وفي حديث لـ "العالم"، أمس الاربعاء، ذكر باسم الخفاجي، ضابط برتبة رائد في اللواء الثالث التابع للفرقة الاولى بان "فرقتنا وقائدها بعيدون كليا عن ما تم نشره بخصوص وجود عناصر في فرقته يعرفون بالفضائيين"، مؤكدا ان قائد فرقته "ناجح في عمله، حيث استطاع ان يحقق الكثير من الانجازات وفي عديد من الملفات، بالاضافة الى تضحياته التي قدمها على صعيد عائلته الخاصة".
وكانت "العالم" قد نشرت الاثنين الماضي، اتهاما لقائد الفرقة الأولى بتسلم رشاوى من منتسبين مقابل إعفائهم من الواجبات والوقوف بالسيطرات، بما يسمى بظاهرة "الفضائيين".
وبين الخفاجي ان "مناطق جسر ديالى والمدائن تشهد بكفاءته ونزاهته ابان فترة محاربة قوى الارهاب فيها، كما كان له الدور الكبير في المصالحة الوطنية ضمن ذلك القاطع، ولذا فإني أؤكد عدم صحة تلك المعلومات بشأن وجود فضائيين ضمن عناصر مكتب حمايته".
هذا وتجولت "العالم" برفقة عدد من ضباط الفرقة في مقرات الفرقة، حيث شاهدت انسيابية العمل هناك، كما تحدثت الى عدد من المسؤولين الأمنيين ضمن الفرقة نفسها الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم لانهم غير مخولين بالتصريح لوسائل الاعلام، حيث أكد مدير الدائرة القانونية في الفرقة الاولى لـ "العالم" أمس، ان "الهيكل التنظيمي لعناصر حماية القائد، يتكون من ٩٨ عنصرا امنيا، الا انه اكتفى بـ٦٦ عنصرا فقط، وذلك بالرغم من امتلاكه الصلاحية لزيادتهم بمقدار يصل الى ٣٢ عنصرا"، مطالبا بضرورة ان "يتم التوثق من المعلومات المستلمة قبل الافصاح عنها، حيث ان هناك اشخاصا (مغرضين) قد يكونون جزءا من العناصر الامنية والضباط التابعين للفرقة نفسها".
وأشار المدير الذي رفض الافصاح عن اسمه الى ان "الفرقة الاولى لا تعاني من ظاهرة الفضائيين، وعند زيارة اي تشكيل من تشكيلاتنا فسيتم عندها التاكد من صحة ذلك، حيث اننا استطعنا محاصرة هذه الظاهرة عبر التعداد اليومي والاسبوعي، بالاضافة الى اننا نجري تعدادا صباحيا ومسائيا، وكل ذلك موثق في سجلاتنا"، منوها ان "قائد الفرقة الاولى عند اطلاعه على هذه الادعاءات، احال الموضوع الى التحقيق وسلم ادارته الى شؤون الفرقة الاولى التي تعد جهة رقابية على اداء فرقتنا، وذلك بالرغم من ثقته من عدم صحته لغرض التحقق منه".
من جهته، أكد ضابط اخر رفيع المستوى في الفرقة ذاتها ان "هناك لجنة مسؤولة عن عملية توزيع الرواتب، حيث انه يسبق توزيعها، يقوم ضابط الشؤون في الفرقة بالتوقيع على وثيقة رسمية، ومن بعدها يتم التهميش على هذه الوثيقة من قبل امر سرية المقر، ومن بعدها يتسلم العنصر الامني راتبه بنفسه، ما يعني ان هذه العملية محكمة وتخضع لاجراءات قانونية مشددة"، مبينا ان "العناصر البالغة عددها ٦٦ والذين يقومون بمهمة حماية القائد، يؤدون خدمتهم بحسب جدول محدد سلفا".
وأفاد الضابط بانه "تم تشكيل لجان للقيام بعملية تفتيش على السيطرات الواقعة ضمن نطاق مسؤولياتنا، وهذه اللجان تجري تعدادا يوميا واسبوعيا، بالاضافة الى ذهابهم الى مقرات الوحدات التابعة لفرقتنا، وهذه اللجان تقوم بكتابة التقارير، ويتم رفعها بعد ذلك الى مراجعنا الامنية"، معتبرا انهم "عبر ذلك استطعنا السيطرة على ظاهرة الفضائيين، ولا زالت هذه اللجان مستمرة بعملها حتى الان".
وعرج المصدر على انجازات الفرقة الاولى بالقول انه "استطاعت فرقتنا القيام بتفكيك شبكات ارهابية ضمن قواطع مسؤولياتنا، ومن ابرز هذه الشبكات تلك الخاصة (بالمدان) طارق الهاشمي، بالاضافة الى القاء القبض على مطلوبين، وتحرير مختطفين، والعثور على اكداس عتاد وذخيرة، ولدينا ملفات كاملة وصور توثق ذلك، واخر انجازاتنا تمثل بالقاء القبض على عصابة مسلحة خططت للسطو على مصرف سومر في شارع السعدون، واحبطت محاولة سرقة اكثر من ٥ مليارات دينار وجرت هذه العملية باشراف قائدنا اللواء الركن عماد".
وراى ان "هذه النجاحات المتتالية لقائد فرقتنا دفعت البعض الى التربص به، حتى ان شبكة ارهابية اختطفت والده وقامت بقتله بعد ان مثلت بجثته"، موضحا "استطعنا القاء القبض على تلك العصابة التي تبين ان خلفها جهات معينة لا نستطيع الافصاح عنها لاغراض امنية".