اكد الشيخ جلال الدين الصغير امام جمعة براثا على وجود افق واعد في ان الازمة الموجودة تسير باتجاه الانفراج، وبين سماحته خلال خطبة صلاة الجمعة من على منبر مسجد براثا المقدس ان يوم امس شهد اجتماعا بغاية الاهمية بين التحالف الوطني والقائمة العراقية، توصل الى اتفاقات مهمة للغاية معربا عن امله في يوفق الله الجميع للعمل اولا على تهدئة الشارع الذي حسب ان الازمة قد تفاقمت بشكل كبير وان شبح الفتنة الطائفية قد بات يسيطر على اجواءنا
وشدد امام جمعة براثا على انه وبالرغم من ان توجيهات المرجعية الدينية ،كانت حريصة على عدم اشراك الشارع في ازمات السياسيين وابعاد الشارع عن طبيعة صراعاتهم وبالرغم من تأكيداتي لعشرات المرات بأن المواطن هو الغائب الوحيد عن هذه الصراعات، والصراعات وان لبسها البعض تارة بالاطار القومي او الطائفي او القانوني ولكنها في حقيقة الحال بعيدة كل البعد عن كل هذه العناوين لان الاصل هو صراعات على الكراسي والمصالح وعلى رسم جبهة الانتخابات .
واشار الصغير الى ان الانتخابات مهد لها بصراعات كثيرة لكي يتم التاثير سلفا على المواطنيين بالشكل الذي يتم جذبهم الى هذه الجهة او تلك بعد ان سيطرت تلك الصراعات على المواطنين مذكرا بما كان عليه الوضع قبل سنتين عندما كان المسيطر على هموم المواطنين السؤال عن الخدمات واعمار العراق التي تحدث عنها السياسيون كثيرا وكذلك عن مشاريع اخماد البطالة وغيرها .
وتابع "هذه المشاغل التي كانت ولازالت تؤرق الناس ولكن السياسيين سرعان ما التفتوا الى ان المخرج من هذه الاجوبة هي ايجاد الازمات المتتالية لكي ينسى الناس انفسهم وينشغلوا بالاسئلة العامة التي تطلق عبر الفضائيات والتي تتفنن عادة بالتدليس والكذب بشتى الطرق على سبيل المثال وان كان المثال شخصي ولكن اضرب مثالا واضحا على طبيعة مايقوله الاعلام ومايتحدث عنه الاعلام المسلط على رؤوس الناس".
التصدي الحكيم للسيد السيستاني ازاء الازمة الراهنة
وقال الصغير :" انا منذ اسبوعين تحدثت بصورة واضحة عن توجيهات السيد السيستاني (دام ظله) ووقفته العظيمة في انقاذ العراق من بلاء كاد ان يطيح بكل الوضع، وتصديه لانقاذ العملية السياسية التي باتت على مشارف الانهيار في ذلك الوقت ومع ان القضية واضحة والخطبة موجودة على مواقع الانترنت في مواقع كثيرة ولكن تم الكذب وقيل ان الشيخ جلال تعرض وتهجم وانتقد السيد السيستاني على طبيعة موقفه من هذه المسألة".
واضاف " اذا كانت الاكاذيب بهذا الرخص اعلموا كم من الاكاذيب قد مررعلى الناس وقد انطلت عليهم خدع كثيرة،واشار سماحته الى ان هذه الايام هي ايام الانتخابات ونحن اعتادينا على اخلاقاياتها التي تحوي التشهير والكذب والنفاق والبهتان على قدم وساق ولذلك انا منذ البداية اشير الى ان المواطن يجب ان تكون حركة بوصلته متقنة لايجوز له ان يترك هذه الحركة تتحرك كيفما تشاء لان المحركين عادة يكونوا هم سبب بلاء المواطن ومحنته ".
وفي هذا الخصوص اكد الشيخ الصغير على "اننا اذا تحدثنا عن الفساد فمن هو الذي صنع الفساد هل هو المواطن ام ان هنالك اجهزة فاسدة تتحرك لانعاش الفساد نتحدث عن الحرمان فمن الذي صنع الحرمان هل هو المواطن صنع حرمانه، نتحدث عن عن محاصصة من هو الذي صنعها ،عن حزبيات عن غيرها من الذي صنعها هل هو المواطن ام ان هنالك اطراف اخرى هي من صنعت كل هذه وهذه الاطراف هي من ستعود لتخاطب المواطن ولكن هل ستخاطبه بالصدق ام ان انها ستديم لعبة الغش والخداع بأي طريقة ستتحدث".
