ايام قليلة وسيبدا العد التنازلي للزحف المليوني ومن جميع الارجاء المعمورة الى قبلة الثائرين والاحرار ومنار العارفين مدينة كربلاء مدينة الامام الحسين (ع ) في كرنفال جماهيري واعلامي واسع منظم لم يكن له في العالم المعاصر من نظير وعلى الرغم من احداث مضى عليها مايقارب الف واربعمئة عام الا انها بقت درسا للتضحية والعطــاء والبطولة والفداء يستلهم منها الثائرون طريق الحرية والخلاص من الظلم والظالمون ولحفظ ديمومه الاسلام وبقاءه من التشويه والتضليل الذي مورس ضده من اجل طمس حقائقه ومعالمه فكانت هذه الثورة هي الرد الحاسم لتبقى عاشوراء ومراسيمها حيه في ضمير الانسانية جمعاء ولتبقى الشعائر الحسينية تتجدد من جيل الى جيل ومن زمان الى زمان رغم كل الطغاة والحاقدون الذين حاربوا هذه الشعائر ومنعوا اقامتها وليبقى سالكوا هذا الطريق حسينيون ما بقوا ولترقى نفوسهم نحو العلو والكمال ولتعلوا رايات الولاء والعهد لاابي الاحرار (ع ) واهل بيته فكانت اقامة هذه الشعائر رسالة حية للانسانية والعالم جمعاء وسيبدا مرثون الزائرين لقطع المسافات الطويلة مشيا على الاقدام باتجاه كربلاء الاباء والبطولة والتضحية ورساله الى كل الطغاة ونداء واضح لكل المشككين باننا مستمرين على هذا المنوال ولن تثنينا كل ادوات الارهاب من تفجيير وتفخيخ بل تزيدنا اصرارا على المضي من اجل نيل الشهادة على طريق الامام الحسين (ع ) ولقد شاهد العالم باجمعه في الاعوام الماضية زحف ملايين الناس من رجل ونساء وشيوخا وشبابا واطفال ومن جميع المحافظات والدول الشقيقة نحو كربلاء وقد عبر عن هذه التظاهرة زعيم الطائفة المغفور له السيد محسن الحكيم ( طاب ثراه وقدست روحه الشريفة ) ان اعظم مافي هذه التظاهرة الفريدة انها خلقت شعورا جماهيريا اخى المواطنة بروح الدين بعيدا عن وعود السياسيين الترويجية الفئوية وشعارات المزايدات الانتخابية الخداعة وشارك سماحة السيد عمار الحكيم المواكب الراجلة للعام الماضي المنطلقة من النجف الاشرف الى كربلاء لاحياء هذه الشعيرة المقدسة مشيا على الاقدام وساهم مع المواكب في تقدم الخدمة الى الزائرين من غذاء وشراب وكذلك تقديم النصح والموعظة فان من زار الحسين (ع ) عارفا بحقه كتب الله له ثواب حجة مقبولة والف عمرة مقبولة وغفر له ماتقدم من ذنبه وما تاخر وهو بذلك يفتح افاق عظيمة وواسعة امام عشاق سيد الشهداء وليتدبرو في معاني ثورته واهداف تضحياته الجسام ولتبقى ثوره الامام الحسين فرصة لبناء علاقات اجتماعية جديدة بين الزائرين قائمة على اساس الاحترام وتبادل الخبرات والمحافظة على اداء الواجبات الشرعية من صلاة وقيام وتعظيم للشعائر وعدم التجاوز على حقوق الاخرين فالحسين ضحى من اجل ان يصون هذه الحقوق ولندع الاهواء والميول والانا ونسير على طريق الامام الحسين ( ع ) لتحقيق الخدمة التي الناس ونترجم شعار نحن حسينيون مابقينا لخدمة الوطن والمواطن .