تتزايد المخاوف من ان الظروف التي تعرض لها الفريق الوطني خلال رحلة اعداده المتواضعة سيكون لها انعكاس سلبي على وضعه العام عندما يلاقي يوم غد الثلاثاء نظيره الياباني المتسلح بالارض والجمهور والنقاط السبع التي وضعته على رأس المجموعة الثانية على بعد خمس نقاط من الفريق الوطني الذي يعد اقرب المنافسين على الصدارة، فمن عدم خوض مباريات تجريبية بمستوى اهمية الحدث الى الاصابات التي لاحقت عناصر الفريق بالجملة الى تأخر التحاق اللاعبين المحترفين في الاندية القطرية والاماراتية الى بعض المشاكل الادارية التي فرضت نفسها في المعسكر الكوري الى الارهاق الذي اصاب اللاعبين نتيجة عدم تأقلمهم مع الاجواء في منطقة شرق اسيا وظروف مثل هذه لاشك انها ستكون مؤثرة على جاهزية الفريق الذي يتأهب لخوض مواجهة مفصلية ربما تحدد الكثير من ملامح مستقبله في التصفيات لاسيما وانها ستجري امام منتخب جاهز لخوض غمار المنافسة.
والحقيقة ان مباراة الغد كان يفترض ان تحمل بين طياتها تأهبا خاصا واعدادا كافيا ينسجم مع صعوبة المهمة واهميتها بيد ان ذلك لم يحدث بل تأخر التحضير للمباراة كثيرا على خلفية المشاكل التي حدثت بين اتحاد الكرة والمدرب البرازيلي زيكو قبل ان يتم الاتفاق بين الطرفين في اجتماع بغداد الذي اعاد الامور الى نصابها والمياه الى مجاريها.
اصابات بالجملة
شاءت الاقدار ان تتعرض كتيبة الاسود الى اكثر من ضربة موجعة بعد اصابة عدد غير قليل من العناصر المؤثرة في عمل الكتيبة اولهم مدافع نادي الخور القطري سلام شاكر ثم تلاه لاعب وسط اربيل مهدي كريم وكلاهما سيغيب عن الملاعب لفترة اشهر وليس ايام او اسابيع ثم امتدت الاصابات الى المعسكر التدريبي الذي اقامه الفريق الوطني في كوريا الجنوبية لتشمل الثلاثي باسم عباس وسامر سعيد ومصطفى كريم مما اضطر ادارة الوفد لاعادتهم الى بغداد، واذا كان بعض المصابين يمكن تعويضهم فان خط الدفاع العراقي سيفتقد لخدمات اثنين من ابرز لاعبيه وهما سلام شاكر وباسم عباس اسوة بما تعرض له منافسه الذي سيغيب عنه هو الاخر ثلاثة من مدافعيه الاساسيين بسبب البطاقات الملونة.
وبالاضافة الى الاصابات المتلاحقة فان تأخر ادراج اسم اللاعب المغترب حيدر داود المحترف في نادي هاليتشر الالماني في اللائحة المرسلة الى الاتحادين الدولي والاسيوي قد تسبب بابعاده عن التشكيلة التي ستخوض المباراة مما اضطر زيكو الى الطلب من اتحاد الكرة المسارعة لادراجه من اجل ان يكون جاهزا لمباراة استراليا المقبلة بعد ان حظي اللاعب باعجاب المدرب البرازيلي وقناعته.
بروفة وحيدة
بعد فشل اتحاد الكرة في تأمين اية مباراة تجريبية قوية لكتيبة الاسود فان البروفة الوحيدة التي اختبر فيها المنتخب نفسه كانت امام نادي سانجو الكوري الجنوبي الهابط الى الدرجة الثانية في دوري بلاده والتي انتهت عراقية بثلاثة اهداف دون رد تناوب على تسجيلها امجد راضي وحمادي احمد واحمد ياسين، وجرت المباراة بغياب الرباعي المحترف يونس محمود وعلي حسين ارحيمة (الوكرة القطري) ونشأت اكرم (النصر الاماراتي) وكرار جاسم (عجمان الاماراتي) بسبب ارتباطاتهم مع انديتهم في معسكراتها الخارجية وكانت فرصة امام زيكو لاشراك العناصر الجديدة في هذه التجربة حيث تألفت توليفته الاساسية من اللاعبين: نور صبري في حراسة المرمى ووليد سالم وعلي بهجت واحمد ابراهيم وحسام كاظم في الدفاع وخلدون ابراهيم ومثنى خالد واحمد ياسين وعلاء عبدالزهرة في الوسط وحمادي احمد وامجد راضي في الهجوم كما شارك في الحصة الثانية حسام ابراهيم واسامة رشيد وعباس حسين ارحيمة، وفي هذه الاجواء لم يجد زيكو بدا من اعتبار اللقاء امام نادي سانجو خطوة مهمة على طريق اعداد العدة لمواجهة اليابان لاسيما وانه قد حاول ان يحقق منها اكبر الفوائد على صعيدي التكتيك والتكنيك فضلا عن الوقوق على جاهزية العناصر المحلية في تشكيلته التي ستخوض المواجهة المرتقبة اذا استثنينا معرفته التامة بمستوى اداء الرباعي المحترف.
