كذلك ألقى محتجون الحجارة على قوات الشرطة التي تطوق السفارة الأميركية بوسط القاهرة بعد أن تسلقوا أسوارها وأنزلوا العلم الأميركي. فيما خرجت تظاهرات أخرى في العراق وإيران والبحرين ومصر وتونس وليبيا وباكستان ودول إسلامية أخرى.
وفي البحرين؛ فرضت قوات الأمن إجراءات أمنية مشددة في محيط السفارة الأميركية بعد دعوات أطلقها ائتلاف شباب الفاتح لاعتصام قبالة السفارة للتنديد بالفيلم المسيء، فيما نظمت مجموعة من رجال الدين وقفة احتجاجية استنكاراً على التعدي على النبي محمد (ص).
رجال دين يقفون احتجاجاً على «الفيلم المسيء» ... ومنع تجمع آخر قبالة السفارة الأميركية
فرضت قوات الأمن أمس الخميس (١٣ سبتمبر/ أيلول ٢٠١٢) إجراءات أمنية مشددة في محيط السفارة الأميركية في المنامة، وذلك بعد دعوات أطلقها ائتلاف شباب الفاتح لاعتصام قبالة السفارة للتنديد بالفيلم المسيء.
من جهة أخرى، نظمت مجموعة من رجال الدين وطلبة العلوم الدينية صباح أمس (الخميس) وقفة احتجاجية استنكاراً على التعدي على النبي محمد (ص) بعرض الفلم المسيء عنه.
وطالب بيان للمجلس الإسلامي العلمائي بمواقف واضحة وصريحة ضد هذه الإساءة من كل الحكومات العربيَّة والإسلاميَّة، وكذلك من الأمم المتحدة، وضرورة سنّ قوانين تجرِّم الإساءة للمقدسات، وتعاقب عليها، واتِّخاذ إجراءات عملية سريعة في هذا المجال.
وقد أصدرت وزارة الخارجية أمس الأول (الأربعاء) بياناً أعربت فيه البحرين عن استنكارها وبشدة عرض الفيلم المسيء لرسول الله محمد (ص)، باعتباره عملاً خارجاً عن مبادئ احترام الأديان وجميع تعاليم الشرائع السماوية والقيم الأخلاقية والإنسانية.
ودعت مملكة البحرين في بيان صادر عن وزارة الخارجية، منظمة التعاون الإسلامي وجميع الدول الإسلامية للتصدي بحزم لمثل هذه التصرفات المثيرة للفتن واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف إنتاج وعرض هذا الفيلم ومحاسبة القائمين عليه.
الرئيس اليمني يقدم اعتذاره لأوباما ويأمر بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات الهجوم
متظاهرون يمنيون يقتحمون السفارة الأميركية احتجاجاً على «الفيلم المسيء»
صنعاء - أ ف ب
اقتحم متظاهرون غاضبون أمس الخميس (١٣ سبتمبر/ أيلول ٢٠١٢) مجمع السفارة الأميركية في صنعاء وأحرقوا عدداً من السيارات في فناء المبنى احتجاجاً على فيلم مسيء للإسلام أنتج في الولايات المتحدة، إلا أن قوات الأمن اليمنية نجحت في إخلاء المكان.
ودان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بشدة «الاعتداء الغاشم» على السفارة مؤكداً أن وراءه «جماعات غوغائية»، كما قدم اعتذاره للرئيس الأميركي باراك أوباما وأمر بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات الهجوم.
وذكر مراسلو وكالة «فرانس برس» أن قوات الأمن المركزي وشرطة مكافحة الشغب انتشرت بكثافة في المكان بعد أن استخدمت الطلقات التحذيرية وخراطيم المياه لإخراج المتظاهرين الذين لم يبدوا مقاومة كبيرة.
وتمكن المتظاهرون الذين تجمعوا بالآلاف بالقرب من السفارة، من اقتحام البوابة الرئيسية للمجمع ودخلوا إلى الفناء حيث أشعلوا النار في سيارات وقاموا بأعمال تخريب.
وكان المتظاهرون يرددون «يا رسول الله يا محمد» و«إلا محمد بن عبدالله». وانتشرت عناصر الأمن في المكان فيما دخلت عناصر شرطة مكافحة الشغب فناء السفارة لإخراج المتظاهرين.
وذكر مراسلو وكالة «فرانس برس» أن المتظاهرين الذي معظمهم من الشباب والمراهقين، لم يبدوا مقاومة كبيرة لدى تدخل قوات الأمن لإخلاء المكان. كما لم يتدخل الحرس الأميركي الخاص بالسفارة.
وذكر شهود أنهم شاهدوا حراساً مسلحين على سطح مبنى السفارة، إلا أن هؤلاء لم يتدخلوا أيضاً.وشوهد جريحان على الأقل يتم إخراجهما من فناء السفارة، إلا أن إصابتيهما لا تبدوان بسبب الرصاص بل بسبب التدافع والعراك على الأرجح. وقال شاهد عيان «دخل متظاهرون واحرقوا ثلاث سيارات»، فيما ذكر آخر أن الشرطة «ألقت القبض على عدد من زملائنا».
وظل المئات من المحتجين متجمعين في مكان قريب من السفارة يرددون شعارات معادية لليهود وللولايات المتحدة. وهتف المئات عند حاجز إقامته قوات الأمن «خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود».
وأفادت مصادر دبلوماسية لوكالة «فرانس برس» أن البعثات الغربية أعطت تعليمات لموظفيها بألا يتوجهوا للعمل في السفارات أمس الخميس الذي هو أساساً يوم عطلة في اليمن.
