واشارت المصادر الى انه بتولي الامير بندر بن سلطان بن عبد العزيز رئاسة جهاز المخابرات السعودي خلفا لعمه الأمير مقرن الذي اعفاه الملك عبد الله مؤخرا على خلفية تفاعلات اعتقال رجل الدين الشيعي السعودي الشيخ اية الله الشيخ نمر النمر والتي تمثلت باحتجاجات وتظاهرات جماهيرية واسعة في مدن سعودية مختلفة، بتولي بندر رئاسة المخابرات وضعت خطط جديدة، واعيد ترتيب الاولويات بطريقة اخرى.
وتقوم رؤية بندر بن سلطان الذي يعد واحدا من أبرز عرابي السياسات الأميركية والصهيونية لسنين طويلة حينما كان يشغل منصب سفير السعودية في واشنطن، على خلط الأرواق الاقليمية بأكبر قدر ممكن، من خلال التحرك السريع باتجاهات متعددة ـ سوريا والعراق ولبنان واليمن ومصر ـ وسلسلة العمليات الارهابية الاخيرة التي وقعت الاثنين الماضي في العاصمة العراقية بغداد ومدن اخرى مثلت اشارة واضحة على التوجه السعودي للتصعيد وخلط الاوراق، لا سيما بعد ان اعلن تنظيم القاعدة الارهابي مسؤوليته عن تلك العمليات، بنفس المنهجيات السابقة، وبنفس المنهجيات التي يتحرك بها في سوريا حاليا تحت عناوين متعددة وبدعم لاحدود له من قبل الرياض والدوحة بالدرجة الاساس.
ورأت المصادر ان الامير بندر اراد ان يوجه رسالة سعودية واضحة وسريعة الى الحكومة العراقية الداعمة في مواقفها لسوريا والرافضة لاي عملية تغيير عبر اللجوء الى الخيار العسكري والتدخلات الخارجية.
وتتحدث المصادر عن ان من بين توجهات بندر ، استدراج الاكراد العراقيين والعشائر السنية العربية في المناطق العراقية المحاذية لسوريا الى ميدان الصراع السوري، بتقديم مختلف انواع الاغراءات المادية لهم ليساندوا الجماعات المعارضة للنظام الحاكم في دمشق، وليساهموا بالتسريع بسقوط الرئيس بشار الاسد.
وفي كل تلك التحركات والاجندات والمخططات يلعب العامل الطائفي ـ المذهبي الدور المحوري الرئيسي في توجيه مسارات الامور وصياغة المواقف ـ كما تؤكد المصادر المطلعة، وتذهب المؤشرات والمعطيات القائمة على ارض الواقع.
وكانت اوساط امنية عراقية قد توقعت تزايد وتيرة العمليات الارهابية في العراق في هذه الفترة ارتباطا بإيقاع الاحداث في سوريا، وارتفاع حمى التجاذبات الاقليمية والدولية بشأنها، وخصوصا مع التدخل السعودي والقطري الواضحين فيها.
وتجدر الاشارة الى ان الامير بندر بن سلطان كان قد شغل منصب سفير الرياض في واشنطن لمدة ٢٢ عاما (١٩٨٣-٢٠٠٥)، وبنى خلال تلك الفترة الطويلة شبكة علاقات واسعة مع مختلف الاوساط الاميريكة بما فيها جماعات الضغط اليهودية ـ الصهيونية، وشهد احداثا كبرى كان للرياض دور كبير فيها مثل حربي الخليج الاولى ١٩٨٠ والثانية ١٩٩١، وحرب اسقاط نظام صدام في عام ٢٠٠٣، وكانت بعض وسائل الاعلام والاوساط السياسية تطلق عليه بندر بوش نظرا لعلاقاته الوطيدة بعائلة الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش الاب ومن بعده بوش الابن. ويقال ان الرئيس بوش ابلغه بتفاصيل خطة واشنطن لاسقاط صدام قبل ان يبلغها لمسؤولين كبار في ادارته.
وبعد اعفائه من منصب السفير في واشنطن عين بندر مستشارا للامن القومي السعودي حيث ابتعد كثيرا عن الاضواء الى ان اعلن الملك عبد الله تعيينه رئيسا لجهاز المخابرات خلفا لعمه مقرن الذي تزايدت حدة الانتقادات الموجهة اليه خلال الشهور القلائل الماضية، بسبب عدم خبرته بالعمل المخابراتي فضلا عن انشغاله بملذاته الشخصية.
ويأمل الملك من خلال هذا التعيين معالجة الاختلاف في وجهات النظر بين واشنطن والرياض بشأن بعض المسائل الحيوية والحساسة في المنطقة، وتعزيز دور المملكة وتأثيرها الاقليمي، اضافة الى تجنيبها سيناريوهات التغيير التي شهدتها عدة انظمة عربية شمولية في تونس ومصر وليبيا واليمن خلال العام الماضي والعام الجاري.