وفيما لم تحصل "المدى" على توضيح لملابسات ذلك من مكتب المحافظ صلاح عبدالرزاق، وجه عضو في مجلس المحافظة اتهاما لعبدالرزاق بانفاق مخصصات تنمية الاقاليم المرصودة لمناطق فقيرة في اطراف العاصمة على مشاريع تعتبر "دعاية انتخابية" له، وتحدث عن ضغوط سياسية تعرقل اعلان نتائج تحقيق يجرى في خصوص ملف المعرض الدولي.
وافتتحت وزارة التجارة مطلع تشرين الثاني الماضي، فعاليات الدورة الـ٣٩ لمعرض بغداد الدولي بمشاركة ٢٠ دولة وأكثر من ١٥٠٠ شركة.
وكان محافظ بغداد قال ان المحافظة "تمكنت من انجاز بناء أجنحة جديدة للعرض في المعرض، بعدد ١٥ بناية وتأهيل قاعات عرض جديدة بنحو ٢٠ قاعة وبناء قاعة سميت بقاعة بغداد بسعة ١٠ آلاف متر مربع وهي اكبر قاعة في العراق حاليا".
وبحسب عبدالرزاق فان إعادة تأهيل معرض بغداد تضمنت صيانة ابنية مخازن بمساحة ٣ الاف متر مربع بعدد ٥ قاعات، كما تم بناء معرض للسيارات بثلاثة طوابق بمساحة ٥٧٥٠ مترا مربعا للطابق الواحد، فضلا عن بناء مطعم بطابقين بمساحة ٦٨٠ مترا مربعا، وإنشاء بناية الاستيراد بطابقين وبمساحة ١٥٠٠ متر مربع للطابق الواحد، وتأهيل بناية التسجيل الكبرى بطابقين وبمساحة ٨٠٠٠ متر مربع للطابق الواحد، وتأهيل بناية المصرف بمساحة ١٥٠٠ متر مربع، وتأهيل كافيتريات المعرض بعدد ٥ كافتيريا والأبنية الإدارية وملحقات المعرض بعدد ٦ مبان فضلا عن إنشاء مرآب للسيارات، وانشاء وحدات استراحة ووحدات العاب أطفال عدد ٢٠.
بدوره أعلن محمد الشمري، نائب محافظ بغداد، ان "حجم التخصيصات المرصودة لتأهيل معرض بغداد الدولي كانت ضمن ميزانية تنمية الأقاليم للعام الجاري بلغ ٧٦ مليار دينار".
وخلال تجولها في معرض بغداد، الذي يشهد إقامة معرض دوليا للكتاب، رصدت "المدى" يوم الخميس الماضي انهيار بعض سقوف وجدران قاعة بغداد الكبيرة المخصصة للقاء كبار الشخصيات الـ"VIP"، وعقد الاجتماعات والاتفاقات على هامش فعاليات المعرض.
وتعليقا على ذلك، أبدى صبار الساعدي، عضو اللجنة القانونية في مجلس محافظة بغداد، استغرابه من الأموال التي أنفقها محافظ بغداد على تأهيل المعرض الدولي بينما كانت مخصصة لتنمية الأقاليم.
وأشار الساعدي، في حديث لـ "المدى" أمس إلى أن "مجلس محافظة بغداد سبق وان صوت على تخصيص مبلغ ٥٠ مليار دينار للمحافظة للقيام بتأهيل وبناء المعرض"، مضيفا "لكن المحافظ صلاح عبدالرزاق استخدم صلاحياته بسحب أموال أخرى من مجلس الوزراء ضمن إطار تنمية الأقاليم وخصصها لتأهيل المعرض وهي مخالفة واضحة"، لافتا إلى أن "المبلغ الذي أنفقته محافظة بغداد على المعرض بلغ ١٤٠ مليار دينار عراقي".
وشدد عضو مجلس محافظة بغداد على أن "المحافظ لا يحق له صرف أموال مخصصة لتنمية الأقاليم لتأهيل معرض ثبت فشله في استقطاب الشركات الدولية الكبرى".
وأشار الساعدي إلى أن "تنمية الأقاليم تعني صرف الأموال في تأهيل مناطق اطراف العاصمة التي لم يصلها الماء"، مؤكدا "وجود أدلة تثبت ان اغلب الأموال المخصصة لتشييد المعرض لم تستثمر بسياقها الطبيعي"، لافتا الى ان "المحافظ سبق وان أعلن عن عطاءات حصلت عليها شركات عراقية لم تثبت كفاءتها في إعادة الإعمار".
واعتبر عضو اللجنة القانونية في مجلس محافظة بغداد "قيام محافظ بغداد بالإشراف على تشييد المعرض الدولية دعاية انتخابية، وليس حرصا مهنيا على إعمار بغداد".
ورأى ان "المحافظ تجاوز السلطة التشريعية في المحافظة بمقرراته في إعادة ترميم المعرض الذي هو من مسؤوليات وزارة التجارة وليس الحكومة المحلية".
ولفت إلى أن "اللجنة المشرفة على التحقيق في موضوع معرض بغداد، تتعرض لضغوطات من كتل سياسية بارزة، وهو ما جعل إعلان تقرير اللجنة متأخر الى الآن".
وبعد اتصالات متعددة أجرتها "المدى" مع المحافظ صلاح عبدالرزاق ومكتبه الاعلامي للحصول على إجابتهم بخصوص الحادث، وعد السيد عدنان عبدالحسين مسؤول اعلام مكتب محافظ بغداد بتقديم إيضاح حول القضية إلا انه لم يف بوعده.