الكرم الزائف قبل الانتخابات وتوصية للمواطن على ضرورة يقظته وتلبية نداء المرجعية
وبين امام جمعة براثا " قطعا لا يحتاج الانسان الى عسير جهد لكي يتوصل الى ان السياسات الانتخابية ستشهد الكثير من النفاق والتدليس وستشهد الكثير من تحجيم الاخطاء وتعظيم ما يسمى بالإنجاز، وفي الوقت الذي نقول فيه ان الذهاب الى الانتخابات لكي نحصل خياراتنا نحن المواطنين وليست خيارات الكتل السياسية لانها مؤمنة وضعها ومستقرة ولكن المواطن هو المسحوق مابين هذه الكتل وهو المحروم ما بين الجميع ".
ووجه الصغير بضرورة ان يبدأ الانسان بتوجيه اسئلة جادة لنفسه .الفقير لماذا استمر بفقره مادام موازنات العراق هائلة ؟ والطالب لماذا لا يجد جامعة تمكنه ان يدرس بطريقة كبقية الامم الناهضة حيث ان الكثير من طلبتنا لايحصلوا حتى على مجرد جامعة؟، طلبة الاقسام الداخلية كم فتحت لهم الافاق؟ البطاقة التموينية كم رجعت للمواطنين ؟ المتقاعد كم دخل بجيبه ؟ الموظف كم تحسن وضعه ؟ العامل كم ترتبت اموره ؟ الأرامل ، الايامى ، اليتامى ، النساء كم تحسنت اوضاعهم ؟ هذه الاسئلة يجب ان لا تمرعليها الناس مرور الكرام حيث رأيتم ان مطرة واحدة اغرقت مدن اذا اين كنتم كل هذه السنين ؟ كل هذه الاموال اين ؟ لا اريد اتهام احد ولكن السياسات كانت خاطئة ، سياسة الاعمار وشيء اسمه اعمار بعيد عن الاجواء.
وشدد الشيخ الصغير على ان "المواطن عندما يخاطبه المرجع الاعلى ويقول له انتخب الاصلح فهي ليست لعبة وهي مسؤولية كبرى والله كل من يمسك بقلمه لكي يضع نعم او لا ، سيحاسب عليها يوم القيامة، تتصورون ان المسالة تركت هكذا ؟ تركت لكم لكي تتحملوا مسؤوليتكم ، من اجل ان تنتخبوا الاصلح لانفسكم ولبلدكم ".
وتابع الصغير القول "نتحدث عن الفساد ،فمن الذي اتى بهذا ولم يأتي بذاك؟ من الذي اتى بأمين او اتى بحرامي ؟ الناس من اتت بهم لذلك انا انبه الى خدعة كبيرة عادة ما تمرر طوال الفترة وهي( انتخبنا ولم نحصل على نتيجة فلذلك سوف لن نذهب الى ان ننتخب) اتعلم مالذي يعنيه هذا ، هنالك ضباع جائعة اذا لم تذهب انت ستذهب هي ، كل هذه الفترة لكي يعملوا على عدم ذهابكم وبالنتيجة حصة النجف كذا، سواء ذهبت ام لم تذهب، اذا الاخيار لم يذهبوا للانتخاب فمن الذي سيذهب ؟ والحلة والكوت وجميع المحافظات ستشهد نفس القضية".
وشدد امام جمعة براثا على ان "الذهاب الى الانتخابات واجب ولكن الذهاب العبثي محرم لانك ستسلم اموال البلد بأيدي اناس ستشترك يوم القيامة بحسابهم ولا تتصور ان القصة عادية يوم القيامة يأتون بك تقول ان هذا سرق ولكنك كنت شريك في ان يصعد هل ستقول لا اعلم ، لا تعلم في حرامها ماذا وفي حلالها ماذا يوم القيامة في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها.
