وعلى هذا يواجه مجلس المحافظة، التي تبعد عن العاصمة بغداد بـ ١٠٨ كم من الجنوب الغربي، مصاعب جدية في قضاء معاملات المواطنين، ومن المتوقع أن يستمر التغيب هذا حتى انطلاق الانتخابات في ٢٠ نيسان المقبل.
ويقول نصيف الخطابي، نائب رئيس مجلس محافظة كربلاء، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إنه "لا يمكن وصف أداء المجلس هذه الأيام إلا بالمتلكئ بسبب امتناع أعضاء المجلس عن حضور الجلسات"، مشيراً إلى أن التغيب "بدأ منذ أسابيع لكنه تفاقم الأسبوع الماضي حيث لم يتمكن المجلس خلاله من عقد جلسته الأسبوعية لعدم اكتمال النصاب".
ويؤشر مراقبون أن الحملة الانتخابية انطلقت قبل موعدها، المقرر في الأول من آذار ٢٠١٣، وسجلت جهات رقابية تابعة لمفوضية الانتخابات خروقات قبل هذا الموعد، فيما لجأت بعض المحافظات إلى منح إجازة قسرية للمدراء في المؤسسات لتحول بينهم وبين استغلال مناصبهم للدعاية الانتخابية.
لكن الأمر مختلف تماماً في محافظة كربلاء، إذ يتعذر على المجلس ضمان جلسة واحدة بنصاب مكتمل.
ويجد الخطابي أن "أعضاءً في المجلس يتغيبون عن الحضور بسبب انشغالهم بحملتهم الدعائية، فيما لا يجد آخرون مبرراً للحضور بسبب اقتراب الانتخابات، وقناعتهم أن الدورة الانتخابية الحالية انتهت".
وانتقد الخطابي غياب آلية لمحاسبة الأعضاء المتغيبين وعد ذلك قصوراً في النظام الداخلي للمجلس، وطالب "باتخاذ إجراءات ضد المتغيبين من أعضاء مجالس المحافظة، وإلا سيواجه المجلس حالة من الفوضى"، على حد وصفه.
أما الأعضاء المتغيبون فقد امتنعوا عن التصريح لـ"السومرية نيوز" بشأن أسباب تغيبهم عن أعمال المجلس، بيد أن حسين شدهان، العضو الصدري في مجلس المحافظة، وصف الحالة التي يمر بها المجلس اليوم بالمؤلمة" وقال في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "مجلس المحافظة لم يتمكن من اتخاذ قرار واحد منذ الزيارة الأربعينية، بسبب حالة التغيب".
ويزعم شدهان أن "المجلس يدار من قبل أربع كتل سياسية هي دولة القانون وأمل الرافدين وكتلة منظمة بدر"، فيما دعا نائب رئيس المجلس إلى إعلان أسماء المتغيبين".
كذلك أكد مراد عناد الجبوري، عضو مجلس كربلاء عن كتلة أمل الرافدين، أن قسماً من الأعضاء يتغيبون منذ بداية تشكيل المجلس، والقسم الآخر يتغيب لانشغالهم في الانتخابات".
ويعتقد الجبوري أن حالة التغيب المستمرة تعو إلى غياب ضوابط لحضور وعمل الأعضاء، كما أن النظام الداخلي للمجلس ترك مسألة التغيب من دون معالجة".
من جهته عد محمد الصواف، وهو كاتب وصحافي من محافظة كربلاء، ظاهرة تغيب أعضاء مجلس كربلاء بالسابقة التي تؤشر خللاً في التشريعات الخاصة بالأنظمة الداخلية للكثير من مؤسسات الدولة.
وقال الصواف في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "مجالس المحافظات بحاجة إلى نظام داخلي دقيق ينظم عملها ويضع عقوبات بحق المقصرين من أعضائها".
ولفت الصواف إلى أن "عدم تمكن مجلس كربلاء من عقد جلسة مستمرة منذ زيارة الأربعينية مطلع الشهر الماضي ولحد الآن له آثار سلبية على تصريف شؤون المحافظة".
يشار إلى أن الحملة الانتخابية الخاصة بالانتخابات المحلية ستبدأ مطلع الشهر المقبل فيما ينتظر أن تجرى الانتخابات المحلية في العشرين من نيسان المقبل لاختيار أعضاء مجالس المحافظات لدورة جديدة.