وبعد الشكوك والتناقضات التي أثيرت حول الرواية الأولى عن من يقف وراء الفيلم المسيء، تسابقت وسائل الأعلام العالمية في البحث والتقصي لفك الغموض الذي رافق الفيلم لتنكشف تفاصيل جديدة أبرزها أن الفيلم المسيء انتجته مجموعة دينية اميركية تطلق على نفسها اسم "إعلام من اجل المسيح" وقام بإخراجه متخصص بالأفلام الاباحية.
كما ان الرجل الذي يقف وراء انتاجه مصري قبطي يقيم في الولايات المتحدة ومحتال لم يلتزم بشروط الافراج بكفالة عنه، كما قال مسؤولون اميركيون لوسائل أعلام.
مخرج الفيلم هو ألن روبرتس الذي عمل من قبل في انتاج أفلام إباحية او أفلام إثارة، وسائل الأعلام تحدثت مع عدد من الممثلين الذين أدو أدوارا في هذا الفيلم، أكدوا أنهم فوجئوا عندما ظهروا في ما كان أصلاً فيلم يروي ملحمة خيالية ثم وضعت دبلجة للحوار الأصلي في إطار حملة معادية للمسلمين.
والأسماء التي كان يحملها أبطال الفيلم الأصلي الذي أخرجه روبرتس هي جورج وكونداليسا وهيلاري. لكن في النسخة التي وضعت على "يوتيوب" تغيرت الأسماء الى النبي محمد وشخصيتان أخرتان من القرآن الكريم.
روجت للفيلم شبكة يمينية قبطية ومسيحيون إنجيليون معروفون بعدائهم للإسلام مثل الأميركي المصري الأصل موريس صادق والقس تيري جونز الذي اشتهر لإحراقه للمصحف الكريم علناً.
وقال ستيف كلين الذي حارب في فيتنام واسس جمعية "المسيحيون الشجعان موحدون" المعروفة باحتجاجاتها أمام المساجد ومعابد المورمون، قال أنه ساعد في انتاج الفيلم.
الفيلم بحد ذاته لا ينطوي على أي مخالفة للقوانين الاميركية، لكن نكولا باسيلي نكولا وهو مصري قبطي يعتقد انه كتب الفيلم ارتكب مخالفة لشروط الأفراج عنه من السجن. وقال الناطق باسم المكتب الإداري للمحاكم الأمريكية ان "وضعه يخضع للمراجعة". ويكشف محضر اتهام لمحكمة في كاليفورنيا يعود إلى ٢٠٠٩ أن نيكولا اتهم بالاحتيال على مصارف أمريكية عبر فتح حسابات وهمية وتمرير شيكات غير صحيحة.
وقد أفرج عنه منذ ذلك الحين بكفالة، وتفيد الوثيقة أنه وافق على الأدلاء بشهادة ضد زعيم الشبكة التي تعمل في تزوير الشيكات، وإذا تبين أنه خالف شروط إطلاق سراحه، فقد يعود إلى السجن.
ومن شروط الإفراج عنه منعه من استخدام جهاز الكمبيوتر في منزله خمس سنوات، ودفع غرامة قدرها ٧٩٠ ألف دولار.
وتحول نيكولا خلال الأسبوع الجاري من محتال صغير إلى شخصية أساسية تسببت في كل هذه الأحداث.
من جهته، أكد بول أودلي رئيس هيئة "فيلم ال ايه" التي تمنح تراخيص التصوير في لوس أنجلوس أن جمعية "ميديا أوف كرايست" منحت في آب/اغسطس ٢٠١١ ترخيصا ليوم واحد لتصوير فيلم بعنوان "مقاتلي الصحراء".
وأضاف أودلي في مقابلة "أتذكر أنني اطلعت شخصياً عليه قبل سحبه، وكان اسم المنتج سام بوسيل"، ويعتقد أن هذا واحد من الأسماء التي يستخدمها نكولا الذي قام بتحميل المقطع على الإنترنت باسم سام باسيل.
ويذكر أن مواقع جمعية "ميديا فور كرايست" وصفحتها على فيسبوك توقفت الجمعة بدون أي تفسير، وهذه المجموعة معروفة بأنها يمينية محافظة، وأسسها مصري قبطي يدعى جوزف نصر الله عبد المسيح.