واشار الصغير الى الكرم الزائف الذي يبديه بعض المرشحين قبل الانتخابات بالقول " اشير الى معادلة رياضية بسيطة على طريقة واحد زائد واحد، اليوم الذي يعطيك فلسا واحدا من اجل ان تنتخب فلان، تتصور ان هذا الفلس اعطاك اياه قربة الى الله لماذا لم يعطيك اياه قبل الانتخابات، اذا اعطاك اياه كم سيأخذ فيما بعد وهذا الكرسي سيباع لماذا لأن هنالك وراءه اموال ستاتي يحدثني اول امس احد اخواننا المطلعين على اوضاع بنوك بيروت نقلا عن مدير لاحدى المصارف هناك وهو لا يعلم ان صاحبنا هذا متداخل مع اوضاع السياسيين يقول له اننا الان تأتينا اموال من العراق لا تأتي من اي دولة اخرى في العالم بقدرها وذاك مستغرب عن حجم الارباح التي تجنى بالبلد رغم حالة الكساد التي يعلمها التجار وهي الاصل الموجود الان في السوق اذن من هو الذي يرسل الاموال ومن هي التي تقدمها ، تلك الجهات التي وزعت فلس حولتها الى ملايين لذلك كل من يأتي ليوزع حتى لو كان جلال الدين نفسه محرم عليكم اخذه وهذا تعبير المرجعية المال سحت واخذه سحت"
وتابع الصغير " اسالوا لماذا يوزع هؤلاء اموال و لماذا في هذا الوقت فقط يتذكر الذي يرغب ان يكون كريما فهو كريم في كل وقت لماذا هو كريم في وقت الانتخابات فقط هذا الكريم، فيجب ان يكون لدينا عقل نفكر به بشكل جدي ونقول ان هذا الكرم ليس حاتميا وانما كرم ابن ابي سفيان ، كرم شراء الذمم وشراء الانفس من اجل يوم واحد ،هذا اليوم ذهبت ووقعت فلن يعرفك بعدها الا بعد اربع سنوات ".
واضاف "اذا كان هذا الواقع رأيتموه امام اعينكم فأعلموا ان الانتخابات ليست عملية سهلة وعندما تقول المرجعية انتخبوا الاصلح فكروا كيف تنتخبون انتخبوا اناس ليس كل همها في ان تعمر جيوبها، انتخبوا اناس لديها القدرة لتملى جيوبكم انتم وتفكر بكم قبل ان يفكروا بأنفسهم ونحن اصبحت لدينا تجربة كبيرة مع الانتخابات، قرابة ثمان سنوات وراقبوا خلالها فلان هل كان يملك بيت وهل اشتراه بمقدار راتبه وذاك لم تكن لديه محلات الان لديه محلات كيف اتت رغم ان الكذب كثير ولكن تقدرون ان تصلوا الى الحقيقة والاموال لا تنزل بطرد بريدي من السماء اما ان يكون بحلال او بحرام طبيعة المال الحلال يتكدس قليلا قليلا حتى لا ينظر اليه" .
واشار امام جمعة براثا الى قصة محافظ السماوة السابق الشهيد ابو احمد الرميثي عندما كان محافظا لمحافظة المثنى بالقول " وانا افتخر ان لدينا محافظ كان يأتي لكي يخمس امواله لدي وهو محافظ السماوة ابو احمد الرميثيالذي كان ياتي يخمس هذه وحدها قصة ولكن انظروا الى حجم الاموال التي كان يأتي لتخميسها والله اكثر مرة اتى بمبلغ كان مليون ونصف الان الذي لايخمس ليس لدينا شأن به هنالك اناس امناء ولكن بالمقابل علينا النظر هؤلاء كيف كانوا وماذا اصبحوا نعم هنالك رواتب عالية ولكن هذه الرواتب هل تشتري بيتا بمليارات هل تحول الانسان ملياردير هنا يجب ان نسأل ونتابع هذه الامور " .
وبين الشيخ الصغير على ان " الواقع فيه صور كثيرة جدا وهي ان تفرقوا مابين قضيتين كل السياسات الطاغوتية مبنية على اساس خداع الناس وكل السياسات الايمانية مبنية على اساس تفتيح عيون الناس ، الهدى طبيعته لا يخاف من وعي الناس وانما ان ترى الناس الحقيقة ولكن الباطل طبيعته ان تبقى الامور مستر عليها حتى لا ترى الناس الحقيقة " ، مشيرا الى ان" الباطل منهج لا يتلبس فقط بمعاوية وفرعون او نمرود وانما في كل وقت هنالك نماذج مرة تكون صغيرة مرة كبيرة لذلك مراقبة الواقع امر مطلوب وطبيعة الطغيان هو ان يغطي على هذا الواقع" .
الاعتداء الصهيوني على سوريا وعلاقته بالانتخابات الإسرائيلية .
