وبحسب الصحيفة فإن مهمة تلك القوات تكمن في نقل اجهزة إتصالات متطورة لعناصر الميليشيات السورية، فضلاً عن نقلها لمعدات واعتدة عسكرية إلى الداخل السوري، بالاضافة لاجراء دورات تدريبية خاصة لعناصر الميليشيات على الاراضي الاردنية.
هذا ما اكتفت الصحيفة المذكورة اعلاه بإعلانه.. ولكن ما خفي كان اعظم. موقع ” كاونتر بانش” الاستخباراتي نقل عن مصادر عسكرية بريطانية بأن قوات بريطانية خاصة دخلت إلى حلب واتت من الاردن ودخلت من معبر “باب الهوى” على الحدود التركية السورية، ووفق معلومات الموقع فإن مهمة تلك القوات عسكرية إستخباراتية، فهي نقلت إلى مسلحي الميليشيات اسلحة متطورة ابرزها “قذائف مضادة للدروع من الجيل الرابع” وهي فتاكة تستخدم ضد الدبابات الروسية التي يستعملها الجيش السوري، فضلاً عن نقلها لصواريخ مضادة للطائرات من نوع “مانباد” تطلق من الكتف.
لا تنحصر مهمة تلك القوات هنا، بل تتعداها إلى مراقبة وتحليل حركة القوات السورية المرابطة على تماس حلب، وهي تسعى من خلال الاقمار الاصطناعية لتحديد نقاط التواجد والتحركات لتسهيل مهمة الكمن لدى ميليشيا “الحر”، وقصف تلك المواقع ايضاً، وتقوم هذا القوات بدور قيادي للعمليات العسكرية المعارضة في حلب ما يعني تدخل اجنبي مباشر بالازمة والحرب الدائرة اليوم بسورية.
هذا لناحية القوات البريطانية، ام لناحية القوات التركية فهناك عدة شواهد ودلائل تملكها ايضاً القيادة السورية تشير لتدخل عسكري تركي داخل الاراضي السورية عبارة عن دخول شبه يومي لدبابات ومدرعات تركية مع عناصر تنقل الاسلحة لمسلحي الميليشيات.
في ابعاد التدخل العسكري:
تكمن خطورة هذا التدخل من الناحية الدولة، بتدخل تلك الدول دون إذن او تفويض من مجلس الامن الدولي، ويخالف هذا التدخل إتفاقية جنيف التي تمنع التدخل في شؤون الدول الاخرى او النزاعات ما لم يكن هناك تفويض دولي، وتعطي هذه الاتفاقية الحق للدولة “المتدخل فيها” بالرد على القوات العازية، ومحاسبتها امام المجتمع الدولي. هذا بالمعني الحقوقي.
اما بالمعني العسكري، فتكن خطورة هذا التدخل بقيام دولة ذات سيادة، بالاعتداء على دولة ذات سيادة، ودخول اراضيها والتدخل بازمتها الداخلية، ما يعطي مبرراً لسورية كونها الدولة المعتدى على ارضيها، بقصف تلك القوات، وشن حرب إذا إقتضى الامر على الدولة المعتدية.
البعد الاهم لهذا التدخل هو تطور الصراع بسورية إلى صراع عسكري دولي حيث تعمد الدول المذكورة لدعم ميليشيات متمردة على اجهزة الدولة الشرعية، وتحول الازمة في سورية إلى ازمة دولية-عسكرية ستفجر الوضع في المنطقة وتجره لحرب اقليمية شاملة بحال إستمرار هذا التدخل، ولعل ابرز ما في الامر ان الدول تلك تسعى لاسقاط الجيش السوري ومن ثم النظام السوري بشتى الطرق، ما سينتج عن هذا الامر عواقب وخيمة، خصوصاً المعلومات الاستخبارتية التي تتحدث عن إندلاع حرب شاملة في المنطقة بحال شعور الحلف القريب من سورية بتدخل عسكري دولي جدي يمكن ان يغير ملامح القوة على الارض.
إذا الصراع في سورية والذي تأخذ فيه حلب حالياً دور “بيضة القبان” ، يتسارع ويتطور بشكل دراماتيكي، يمكن ان يؤدي لقلب الموازين الدولية، وتفاقم الصراع اكثر واكثر، وفقدان السيطرة على الحالة العسكرية وقواعد الاشتباك التي تحكم علاقة الدول بالازمة السورية، وهنا، نتحدث عن تحذيرات خطيرة، وبوتيرة عالية، تحذر من إنزلاق الوضع في سورية إلى الهاوية وجر اقطاب العالم لصراع سيدمر سورية، ويحولها إلى “يوغوسلافيا” جديدة.
القيادة الروسية على دراية وعلم بهذه المعلومات، ووفق موقع “كونتر بانش” فإن زيارة بوتين لبريطانيا على هامش الالعاب الاولومبية وإجرائه مباحثات مع رئيس الوزراء والقيادة البريطانية قد تطرق لهذا الموضوع، فنفت بريطانيا ان تكون قد اشركت او تشرك قوات خاصة بالصراع الدائر بسورية.. ولكن على الارض القيادة الروسية منتبهة لخطورة ما يجري، وإرسالها سفن حربية مع قوات إلى القاعدة الروسية بطرطوس، يعني بأن روسيا تقول: ”أنتبهوا قواتي هنا وستدخل في حال خروج الوضع عن السيطرة”، وهنا نعود لتصريحات ميجور بوزارة الدفاع الروسية، الذي حذر “بتحرك عسكري روسي بحال شعور موسكو بالخطر على مصالحها في سورية”، ايضاً تحرك القوات الايرانية بالخليج الفارسي، والرحلات المكوكية لقياداتها العسكرية من وإلى سورية وروسيا مؤشر آخر على خطورة المرحلة التي نمر بها.