تزايد نسب الانتحار في ذي قار تقلق المجتمع المدني

حذر ناشطون مدنيون في محافظة ذي قار، من تزايد حالات الانتحار بين الاطفال والشباب داعين الجهات الحكومية الى معالجة الاسباب التي ادت الى تفاقم الانتحار، كان اخرها انتحار احد الاطفال متأثرا بالافلام المدبلجة وذكر نائب رئيس منظمة عراقيون ضد الفساد، سعدون جابر حاجم في تصريح لـ "المدى"، أن "حالات انتحار الصبية والشباب ومن كلا الجنسين في ذي قار اخذت منحى خطيرا ومن دون أن نرى توجها حقيقيا وفاعلا للحد منها "، مؤكدا "تسجيل حالتي انتحار خلال الاسبوع الحالي في ناحية الفضلية ( ١٨ ) كم جنوب الناصرية
 حيث اقدم صَبيان لا تتجاوز أعمارهم الخمسة عشر عاما على الانتحار حين شنق احدهم نفسه متأثرا بالافلام المدبلجة" .وكانت وسائل اعلام محلية قد نقلت يوم الاحد الماضي عن مدير ناحية الفضلية حبيب كاظم عبد قوله " إن طفلا في الـ ١٢ من العمر أقدم على الانتحار، مرجحا أن يكون الضحية قد تأثر بمشاهد العنف والموت التي تعرضها المسلسلات الأجنبية المدبلجة ". ولفت عبد الى إن "الطفل استغل غياب أسرته عن المنزل وشنق نفسه بحبل مربوط إلى مروحة سقفية" .فيما تؤكد مصادر اخرى الى ان "ناحية الفضلية شهدت خلال الاشهر الماضية خمس حالات انتحار جميعها لأطفال أو شباب في مقتبل العمر " .
ويرجح المسؤول في منظمة عراقيون ضد الفساد، حصول حالات انتحار مماثلة في جميع الوحدات الادارية العشرين التابعة لمحافظة ذي قار، مبينا "حصول حالة انتحار واحدة شهريا في كل وحدة ادارية من الوحدات في المحافظة ".  واشار حاجم إلى " تنوع طرق الانتحار التي يستخدمها الصبية  والشباب للتخلص من الحياة والتي من ابرزها الشنق بالحبال والرمي بالرصاص والصعق بالكهرباء والغرق في مياه الأنهر وتناول السموم والعقاقير الطبية فضلا عن الحرق لافتا الى ان الأسلوب الأخير هو المفضل لدى الفتيات عند إقدامهن على الانتحار" .
هذا ويعبر المواطنون أن "دوافع الانتحار تعود إلى جملة من الأسباب، بينها الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية غير المستقرة التي أشاعت أجواء قاتمة من اليأس في نفوس الشباب، إذ تتفشى البطالة وترتفع معدلات الفقر وتتضاءل فرص التعيين أمام الشباب عموما والخريجين بشكل خاص ".
ويشير اغلبهم  إلى أن "الضائقة المالية التي يمر بها الشباب لاسيما المتزوجين منهم تجعلهم عاجزين عن مواجهة الضغوط الحياتية والمتطلبات الأسرية، وبالتالي تدفعهم للانتحار في ظل غياب المعالجات الحكومية الحقيقية لمشكلة البطالة"، مؤكدين في "الوقت ذاته لجوء العديد من الشباب والمراهقين إلى تعاطي الحبوب المخدرة نتيجة حالات اليأس التي يمرون بها اثناء فترة البطالة ".
وتقدر معدلات الفقر والبطالة في محافظة ذي قار بحسب تقرير نشرته وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي العراقية في نيسان ٢٠١٠ بـ ٣٤% وهي أعلى من معدلات الفقر في عموم العراق بنحو ١١% حيث يبلغ معدل الفقر في عموم العراق وفق التقرير الذي أعده الجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات  ٢٣% .