السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
احييكم باطيب التحيات واتمنى لكم التوفيق والسداد والثبات والصبر في الطريق الرسالي العظيم الذي اخترتموه بارادة وايمان كاملين , وسجلتم من خلاله تاريخا مشرفا مليئا بالمواقف البطولية في نصرة دينكم ووطنكم وشعبكم , وهو الطريق الذي ضحى من اجله العظماء من الرجال والقادة واستشهدوا , وفي مقدمتهم اية الله الشهيد السيد محمد باقر الصدر واية الله شهيد المحراب محمد باقر الحكيم والاف اخرى من خيرة ابناء العراق رضوان الله عليهم اجمعين .
اننا في هذا المقطع الحساس من بناء تجربتنا السياسية الجديدة في العراق , في صلب عملية الاصلاح والتطوير التي نخوضها لبناء مؤسساتنا ، علينا ان نستذكر اهم التوجيهات التي اعتمدتموها طوال المرحلة السابقة , والتي كانت من الاسباب الاساسية في تحقيق الانتصارات الكبرى , والسمعة الطيبة والثقة العالية التي حظيتم بها لدى ابناء شعبنا العراقي الابي , سواء في اداء دورها العسكري المشرف في مواجهة القمع والطغيان والاستبداد , وصولا الى تحرير ارادة الشعب العراقي من النظام الدكتاتوري الصدامي , ومن اهمها اقرار المعادلة الجديدة للحكم في العراق والمبنية على اساس ارادة واختيار الشعب العراقي , واختيار نوع الحكم والحاكم بدلا عن المعادلة السابقة التي حكم بها العراق لاكثر من ثمانين سنة والتي ادت الى قيام ديكتاتوريات اعتمدت سياسة الاضطهاد القومي والطائفي على اختلاف في مستوياتها بين الحكام , كذلم وضع دستور دائم للبلاد من قبل مجموعة منتخبة من العراقيين والذي اقر من قبل الشعب العراقي , او دورها السياسي والثقافي في العهد الجديد .
ومن اجل ذلك كله اضع امامكم الامور والمسائل الاتية :
التوكل على الله تعالى في كل الاوقات , والاخلاص في كل الاعمال , واعتبار ذلك ميزانا لقيمة العمل والجهد , وانه المقدمة الضرورية لتحقيق الانجازات الكبرى ومواجهة التحديات , ذلك ايظا مقدمة حقيقة للعزوف عن اهواء الدنياء وزخارفها , علينا ان لا ننسى الركون الى الله والعمل على احراز رضاه في كل الاوقات وخطوة نتخذها , والحرص على البناء الاخلاقي والروحي في ترسيخ الابعاد الرسالية في المنتسبين من خلال البرامج المعتمدة واشاعة الثقافة القرانية والمعارف الدينية لاهل البيت (ع) التي تعزز الهوية الدينية والارتباط بالله تعالى .
الانتصار للقيم والمبادئ الاسلامية , والقيم الاجتماعية السليمة لمجتمعنا المتمسك بمنظومة من الاعراف والتقاليد واحياء الشعائر الدينية ومنها الشعائر الحسينية , التي مثلت طيلة العهود السابقة الضمانات الاكيدة لوحدة العراقيين , وسلامة مسيرتهم في التعايش البناء والسلوك الحضاري في احترام الخصوصيات بالرغم من الاختلاف في الانتمائات الدينية والمذهبية .
ان المرجعية الدينية هي الحصن الواقي من كثير من الوان الضياع والانحراف ومن خلاله يطمئن الى شرعية العمل وبها تضمن وحدة الموقف وسلامة التوجهات ولذلك اؤكد في الاستمرار في الالتزام لهذا المنهج منهج الايمان بالقيادة الشرعية للمرجعية , والمتمحور حول المرجعية العلياء المتمثلة باية الله العظمى السيد علي السيستاني ( دام ظله الوارف ) . لقد كان للمرجعية طوال تاريخها ادوار كبيرة وعظيمة في الدفاع عن الاسلام والوطن ومصالح المسلمين والمواطنين , وقد عرفنا في تاريخنا الحديث من هذه المواقف وعاصرنا مرجعيات عظيمة قامت بادوار تاريخية في الدفاع عن العراقيين بدءا من مرجعية الامام الحكيم والشهيد الصدر وصولا الى مرجعية السيد السيستاني ( دام ظله الوارف ) . كما اوصيكم بالالتفاف حول العلماء العاملين في المناطق العراقية والاستزادة من هديهم وتوجيهاتهم الدينية والمعنوية كما ركزت على ذلك النصوص الشرعية الواردة عن الرسول الكريم ( ص ) وائمة البيت ( ع ) .
اعتماد السياسات المقرة في المجلس الاعلى اساسا لتحديد المواقف السياسية لمنظمة بدر كونها تمثل جزءا مهما في دائرة صناعة القرار في المجلس الاعلى .
الالتزام بالدور المحدد للمنظمة ضمن مساحة حركتها الواسعة , والانسجام مع المؤسسات الاخرى كافة لخط شهيد المحراب في عملية تكامل الادوار بي المساحات المرسومة لكل واحدة من هذه المؤسسات , كما اؤكد ضرورة الحفاظ على الوحدة والتماسك بين البدريين والطاعة والالتزام في المراتب القيادية كافة في المنظمة وحرمة تضعيفها او ايجاد الشرخ والانشقاق فيها من قبل جميع القيادات والكوادر والمنتسبين والعمل على تطوير القدرات والطاقات للعاملين عبر الدورات التأهيلية والتطويرية وتعزيز مبدأ المشورة ضمن السياقات المعتمدة لدى المنظمة والتشديد على خلق اعلى المستويات من الانظباط الداخلي فيها .
