رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وامام حشد كبير من الجماهير الذين حضروا الملتقى الثقافي الاسبوعي في بغداد الاربعاء ١٩/٩/٢٠١٢، جدد دعمه لكل قانون وتشريع يكون فيه خدمة للوطن والمواطن بغض النظر عن الجهة التي تتبنى ذلك، مشيرا الى قانون الدفع الاجل الذي تقدم به دولة رئيس مجلس الوزراء، داعيا الى اخذ الملاحظات الموضوعية التي تقدم بها اعضاء مجلس النواب من اجل تحقيق ضمانات بحماية المال العام وتحقيق المزيد من الشفافية والنزاهة.
ثورة الكترونية لنصرة الرسول الكريم (ص)
دعا السيد عمار الحكيم شباب الثورات العربية الذين وصفهم بـ(الشباب المسلم الواعي) الى ان يقودوا ثورة الكترونية كبرى لنصرة الرسول الكريم (ص) وان يستثمروا التقنيات الحديثة في رد واع وحضاري بالكلمة والموعظة الحسنة، مؤكدا ضرورة العمل على بلورة عمل اسلامي وموقف دولي بحق ممارسات الاساءة التي يتعرض لها الاسلام والتي منها الاساءة الاخيرة للرسول الكريم (ص).
سماحته حذر من الممارسات التي تعمل على زرع الحقد والكرهية بين الشعوب وتوفر فرصة يغتنمها اولئك المنحرفون في كلا الطرفين، مبينا ان ذلك يؤدي الى اشعال حرب على اساس العقيدة والدين بين الشعوب.
الابتعاد عن التعانف والسعي الى التآلف
كما اشاد سماحته بالتظاهرات السلمية والحضارية التي عمت العالم العربي والاسلامي معبرة عن الاستهجان الشديد بالعمل المشين والمخجل في الاساءة الى الذات المقدسة لرسول الرحمة والانسانية، معربا عن شكره وتقديره لوقوف ابناء الشعب العراقي ومعهم تنظيمات تيار شهيد المحراب في عموم المحافظات في ادانتهم لمثل هذه الممارسات المخجلة التي صدرت بحق الرسول الكريم ( ص).
كما خص سماحته شكره للاخوة المسيحيين في العراق وفي الشرق الاوسط، مشيدا بموقفهم الواضح في الادانة والاستنكار، مؤكدا سماحته الحاجة الى الابتعاد عن التعانف والسعي الى التآلف، مبينا انه المدخل الذي يعزز التسامح والتقارب بين شعوب العالم.
السيد عمار الحكيم طالب الجهات الثقافية بان تعمل جاهدة من خلال اعمالها الادبية والفنية على ايضاح المكانة الحقيقية لعظمة الرسول الكريم (ص)، وتسخير المسرح والدراما للتعريف بشخصية الرسول الكريم (ص) الفذة ومنهجه الحضاري.
تشريع قانون دولي يجرم ازدراء الاديان السماوية
كما طالب سماحته منظمة المؤتمر الاسلامي ومنظمة التعاون الاسلامي ودول عدم الانحياز والامم المتحدة وكل الشرفاء في العالم الى تشريع قانون دولي يجرم ازدراء الاديان السماوية تحت اي ذريعة كانت، داعيا الامين العام للأمم المتحدة بالعمل الجاد لوضع حد لمثل هذه الاساءة البليغة وما تخلفها من حقد وكراهية في المجتمعات، عادا ممارسات ازدراء الاديان ورموزها جريمة دولية يعاقب عليها القانون الدولي والانساني. كما وجه سماحته رسالة الى الشعب الامريكي داعيا اياهم الى نبذ مثل هذه السلوكيات المنحرفة من اولئك المنحرفين والعنصريين واللذين يسيئون الى المسيحية بقدر إساءتهم الى الاسلام.
التحذير من سياسة المعايير المزدوجة
سماحته حذر من اعتماد سياسة المعايير المزدوجة في التعامل الدولي، مستشهدا بالمعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من قبل الكيان الاسرائيلي، مشيرا الى وجود تناقض في اتباع سياسة العقوبات الدولية، مبينا ان هناك دول تتعرض لعقوبات نتيجة سعيها للتطور والتقدم كونها لاتعتبر جزء من المنظومة العالمية، واصفا اياها بـ(سياسات دولية تعاني من الانفصام في الشخصية السياسية والانسانية).
نعم لكل قانون فيه خدمة الوطن والمواطن
جدد السيد عمار الحكيم دعمه لكل قانون وتشريع يكون فيه خدمة للوطن والمواطن بغض النظر عن الجهة التي تتبنى ذلك، مشيرا الى قانون الدفع الاجل الذي تقدم به دولة رئيس مجلس الوزراء. داعيا الى اخذ الملاحظات الموضوعية التي تقدم بها اعضاء مجلس النواب من اجل تحقيق ضمانات بحماية المال العام وتحقيق المزيد من الشفافية والنزاهة، محذرا من ان لا يكون القانون سببا جديدا من اسباب الفساد المالي تضاف الى قائمة اخرى من مداخل الفساد في قوانين ومشاريع الدولة العراقية.
وفيما يخص قانون العفو العام، اكد سماحته ضرورة تقديم ضمانات بالحفاظ على حرمة الدم العراقي وعدم شموله لمن تلطخت اياديهم بدماء الشعب العراقي ومن كان جزءا اساسيا في الشبكات الارهابية والتكفيرية تحريضا وتمويلا وتخطيطا وتنفيذا.