استعداد متكامل
واذا كانت تحضيرات اسود الرافدين لم ترتق الى مستوى الحدث واهميته فان استعدادات الطرف الاخر للمواجهة ونعني به المنتخب الياباني قد بلغت ذروتها بعد ان اختتمها رجال الساموراي بمباراة تجريبية امام ضيفهم منتخب الامارات الشقيق خطط لها المدرب الايطالي زاكاروني بدقة وانتهت يابانية بهدف دون رد، وشهدت المباراة حضور مساعد المدرب البرازيلي زيكو وشقيقه ايدو والمدير الاداري لكتيبة الاسود رياض عبدالعباس من اجل الوقوف على طبيعة الاداء الياباني والاسلوب الذي يتبعه زاكاروني الى جانب تسجيل نقاط القوة والضعف عند اليابانيين ووضعها على طاولة زيكو وكان منتخب اليابان قد تعادل مع المنتخب الفنزويلي بهدف لمثله في المباراة التجريبية الاولى للفريق، وبين هذه وتلك استدعى زاكاروني ١٢ محترفا في الاندية الاوربية لتعزيز توليفته ابرزهم الظهير الايسر لفريق انتر ميلان الايطالي يوكي ناكاموتو ومهاجم مانشستر يونايتد الانكليزي شينجي كاجاوا ولاعب وسط سيسكا الروسي كيوسوكي هوندا وزميله في شتوتغارت الالماني شينجي اوكازاكي ومدافع فيفلو الهولندي مايا يوشيدا وهكذا فان مباراة الغد ستكون اختبارا حقيقيا امام المدربين البرازيلي والايطالي وتلاميذهما فيما تدور التكهنات حول مدى معرفة زيكو بطابع الكرة اليابانية وخباياها في ضوء التجربة التي امضاها مدربا للمنتخب الياباني كما قاده لاحراز بطولة كأس اسيا عام ٢٠٠٤ فضلا على ما يمكن ان يفيده من المعلومات الحديثة التي توفرت له عن منافسه.
تأثيرات نفسية
اليابانيون لم يتركوا الامور تمر طبيعية ابدا فمن جانبهم يدركون ان التعامل مع مباراة الغد ليس سهلا لذلك حاولوا القيام بعدد من الخطوات التي من شأنها التأثير نفسيا في معنويات اسود الرافدين وكان اول الغيث قيام الجانب الياباني بالنأي عن نفسه تجاه مهمة القيام بضيافة الوفد العراقي كما جرت العادة في هكذا منافسات مقابل ان يحدث الشيء ذاته في مباراة الاياب التي ستحتضنها العاصمة القطرية الدوحة والتي سيتكفل اليابانيون خلالها بضيافة انفسهم، كما ان بعض الصحف اليابانية اخذت تحذر من هذا اللاعب العراقي او ذاك رغم انهم ليسوا في التشكيلة الاساسية والهدف من ذلك واضح بالطبع، اما اخر حلقة في مسلسل التشويش الاعلامي فكانت في موضوع نشره احد المنجمين اليابانيين المعروفين وحذر فيه منتخب الساموراي من الهزيمة امام اسود الرافدين في مباراة الغد المرتقبة مضيفا في حديثه بان لاعبا اسمر البشرة سيكون العنصر الاخطر على مرمى اليابان في هذه المباراة (ربما يعني بذلك قصي منير) وربما انطلق من هذا الرأي لكون قصي منير يحمل الرقم ٤ الذي يتشاءم منه اليابانيون كثيرا، وعلى العموم نتمنى ان تصدق تنبؤات المنجم الياباني ويعود الاسود بنقاط الفوز الثلاث مع ان نقطة التعادل الوحيدة تعد مكسبا ايضا في مباراة عنوانها اصعب تسعين دقيقة لاسود الرافدين في التصفيات.