بسمه تعالى
لوحظ في الآونة الأخيرة ظهور أفكار بعيدة عن الإسلام الحق المتمثل بالدين المحمدي الاصيل ونهج أهل بيته الكرام المعصومين , متطاولة على مقام المرجعية الدينية الرشيدة و التي كرست حياتها وجهدها على مدى العصور لخدمة الإسلام و أبناء الشعب العراقي بكل أطيافه و طبقاته الإجتماعية.
ان هكذا توجه لدى البعض ممن يدّعون تمثيل الشعب العراقي في البرلمان من أمثال حسين الأسدي دليلٌ على أن هناك نهجاً ضالا مضلا على المستوى الفكري و العقائدي يحاول أن يقصي دور المرجعية الدينية عن مهامها الوطنية و أن يضعها في صف منظمات المجتمع المدني و يبعدها عن قيادة الامة لتصبح مطمعا للبعض ممن ركبوا متن الشطط , ولم يحذروا يوما تشخص فيه الابصار , واتخذوا اموال الفقراء والايتام مغنما سهلا "يقضمونه قضم الإبل نبتة الربيع".
ولقد دأب هؤلاء على ان يظهروا غير مايبطنون " { يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ }, ولقد ارادوا كذلك أن يطمسوا دور المرجعية التأريخي في حركة الجهاد و التحرر العراقي منذ ثورة ١٩١٤-١٩١٧ و كذلك دورها المميز في مقاومة الظلم و الدكتاتورية في انتفاضة أربعين الإمام الحسين(ع) في الـ٢٠ من صفر لعام ١٩٧٧ و الإنتفاضة الشعبانية المباركة في عام ١٩٩١.
و ما شهادة المرجع الكبير آية الله السيد محمد باقر الصدر قدس سره الشريف, والشهادةِ الحسينيةِ الإستلهام لشهيد المحراب محمد باقر الحكيم رضوان الله تعالى عليه , إلا دليلٌ ناصعٌ على محورية دور المرجعية في التصدي للظلم و الدكتاتورية و دفع الأمة باتجاه الحفاظ على شريعتها , ونيل حريتها واستقلالها وكرامتها .
اننا هنا نؤكد على ان المرجعية لها الدور الريادي الاول في قيادة المجتمع وممارسة الدور الرسالي المنوط بها في نيابة صاحب العصر والزمان ,ارواحنا لتراب مقدمه الفدى, في تثبيت الحالة الشرعية , وهي الحلقة الاوعى في جسد الامة والمؤهلة شرعا وعرفا وفكرا للقيادة,
وكذلك نؤكد ان التطاول على مقام المرجعية بالمعنى المشار اليه هو خط احمر لايمكننا الا ان ندينه باشد العبارات وذلك لمسها بصميم معتقداتنا ورسالتنا,
لذا ندعو الشعب العراقي الأبي بجميع طوائفه و تياراته السياسية إلى مقاومة هذا النهج, و على الأخوة دعاة المنبر الحسيني أن يأخذوا دورهم لفضح هذا الحراك اللاديني و التصدي لمثل هذا النهج المنحرف.
ولله الامر من قبل ومن بعد
المجلس الأعلى الإسلامي العراقي - كندا