المساهمة الفاعلة في العملية السياسية الجارية في العراق , والاتزامباطارها العام المحدد في الدستور والقوانين المنبثقة عنه , وترسيخ دولة المؤسسات , والانخراط في مؤسسات الدولة ضمن السياقات والقوانين , والضوابط المحددة من الجهات المختصة , واتبار الخروج عن ذلك خروجا عن سياسات واسس المنظمة وشروط الانتماء اليها .
منظمة بدر منظمة عراقية هدفها تحقيق المصلحة الوطنية العراقية والعمل من اجل رفاهية ورقي الشعب العراقي ورفع الحرمان عن الشرائح المتضررة والمتعففة وعلى هذا الاساس تتبنى الاستمرار في منهج الدفاع عن مصالح العراقيين واتباع اهل البيت ( ع ) وتماسك واقامة العلاقات الايجابية مع كل المكونات العراقية , والعمل على ضمان وحدة العراق ومقاومة اية مشاريع لتقسيمه , والعمل الجاد على اخلاء العراق من كل القوى الاجنبية على وفق السياسات القانونية .
تغليب المصالح العامة على اية مصلحة فئوية ضيقة , والانطلاق من ذلك للعمل الجاد على تحقيق التطلعات الصالحة والامال المشروعة لشعبنا , والعمل على توفير الخدمات للمواطنين , وتحقيق الرفاه الاجتماعي والتنمية الشاملة , واعتبار ذلك اساسا مهما من اسس الحركة والجهد والنشاط العام للمنظمة .
الانفتاح الايجابي على جميع الشرائح الاجتماعية والمكونات العراقية والقوى الوطنية المؤمنة بالعملية السياسية ومصلحة العراق والعراقيين , وتعميق دور المنظمة في تعزيز الوحدة الوطنية بين العراقيين ومواجهة المؤامرات كافة التي يحوكها اعداء العراق في تأجيج النعرات الطائفية والعنصرية بين العراقيين لإضعافهم والوقيعة بهم والسيطرة على ثرواتهم .
الالتزام بالقانون والدستور في منع حزب البعث الصدامي في العودة الى العمل السياسي ومقاومة محاولاته بالعودة الى التسلط على رقاب العراقيين , فقد كانت كل المصائب والكوارث التي حلت بالعراق من خلال العقود الماضية هي بسبب تسلط هذا الحزب الخبيث على مقدرات العراق .
الاستفادة من الطاقة الشابة الجديدة وزجها في كل المفاصل الحيوية لنشاط المنظمة , وتحميل هذه العناصر المسؤولية , وضرورة توسم الاخلاص والكفاءة والقدرة على الاستمرار والثبات , ووضع المعايير الموضوعية السليمة للتعاطي مع الطاقة الهائلة لشعبنا العراقي .
التعامل الجاد والحازم مع الخروقات والمخالفات لو صدرت من اي من المنتسبين , وتقديم المصلحة العامة , والمحافظة على مبدأية البدريين وصدقيتهم في تحمل المسؤولية على اي اعتبارات اخرى , والحرص على ابقاء ( بدر ) عنوانا للاخلاص ورمزا للتضحية والايثار , ونكران الذات وخدمة المواطنين .
الاهتمام الوافر بالمحرومين والعوائل المتعففة والمناطق المتضررة , والعمل على رفع الحرمان عنهم , وتضميد جراحاتهم النفسية والروحية , والعمل على تلبية احتياجاتهم المادية , والدفاع عن حقوق الانسان بصرف النظر عن انتمائه الطائفي او القومي .
لقد كان لشهائنا الابرار ومواقفهم الخالدة وتضحياتهم العظيمة الدور الكبير في الحرية التي نعيشها , والانجازات التي تحققت , ولابد من الوفاء لهم واستذكارهم من خلال استذكار شخوصهم وتضحياتهم ورعاية عوائلهم وابنائهم , وكذلك رعاية المسجونين والموقوفين لاوقات طويلة في عهد الظلام والدكتاتورية والظلام , واعتبار ذلك من المهام الاساسية للبدريين .
الاهتمام الخاص بالمجاهدين الابطال الذين صرفوا اعمارهم وبذلوا كثيرا من جهدهم لخدمة شعبهم عبر عملهم في المنظمة في مهامها العسكرية السابقة , ولم تستثمر بشكل كامل في السنوات الاخيرة التي اعقبت التغيير , والسعي لتفعيل دورهم واستثمار طاقاتهم وقدراتهم الكبيرة من خلال ايجاد الاطر المناسبة لذلك بالرغم من تقدمهم في السن .
واخيرا ادعوا الجميع الى ان يتذكروا هذه المؤسسات – التي رعاها شهيد المحراب ( رض ) وقدم من اجلها ومعه الالاف من العراقيين الصالحين كل طاقاتهم وجهودهم , وتوجوا هذه الجهود بتضحياتهم العظيمة بدمائهم الزاكية الطاهرة – هي امانة الشهداء باعناقنا , وان من مسؤوليتنا حمل هذه الامانة بكل جدية واخلاص .
وختاما ارجوا للجميع مزيدا من التوفيق والطاعة لاوامر الله سبحانه وتعالى , وان يحفظكم ويرعاكم ويعينكم على تحمل مسؤولياتكم الجسيمة في خدمة دينكم وشعبكم ووطنكم , والحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على خير خلقه وسيد رسله محمد واله الطيبين الطاهرين .
السيد عبد العزيز الحكيم
١٤ جمادي الاولى ١٤٣٠
٩/٥/٢٠٠٩م