ونقل بيان لرئاسة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ،عن الحكيم القول في كلمته بالملتقى الثقافي الذي عقد بمكتبه ببغداد اليوم الاربعاء " اننا نسأل الاطراف السياسية ان كانوا يسعون الى تقسيم العراق ويبنون استراتيجيهم على هذه فعليهم ان يكونوا واضحين وان يخرجوا على الشعب ويصارحونه بعيدا عن الشعارات الانشائية، وان كان الفرقاء مع وحدة العراق ارضا وشعبا فعليهم القيام بخطوات فعلية تدلل على هذا الحرص والتوجه ".
وجدد الحكيم " دعوته للحوار الصادق البناء بين كل الكتل السياسية " مبينا ان " الشعب العراقي من كم المشاكل التي مر صار فطنا وخبيرا في تحليل النوايا " محذرا من " تحول ملامح التقسيم من مشاريع الساسة الى حديث جماهيري يتداوله تحت تبريرات كثيرة ومتناغمة لأحاسيس الناس وعرض التقسيم وكأنه قدر جاء بعد تجربة كل الحلول "داعيا الى " حل كل الاشكاليات بسلة واحدة وتعويض ضحايا الارهاب والمقابر الجماعية وتعديل قانون مؤسسة الشهداء كي تحتوي ضحايا الإرهاب " مشددا على ان " حل الازمة يكمن في شراكة المسؤولية وليس شراكة الصراع وضغط البعض على الآخر ".
وبين ان " الفدرالية الانفعالية غير المنضبطة في ظل هكذا ظروف ستؤدي الى التقسيم وتجعل العراق موحدا شكلا ومقسما واقعا الى اجزاء تسيطر عليها جماعة معينة ولا تسمح للآخرين المشاركة فيها ، "عادا "الفيدرالية الادارية هي التي تجعل الناس منشدين بعضهم ببعض اما الفدرالية الانفعالية غير المنضبطة وفي ظل الاجواء المتوترة والمشحونة ستأخذ البلاد الى الهاوية ، " مذكرا ان " المجلس الاعلى اول من تحدث عن الفيدرالية ولكن اي فدرالية؟.
وأوضح الحكيم ان " المجلس الاعلى تحدث عن الفيدرالية الادارية في ظروف الوفاق والوئام الوطني، " مشيرا الى ان " الحديث عن التقسيم حديث ذو مرارة ولكن المسؤولية الشرعية والوطنية تحتم علينا الحديث بما نحسه وبما يجري بعد ان تجاوزت القراءات الخط الاحمر نتيجة مسارات خاطئة وخطيرة، وندعو الله ان يكون القلق مبالغ فيه والقراءات خاطئة، " مؤكدا ان " التاريخ لا يرحم وسيحمل من يسعى للتقسيم المسؤولية، "لافتا الى ان " التكليف الشرعي والوطني يحتم قراءة جرس الانذار مبكرا والتحذير من الذهاب الى مثل هذه ألخيارات ".
وأضاف ان " الحلول التي طرحها المجلس الاعلى لم يصغ اليها الاخرون ومن ثم عادوا ليقبلوا بها من بعد فوات الأوان " موضحا ان " التحذير الموجه اليوم من قبل المجلس الاعلى سيساعد في وحدة المسارات ووحدة العراق فقوة الجميع بوحدة العراق ".
وأشار رئيس المجلس الاعلى الى ان " البعض ضغط المواطن بالمشاكل والأزمات وتمادى في هذا الضغط وعدم التركيز على مفهوم المواطنة والوطن "مبينا ان" هناك قوى توغلت بالاستهانة في مفهوم المواطنة وتعمدت في اضعاف الدولة فيما تمترست اطراف اخرى خلف الطائفية ".
ودعا الحكيم " الجميع الى مراعاة سيادة العراق وقوته ولحمته بكل تلاوينه ، "واصفا من " يحاول تحويل الاخطاء الى امر واقع بالمخطئ، " داعيا الجميع الى " الاعتراف بالأخطاء وان العراق بحاجة الى نية صادقة من الكتل السياسية، "مبينا ان " الازمة الراهنة والممتدة منذ اكثر من شهر ونصف تحتاج الى دراسة وتحليل وتقديم حلول ومعالجات تطمئن الجميع ".