وفي رده على اقتحام السفارة، أعرب الرئيس اليمني في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية، عن «بالغ الأسف لمجريات ما حدث أمس من اعتداء غاشم على السفارة الأميركية في صنعاء.
وقال إن «من قام بذلك جماعات غوغائية لا تعي ولا تدرك المخططات البعيدة المرامي من قبل القوى الصهيونية خصوصاً التي قامت بتأليف ونشر فيلم مسيء للرسول الكريم».
وأشار إلى أن «هذه المخططات تهدف إلى الإضرار بالعلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية» مشيراً إلى أن «هذه الجماعات استغلت عدم الاستعدادات الأمنية اللازمة، والتي جاءت في ظروف الانقسامات في صفوف الأمن جراء الأزمة السياسية التي نشطت مطلع العام ٢٠١١».
وحذر هادي من أن «هذه الاعتداءات ستنعكس سلباً على العلاقات الطيبة بين اليمن وشعب الولايات المتحدة الأميركية،
وذلك لما تريده المخططات المعادية للسلام والوئام، والتي تعمل دوماً على خلق الفجوات والمشاكل بين الشعوب».
وعبر الرئيس اليمني عن «اعتذاره الشخصي للرئيس الأميركي باراك أوباما ولشعب الولايات المتحدة لما حدث».
وذكرت الوكالة أن هادي «وجه بتشكيل لجنة لمعرفة ملابسات ما حدث والعمل على المعاقبة الرادعة للمسيئين والمتسببين في ذلك».
وشهدت عدة دول إسلامية احتجاجات ضد فيلم «براءة المسلمين» وهو فيلم نشر على الإنترنت مسيئاً للإسلام وللنبي محمد (ص).
وأدى هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي شرق ليبيا إلى مقتل أربعة أميركيين بينهم السفير كما تشهد القاهرة تظاهرات عنيفة حول السفارة الأميركية. ويلف الغموض هوية صاحب فيلم «براءة المسلمين».
وبحسب الصحافة المصرية ودعاة إسلاميين متشددين فإن أقباطاً يعيشون في الولايات المتحدة شاركوا في إعداد الفيلم.
تظاهرات في العراق احتجاجاً على الفيلم
تظاهر المئات العراقيين أمس الخميس (١٣ سبتمبر/ أيلول ٢٠١٢) في بغداد والنجف والكوت والبصرة وكربلاء رفضاً للفيلم المسيء للإسلام الذي أثار موجة عنف مناهضة للأميركيين في العديد من الدول الإسلامية.
وفي النجف (١٦٠ كيلومتراً جنوب بغداد)، تجمع المتظاهرون عند ساحة ثورة العشرين وسط المدينة .
وردد المتظاهرون الذين حملوا أعلاماً عراقية «كلا كلا أمريكا... كلا إسرائيل» و»خيبر خيبر يا يهود... جيش محمد سوف يعود».
كما ردد المتظاهرون بالإنجليزية «داون (تسقط)... داون أميركا... داون داون اسرائيل».
... وتظاهرة كبيرة في طهران
تظاهر مئات الايرانيين أمس الخميس (١٣ سبتمبر/ أيلول ٢٠١٢) احتجاجاً على الفيلم المعادي للإسلام قرب سفارة سويسرا بطهران التي تمثل المصالح الأميركية في إيران على ما أفاد مصور «فرانس برس».
وجرت التظاهرة التي نظمتها جمعية طلابية متشددة قرب السفارة لكن نحو ٢٠٠ شرطي من قوات مكافحة الشغب ورجال الإطفاء منعوا المتظاهرين من الاقتراب من السفارة التي أخليت من موظفيها من باب الوقاية.
ورفع المتظاهرون مصاحف قرآن وصور للمرشد الأعلى الإيراني آية الله السيدعلي خامنئي، مرددين «الموت لأميركا» و»الموت لإسرائيل».
ولا تقيم جمهورية إيران الإسلامية علاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة منذ ١٩٨٠ .
أوباما يبحث الأمن مع ليبيا ومصر في أعقاب استهداف السفارتين في البلدين
اتصل الرئيس الأميركي باراك أوباما هاتفياً بقادة ليبيا ومصر لبحث تعاونهما في المجال الأمني اثر الهجوم الدامي على القنصلية الأميركية ببنغازي وتظاهرات أمام السفارة الأميركية في القاهرة، على ما أعلن البيت الأبيض أمس الخميس (١٣ سبتمبر/ أيلول ٢٠١٢).
ودعا الرئيس الأميركي مصر إلى تنفيذ التزامها بحماية الدبلوماسيين الأميركيين وطلب من ليبيا التعاون مع السلطات الأميركية لتوقيف الذين يقفون وراء الهجوم على القنصلية الأميركية الذي قتل فيه السفير وثلاثة أميركيين آخرين.
وقال البيت الأبيض إن «الرئيس اتصل بالرئيس المصري محمد مرسي لاستعراض الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر»،
مشيراً إلى اتصال هاتفي جرى ليل الخميس. و وفي بيان منفصل، قال البيت الأبيض إن أوباما أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد المقريف، ليشكره على التعازي الذي عبر عنها بعد مقتل الأميركيين في الهجوم على القنصلية.
وفي أول محادثة مع المقريف منذ انتخابه رئيساً للمؤتمر الوطني، عبر أوباما أيضاً عن «تقديره للتعاون الذي قدمته الحكومة والشعب الليبي في الرد على الهجوم»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «الحكومة الليبية يجب أن تواصل العمل معنا لضمان أمن موظفينا».