واكد سماحته على ان ما تشهده بلادنا الاسلامية اليوم من مشاكل سببه عدم معرفة وتحديد المسار العام والذي اسماه القرآن الكريم بـ "الصراط المستقيم".
واوضح سماحته خلال محاضرته الاسبوعية التي القاها في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة، اليوم الخميس، "ان المشاكل التي تواجه الامة اليوم والتي منها ما يحدث بين سوريا وتركيا، وانهيار العملة في ايران وتجدد أعمال العنف في العراق؛ سببه اننا لم نحدد الصراط المستقيم".
وحول ما يشهده العراق من تراجع امني كبير أشار سماحته الى "ان السياسيين في البلاد يعيشون في نفق مظلم، متسائلا عن مصلحتهم في هذه المشاكل، ومن المسؤول عن سيول الدماء لهذا التراجع." واشار سماحته الى ان الوضع الامني في العراق لايمكن معالجته بالحل الامني فقط، بل يجب ان يكون هنالك اصلاح ثقافي وتعايش ونهضة اقتصادية واجتماعية.
في سياق حديثه عن الحروب التي خاضها النظام المقبور قال سماحته "ان الحروب التي مرت بها البلاد لم تخلف سوى الارامل والمعاقين والخسارات المالية الكبيرة, والتي لو كانت قد استغلت في عملية البناء لأصبحت في قمة البلاد المتقدمة والمتطورة."
وعزا سماحته المشاكل التي تشهدها البلاد الى التفكير بالامور الثانوية دون الامور الاساسية، لافتا الى انه كان قد حذر في وقت سابق من ان الحرب الباردة قد بدأت، وان هذه الحرب مستمرة وهناك من يقوم بادارتها وهو جالس في مكانه.
ودعا المرجع المدرسي المسؤولين في البلاد الى ان لا ينخدعوا بالكراسي والمناصب فهي مدفوعة الاثمان من قبل البلاد والشعوب وهي تستعبد اصحابها, مؤكداً على ضرورة الالتزام بالعهد، والدستورالعراقي هو احد العهود التي تم الاتفاق عليها، مطالبا بعض السياسيين بان لا يتفقوا في النهار ويختلفوا في الليل، و يمدوا يداً الى الحكومة واخرى الى المعارضة.
ونبه سماحته الى ان المشكلة الكبرى التي نعاني منها مرتبطة بالثقافة والأخلاق، مشددا على ان يتفق الجميع وان يتعانوا فيما بينهم فالجميع على سفينة واحدة وعليهم توفير سلامتها وامنها.
كما دعا سماحته الى التزام ثقافة التعايش والتعاون والالفة وحب الوطن، فحب الوطن من الايمان، مطالبا بان يكون العمل من أجل الوطن لا لطائفة معينة أو حزب معين.
وذكّر سماحة المرجع المدرسي في ختام حديثه "بالسحابة الداكنة" التي اشار اليها في حديث سابق، وقال انها لم تصلنا بعد، داعيا الى ان يتم ابعادها بالدعاء والصدقة والتراحم وحسن الخلق.
--
حسين الخشيمي