وأشار الى ان " تضحيات الشعب لقتل الطائفية والتمييز والتهميش لهذا الشعب تجعل العودة الى المربع الاول امرا غير ممكن، " مشددا على ان " الدستور والقوانين جناحان نطير بهما لحل الازمات ، " مؤكدا ان " التظاهر حق دستوري و حضاري، داعيا الحكومة الى الاصغاء لمطالب المتظاهرين المشروعة ومعالجة المشاكل، كما دعا سماحته المواطن الى الصبر وبه نتشارك بالحلول ونحافظ على المكتسبات ".
ودعا رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الى " معالجة الازمات بسلة واحدة مثمنا جهود اللجنة الوزارية والنيابية، "مبينا " انها موضوع تثمين ودعم، "مشددا على ضرورة " مراعاة حقوق الجميع كالمتضررين من النظام البائد الذين صودرت اموالهم وعقاراتهم ولم يحصلوا عليها لحد الان مما يحتاج الى قرارات تساعد في تسريع حل هذه المشاكل ".
وأضاف ان " هناك عوائل هجرت وفقدت المعيل تحتاج من الدولة رعايتها ودعهما وتعويضها ، "مشيرا الى ضرورة " تعديل قانون مؤسسة الشهداء ليشمل ضحايا الارهاب ". كما طالب السيد عمار الحكيم الحكومة في اعادة الوئام في المناطق الساخنة من خلال دفع الدية لحل المشاكل، مؤكدا ان ابناء مخيم رفحاء بحاجة الى اعتبارهم سجناء سياسيين يحصلون على كافة حقوقهم وكذلك ضحايا المقابر الجماعية والأسلحة ألكيماوية مبينا ان حل المشاكل فرصة لمعالجة جميع الإشكاليات داعيا الى اقرار مشروع البصرة عاصمة العراق الاقتصادية ومشروع تأهيل ميسان ومبادرة رعاية الطفولة ومبادرة رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنحة الطلبة الجامعيين ".
وعن ماشهدته البلاد من أمطار غزيرة خلال الايام الماضية دعا الحكيم الى " اعتماد استراتيجية واضحة للمياه في العراق، " مبينا ان " الله اكرمنا بوفرة مياه عالية في هذه السنة وكان العراق بأمس الحاجة لها لغسل النفوس قبل سقي الاراضي ، مبديا اعتراضه على اتهام بعض الدول بدعم مؤامرة لإغراق العراق مرة ولتعطيش العراق مرة اخرى ".
وبين ان " هذه التصريحات فيها اهانة للعراق اولا وتجني على تلك الدول ثانية، "موضحا بان " ذلك يرسم صورة عن العراق وكأنه بلا حول او قوة ورهين للآخرين يعطشونه ويغرقونه متى يريدون ".
وطالب الحكيم " باستحداث خزانات مياه طبيعية للعراق للحد من الفيضانات ، "مرجحا ان " تكون بادية العراق الممتدة من الرمادي الى البصرة مساحة كافية لاستفادة من هذه المياه واستصلاح الأراضي " مبينا ان " المياه باتت اهم من النفط لان النفط له بديل والمياه لا بديل لها في حين لا يستفاد من المياه مع ان العراق يصرف ٧ مليار دولار سنويا على الغذاء ،".
وأشار الى ان " هذا الحديث لا يقصد به توجيه الانتقاص لأي مفصل من مفاصل الدولة او شخصياته بالتحديد، وإنما الفات النظر لوضع الخطط والاستراتيجيات مع ان قضية المياه تهم الجميع وليست قضية سياسية محط للخلاف ".
وحول اعتداء اسرائيل على سوريا ادان رئيس المجلس الاعلى الاسلامي " بشدة الاعتداء الاسرائيلي على الجارة الشقيقة سوريا، "مبينا ان " المنظمات الدولية عندما سكتت ولم تدن الاعتداء الاسرائيلي على سوريا انما كشفت عن ازدواجية واضحة في عملها تجاه قضايا المنطقة، " مبينا ان "اسرائيل هاجمت بلدا عربيا وإسلاميا ولم تحرك تلك المنظمات ساكنا مما يعطي غطاءا شرعيا لإسرائيل في تماديها وعبثها في امن المنطقة "