “محاصرة من كل الجهات من قوات النظام التي تحاول اقتحامها”.
في محافظة اللاذقية (غرب)، قتل مقاتل معارض في اشتباكات بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء في منطقة جبل الاكراد. كما قتل مدني في بلدة الرامي في الريف اثر اقتحام القوات النظامية للبلدة، بحسب المرصد.
وبعد الظهر تجدد القصف على قرى جبل الاكراد وتستخدم فيه الطائرات الحوامة، بحسب المرصد.
في محافظة حلب (شمال)، قتل مواطن اثر اطلاق رصاص على طريق عندان الغربي. كما قتلت امرأة نتيجة القصف على بلدة اعزاز.
وكان المرصد افاد عن تجدد القصف على مدينة اعزاز وبلدة الاتارب في ريف حلب “الذي يشهد عمليات عسكرية واسعة من القوات النظامية في محاولة للسيطرة عليه”.
في مدينة حماه (وسط)، قتل مواطن برصاص قوات الامن في حي المزراب.
وقال المرصد ان القوات النظامية “نفذت حملة مداهمات واعتقالات في احياء الجلاء والشيخ عنبر والبياض في المدينة”، وان “قرى الحويجة والحويز وتمانعة الغاب والحواش في سهل الغاب تعرضت لقصف من القوات النظامية اسفر عن سقوط جرحى بعضهم بحالة خطرة”.
في ريف دمشق، قتل مقاتلان معارضان في اشتباكات مع القوات النظامية في محيط مدينة دوما. كما قتل مدنيان برصاص قناص في المنطقة نفسها.
ووزعت لجان التنسيق المحلية شريط فيديو قالت انه التقط في مدينة دوما التي شهدت على مدى اسابيع حملات قصف عنيف من قوات النظام قبل ان يتم اقتحامها قبل ايام. ووصفت اللجان المدينة ب”المنكوبة ومدينة الاشباح”.
وظهرت في الفيديو انقاض وركام في شارع عريض. وبدت الابنية على الجانبين تحمل آثار فجوات واسعة ودمار واشرطة الكهرباء متدلية في الارض، بينما السيارات المحترقة متوقفة في امكنة عدة.
وبدا الطريق خاليا وسط صمت مطبق يوحي بان الحي بكامله قد خلا من السكان.
وقتل، بحسب المرصد، مواطن في مدينة حرستا اثر اصابته برصاص عشوائي وثلاثة آخرون بينهم طفل في سقوط قذائف واطلاق نار في بلدة عربين.
واكد المرصد حصول اشتباكات صباح الثلاثاء بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في حي العسالي في دمشق.
وافاد المرصد عن مقتل ما لا يقل عن ١٨ عنصرا من القوات النظامية خلال اشتباكات مع المقاتلين المعارضين في دير الزور وحلب وحمص وريف دمشق.