ع.ر امرأة عراقية متزوجة تعيش في الاردن اتصلت بها موظفة منظمة الهجرة الدولية ال(iom) على اثر التهديدات المتكررة التي تعرضت لها من مجهولين والتي ترغمها مع عائلتها على مغادرة الاردن.
تقول ع.ر لـ"شفق نيوز" لم اتوقع التعرض للتهديد من المنظمة التي يفترض بانها تحميني، فموظفة الـ(iom) "قالت لي ان بعثت لنا برسائل البريد الالكتروني او اتصلت بنا بخصوص التهديدات التي تتعرضين لها ستطالك المساءلة من قبل السلطات الاردنية"، وأخبرتني عبر الهاتف "إذا استمريت بإطلاق هذه الأقوال ستتعرضين للمساءلة القانونية".
والأردن بلد بأغلبية سنية ساحقة تحتل فيه جماعة الإخوان المسلمين التي تنتمي إلى الطائفة السنية مساحة كبيرة وهي الجماعة التي تولت القيادة في مصر.
وكانت عائلة ع.ر قد تعرضت لمجموعة من التهديدات خلال الايام الماضية لكونها تنتمي "للطائفة الشيعية".
وتقول ع.ر ان "زوجي تعرض للضرب من قبل اثنين في الشارع وقالوا له ابتعد من هذا البلد يا شيعي وقبلها بأيام قليلة قال له بائع الخضار عليك مغادرة الاردن لأنك شيعي هذا إلى جانب آخرين رددوا على مسامعنا القول نفسه".
وكانت ع.ر قد غادرت العراق مع عائلتها نتيجة تعرضها لتهديدات بالقتل وقد قامت بالتقديم لمنظمة الهجرة الدولية ال(iom) من اجل الحصول على اللجوء.
ولم تكن عائلة ع.ر الوحيدة التي تعرضت إلى تهديدات ترغمها بمغادرة الاردن فعوائل أخرى قد طالها الامر ذاته فقد قال مصدر دبلوماسي لـ"شفق نيوز" ان "عددا من العوائل العراقية الشيعية تعرضت لتهديدات بالقتل مالم تغادر الاردن، وعذا الامر بدأ يرتفع يوميا مابين عائلة إلى عائلتين".
وأضاف المصدر ان "عمليات التهديدات رافقت اندلاع موجة الاحتجاجات الشعبية في الاردن فلم تكن قبلها موجودة".
واندلعت موجة من الاحتجاجات في الاردن قبل مايقارب أسبوعين على خلفية رفع الحكومة الاردنية الدعم عن المحروقات الامر الذي تسبب بارتفاع أسعارها وإثارة غضب الشارع الأردني.
وظهرت حوادث تهديد العوائل العراقية الشيعية لأول مرة في سوريا وقد تعرضت هذه العوائل في هذا البلد إلى عمليات القتل والخطف والابتزاز فعلا على ارض الواقع وقد نقلت وسائل اعلام عديدة ما تعرضت له العوائل العراقية من اضطهاد في سوريا.
وتستدرك ع.ر كلامها بالقول ان موظفة منظمة الهجرة الدولية ال(iom) تعاملت معي بشكل يثير الاستغراب فقد قالت لي ان "هذه ليست تهديدات، فلامر طبيعي والأردن بلد امن"، فكيف بالتهديدات التي نتلقاها وتعامل السكان معنا؟
وعائلة ع.ر وعوائل شيعية أخرى تعرضت للتهديدات في الاردن تنتظر موعد الموت حاليا فالحكومة العراقية أعلنت بانها لا تستطيع مساعدة هذه العوائل وقال مصدر حكومي لـ"شفق نيوز" ان "الحكومة تستطيع المساعدة إذا قبلت هذه العوائل العودة إلى العراق فقط".
وأضاف ان "هذه العوائل ترفض العودة لانها مهددة في بلدها أيضاً لذلك فقط المنظمات الدولية الموجودة في الاردن تستطيع إنقاذها".
والتقت شفق نيوز بعدد من العوائل العراقية وسألتهم فيما إذا توجهوا إلى منظمة الهجرة الدولية ال(iom) او منظمة الامم المتحدة للاجئين في الاردن لانقاذهم فكانت جميع الردود متشابهة فقد قالوا عندما نبعث برسائل إلكترونية للمنظمتين حول ما نتعرض له من تهديدات فالذي نتلقاه أما عدم الرد او الرد بان الملف مازال بمرحلة المعالجة وعندما يحدث جديد سيتم الاتصال بكم.
استمرت ع.ر بالحديث والدموع تنساب من عينيها "قالت لي موظفة ال(iom) لا نستطيع مساعدتك باي طريقة, فطلبت منها وأنا اترجاها حل للموضوع فقط ربما حماية او اي شيء فقالت لي أنا مضطرة ان انهي المكالمة".
وكانت الأردن تمثل واحدا من اتجاهين رئيسين للعراقيين النازحين بسبب الحرب واحداث العنف الطائفية التي شهدها العراق في الاعوام ٢٠٠٦ ـ ٢٠٠٧.
وتتسلم الاردن ما يقرب من ٤٠٠ مليون دولار من المساعدات التي خصصت لحوالي مليون عراقي تقول التقارير إنهم قد فروا هناك ومعظم هذه المساعدات تأتي من الولايات المتحدة لتذهب مباشرة إلى الحكومة الأردنية والغرض من هذا هو مساعدة الأردن لكي تقوم بدورها بمساعدة العراقيين.