وتسائلت الجماعة في بيان لها ،وتلقت "شبكة فدكـ" نسخة منه، عن السر الذي دعا اليه بعض النواب الى التهديد بان تصل تظاهرات منطقة في العراق الى طهران الأمر الذي يطرح جملة من التساؤلات عن علاقة طهران بالمشكلات التي يحاول بعض النواب جعلها تندرج تحت خانة الطائفية الضيقة .
ونص البيان :
"جماعة علماء العراق التي يترأسها الشيخ د. خالد الملا انتقدت اليوم المنحى الطائفي الخطير الذي ينتهجه بعض النواب و كان من المفترض من اعضاء مجلس النواب ان يكونوا المدافعين الاول عن الوحدة الوطنية وان يقدموا المثل الاعلى في التضحية والإيثار وان يكونوا الابعد عن التساجل الذي يتخذ منه السياسيون مساحة لتحقيق مصالح احزابهم نفاجأ بين الحين والآخر بخيبة أمل كبيرة مبعثها سوء الفهم لحقيقة المهمة التاريخية الملقاة على عاتق عضو مجلس النواب باعتباره ممثلا لكل الشعب العراقي .
ولأن مبعث أغلب المشكلات التي تثار في البلاد اليوم قانوني او دستوري فيجب ان تتوقف الخلافات عند حدود تطبيق القانون وتفسير الدستور وان لا تتحول كل شاردة وواردة الى ميدان لاستعراض عضلات الطائفة وقدرة كل مكون على اثارة مشاعر الشارع الذي تكفيه ويلات السنين العجاف الماضية ...فالآخر شريك في عرف السياسة وابن بلد بمفهوم الوطنية ..
ومن هنا نتسائل عن السر الذي دفع بأحد النواب الى أن يقول بالنص الواحد في اشارته الى التظاهرات التي شهدتها احدى مناطق البلاد ( انها لن تتوقف حتى تصل الى طهران ) ..فهل في هذا التصريح شيء من الموضوعية و والحياد ؟
وهل يمتلك السيد النائب هذه القوة ليصل فعلا الى حدود طهران ؟
وهل سيصلها فاتحا ام محتلا كما كان يحلم صدام وحزبه أم سيثير حفيظة الشارع الايراني ليثور كما يحلم غيره من اساطين الرأسمالية الاستكبارية ؟
ثم والأهم من ذلك كله ما علاقة طهران والمشكلات الداخلية المفتعلة التي يريد بعض النواب ان يكونوا (حطّابين) لنيرانها لتحرق الاخضر واليابس من ابناء السنة والشيعة وكل العراقيين .وهل من المصلحة في هذه المرحلة الحرجة ان يتهجم السياسيون على زملائهم ويصفوهم بأوصاف لا تليق بشرف المهمة التي على عاتقهم كأعضاء مجلس النواب ومن هنا
على مجلس النواب محاسبة اولئك الذين يشغلون مقاعد في المجلس حجزت لمن يفترض به تمثيل الشعب والدفاع عن حقوقه وليس إشعال النيران وإلقاء الحجارة على الجيران وخلق ازمة طائفية تجاوزناها بدماء غالية ..
وهل من المصلحة ان نزج الاخرين بمشكلاتنا ونقحمهم بما افتعلناه من خلافات وأين هي المصلحة سوى تشتيت الكلمة وتمزيق الصف ؟.
وهل من اللائق ان يتنابز بالألقاب كل نائب مشيرا بمذهب وطائفة ودين من يختلف معه ليقرنه بدول اخرى ذات اكثرية من نفس المذهب والدين والمكون....
في النهاية لا يصح إلا الصحيح ولا نتوقع من هؤلاء اكثر مما قالوا ...وكان الواجب انشغالهم بما يهم مصلحة الشعب من تشريعات وقوانين بدلا عن تعطيل مجلس النواب وإشغاله بهذه المناوشات الجانبية التي لا تغني ولا تسمن ولا تؤخر او تقدم وكان الله وراء القصد والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق وأشرفهم محمدا واله وأصحابه اجمعين" .