سماحته انتقد مطالبة الامانة العامة لمجلس الوزراء بالتريث في اقرار قانون البصرة عاصمة العراق الاقتصادية في مجلس النواب، داعيا الى اقرار قانون اعادة تاهيل ميسان وغيرها من القوانين التي دعت اليها كتلة المواطن في مجلس النواب فيما يقدم خدمة مباشرة للمواطنين.
مخاطبا اصحاب القرار في الاحزاب والتيارات السياسية في "ان يدركوا جيدابان ذاكرة الشعوب قوية وان لا تمادوا في لعبة جر الحبل في التعامل مع القوانين والتشريعات التي تخدم الوطن والمواطن".
ايجاد سلم رواتب موحد يشيع العدالة والانصاف
اكد السيد عمار الحكيم ان بناء الدولة العصرية العادلة يتطلب مراعاة العدالة في جميع الميادين ومنها مسألة الرواتب التي تقدم الى موظفي الدولة ومنتسبيها، داعيا الى ايجاد سلم رواتب موحد يشيع العدالة والانصاف بين هؤلاء الموظفين، مبينا ان التمايز بين الموظفين في الوزارات يتقاطع مع المادة الرابعة عشر من الدستور العراقي والتي تتحدث عن تساوي المواطنين في الحقوق والواجبات، كذلك المادة السادسة عشر من الدستور والتي تنص على مبدأ تكافئ الفرص بين المواطنين.
كما اكد سماحته دعمه لشمول ذوي الدرجات الخاصة بالسلم الموحد وكذلك ما يخص المتقاعدين، مشيرا بان شريحة المتقاعدين يقتربون من مليوني متقاعد وهو يعيلون عوائل كبيرة في المجتمع، وان رواتبهم دون خط الفقر كما اوضحت ذلك التقارير الرسمية في الدولة العراقية.
مشيدا سماحته بدور اعضاء كتلة المواطن النيابية وبدعم من الكتل الاخرى في اقرار اضافة خمسين الف دينار على رواتب المتقاعدين ممن لم يبلغ راتبه اربعمائة الف دينار، داعيا اعضاء مجلس النواب الى التصويت على هذا القرار ليتم ادخاله حيز التنفيذ مطلع العام المقبل على رواتب المتقاعدين.
وقف سريع وكامل لإطلاق النار بين المتنازعين في سوريا
دعا السيد عمار الحكيم الى وقف سريع وكامل لإطلاق النار بين الطرفين المتنازعين في سوريا، مؤكدا على اهمية الجلوس على طاولة الحوار لضمان حقوق الشعب السوري ولتعزيز الاستقرار والأمن في هذا البلد العربي الكريم.
كما ثمن سماحته دور المبعوث الاممي والعربي الاستاذ الدكتور الاخضر الابراهيمي لهذا المسار السلمي الذي يخوضه والذي تتحدث عنه الدول الاربعة ( ايران وتركيا والسعودية ومصر ) في اجتماعاتها المتكررة، داعيا الى تظافر كافة الجهود العربية والاسلامية والدولية في هذا السياق، مشددا سماحته على اهمية التماسك والوحدة السورية ارضا وشعبا.
سماحته بين ان سياسة كسر العظم لا تستطيع ان تحسم المعركة لصالح اي من الطرفين المتنازعين على الاراضي السورية، مشيرا الى ان الشعب السوري سيبقى هو من يدفع الضريبة الكبرى جراء هذا النزاع ونزيف الدم المستمر، مجددا دعوته الى الجلوس على طاولة الحوار لضمان حقوق الشعب السوري ولتعزيز الاستقرار والامن في هذا البلد العربي الكريم وتكريس الديمقراطية والتعددية في سوريا والذهاب الى شراكة حقيقية بين جميع القوى السياسية والمكونات المعبرة عن فسيفساء الشعب السوري الكريم.
التعليم يحدد مسارات الشعوب
ومع اقتراب العام الدراسي الجديد انتقد سماحته المدارس الطينية والصفوف المتهالكة، داعيا وسائل الاعلام الى التركيز على مدى الاستعدادات التي تبذلها وزارة التربية والجهات المعنية في تقديم المستلزمات للطلبة واحتياجاتهم، محذرا من التسويف في مستقبل ابناء العراق من الطلبة، متمنيا لهم النجاح والتوفيق في عامهم الدراسي الجديد.
مبينا سماحته "ان الامة التي لا تهتم بالتعليم ليس لها مستقبل والتعليم هو البداية وهو الهدف وما بين البداية والهدف تتشكل مسارات الامم والشعوب والدول".
اليوم العالمي للسلام
سماحته اكد على حاجة العالم لنشر ثقافة السلام وترسيخ مفاهيمها لدى الاجيال، مستشهدا بتزامن اليوم العالمي للسلام والذي يصادف في الحادي والعشرين من ايلول في كل عام، مبينا بان ذلك يتطلب خطوات عديدة ترسخ اهمية التعايش والسلام في العالم.
ذكرى استشهاد السيد محمد الصدر (قدس)
كما استذكر سماحته الذكرى الرابعة عشر لأستشهاد السيد محمد الصدر( قدس) وولديه الشهيدين، مشيدا بالدور الكبير والمؤثر لتلك الشخصية الاسلامية في تاريخ العراق المعاصر ومواجهته للدكتاتورية المقيتة.