وتطرق امام جمعة براثا الى العدوان الاخير الذي شنته اسرائيل على سوريا حيث اكد سماحته على ان "ماحصل من اعتداء صهيوني على سوريا حدث في غاية الاهمية ليس لأنهم ضربوا احد المراكز لاننا تعودنا على اعتداءات اسرائيل ولكن لاحظوا مالذي حصل في انتخابات اسرائيل قبلها وبعدها ، قبل قصة غزة اسرائيل كانت تهدد الجمهورية الاسلامية في ايران بالاعتداء والهجوم على المفاعل واهداف اقتصادية وحيوية ولكن بعد تلك الاحداث اين اصبح الخبر".
وتابع الصغير في هذا الشأن القول " جاءات الانتخابات و(النتن ياهو) هذا القذرحملته الانتخابية قائمة على استعداء ايران ولكنه لم يستطع التهديد ولا مرة لانهم شاهدوا ان القصة غير طبيعية بعد ان اذاقتهم قضية غزة ما اذاقتهم وقبلها طيارة ايوب علمتهم ان حزب الله ليس بلعبة والجمهورية الاسلامية ليست لعبة ثم وصلوا لهم صواريخ الى غزة وبتعبيرهم ١٧٩٣ صاروخ سقت على الاراضي المحتلة فرأوا ان الحلقة الاضعف هي سوريا لانهم لا يستطيعون مهاجمة فلسطين ولا حزب الله ولا ايران بعد الصراع الموجود في سوريا خصوصا وان سوريا بدأت تستعيد سيطرتها على اراضيها بعد ان تمكنت من طرد مجندي قطر وال سعود وفرنسا وامريكا وبريطانيا واسرائيل من اراضيها وهذه اصبحت من اوضح الامور".
وحذر الصغير من ان " الحديث عن وجود السلاح الكيمياوي في سوريا حديث له مغازيه ويضمر اعتداءا كبيرا جدا سيشن على سوريا وانا هنا اناشد ابناء الشعب السوري مع اننا نريد اصلاحا لكل الاوضاع ونتقبل وجود مطالب جادة وانا اعرف تفاصيل مايجري في سوريا لانني عشت مدة كبيرة هناك ، ومع مطالب الناس ولكن حذاري من لعبة المسلحين والان شاهدتم اسرائيل لماذا لم تستهدف قطر او ال سعود لماذا استهدفت بلدكم الا يكفي هذا لتنظروا من هو عدوكم تعالوا اجلسوا فيما بينكم لتحلوا مشاكلكم بينكم بالطريقة التي تتفقون بها وسلمت اياديكم وسلمت سوريا لكل البلاد الاسلامية".
وتابع الصغير مناشدته لابناء الشعب السوري بالقول " حينما يخاض العدوان من الد اعداء الامة عليكم ان تنتبهوا وان تعرفوا ان تهريج قنوات (الجزيرة والعربية ) ماهو الا اكاذيب لغشكم وخداعكم وانتم رأيتم كيف ان سنتين من المأساة والدمار واتعجب لاناس كيف يدمرون بلدهم بهذه الطريقة في العراق كان لدينا مشاكل وحدثت لدينا امور وفتن واريقت دماء كثيرة ولكن العراقين قدروا على عدم تدمير بلدهم الان تنظر الى دمشق الى حلب الى حمص ترى صورة مرعبة جدا ".
واضاف الصغير "اي ما يكن ان الاوان ان تنظروا الى واقع القضايا والى واقع حقكم ومطالبكم ونحن معكم فيما تطلبونه من اجل ايجاد العدالة ولكننا لن نكون معكم حينما تكونوا اجندة في الركاب الصهيوني او الامريكي او في ركاب عربان او اعراب الخليج لان هؤلاء لا يريدون خيركم سبق لهم ان جربوا لدينا ورغم انهم جرعونا غصصا ولكننا علمناهم دروسا مريرة ومستعدون لكي نعيد الكرة ان عادو( ان عدتم عدنا) ".
وشدد الشيخ جلال الدين الصغير على انه لا يدعوا الى" نمط معين من النظام السوري ولكن يهمنا ان تكون سوريا مقاومة وممانعة، سوريا سورا امام الصهاينة وامام كل المشروع الامريكي وفشل المشروع الامريكي في تدجين المنطقة انما يكون في سوريا وان شاء الله هو الذي سيتم وهو الذي سنراه في القريب العاجل".