واستناداً الى تلك التسريبات، فان ابرز الحاضرين في هذا الاجتماع الذي جاء بناء على دعوة من المالكي، هم ابراهيم الجعفري رئيس كتلة التحالف الوطني في مجلس النواب وحسين شهرستاني نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، والشيخ عبدالحليم الزهيري كبير مستشاري رئيس الحكومة، والفريق فاروق الاعرجي مدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة والفريق زهير الغرباوي مدير جهاز المخابرات وكالة، والفريق طالب شغاتي مدير جهاز مكافحة الارهاب، كما حضره ايضاً احمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني، وباقر صولاغ رئيس كتلة (المواطن) التابعة للمجلس الاعلى، وحسن الشمري وزير العدل ممثلاً عن حزب الفضيلة، وهادي العامري وزير النقل ورئيس منظمة بدر.
ووفق التسريبات التي باتت الاوساط السياسية والنيابية تتداولها، فان المالكي كان المتحدث الوحيد في الاجتماع الذي استعرض اخر التطورات السياسية في العراق، وفي مقدمتها التظاهرات الشعبية والاعتصامات المدنية والصلوات الموحدة التي تشهدها مناطق واحياء في العاصمة بغداد، ومحافظات الانبار والموصل وديالى وصلاح الدين وكركوك.
ومما قاله المالكي، ان ما يحدث في مناطق ومحافظات السنة حالياً، هو تمهيد لانقلاب يجري الاعداد له بسرية بالغة لتقويض الوضع السائد في العراق، وتدمير العملية السياسية واسقاط حكومته.
واضاف ان حديثه يستند الى معلومات وليس اجتهادات او استنتاجات مؤكداً ان الانقلابيين يتهيأون لتنفيذ انقلابهم في اليوم الذي يعلن فيه اسقاط الرئيس بشار الاسد في دمشق، لذلك فهو يرى ان تقوم القوات العسكرية والامنية بعملية استباقية واسعة تبدأ في محافظة الانبار لانهاء التظاهرات والاعتصامات من خلال المواجهة العسكرية واعتقال الناشطين والمسؤولين عنها، كمرحلة اولى وافشال خطط الانقلاب تالياً.
ووصف المالكي التظاهرات والاحتجاجات ضد حكومته، بانها (دنبلة) كما جاء في حديثه، وانه يريد ان يفجرها بنفسه، قبل ان يفجرها الآخرون ويستثمروها لصالحهم، دون ان يكشف عمن يقصد بالاخرين، مشدداً في الوقت نفسه بان المرحلة الراهنة ليست صعبة وقاسية فحسب، وانما حاسمة جداً، فاما ان نبقى او ننتهي (حسب قوله).
وانتقد رئيس الحكومة في حديثه كلاً من احمد الجلبي وخاطبه بشدة عندما قال له ان تحركاته وعلاقاته مع مسعود بارزاني مضرة بـ(الشيعة) وعليه ان يحدد موقفه اما مع الشيعة او مع الاكراد.
ووفق ما تسرب من الاجتماع فان الجلبي رد على المالكي بان سياسات ومواقف رئيس الحكومة هي التي تضر بالشيعة، وليست العلاقة مع الاكراد، مؤكداً ان حزب الدعوة بات يقلد حزب البعث في الاستحواذ على السلطة والانفراد بالحكم، ولم يعد يتيح لحلفائه حتى أبداء الرأي.
وقال الجلبي، انه يتفق مع (ابي اسراء) في ان الاوضاع السياسية في البلاد وصلت الى درجة الخطورة، بسبب ما اسماها بتظاهرات المنطقة الغربية، غير ان الحلول ما زالت متاحة، وانه يعتقد ان على رئيس الحكومة ان (يتنازل) قليلاً ويتخذ سلسلة من الاجراءات التي ترضي السنة لتفادي استمرارهم بالتظاهرات والاعتصامات.
وعندما قاطعه المالكي، وقال له: أذكر لي اجراء واحداً من هذه الاجراءات التي تطالبني باتخاذها، رد عليه الجلبي قائلاً: انها منظومة اجراءات اولها نقل المعتقلين والموقوفين بتهم الارهاب الى محافظاتهم، ووضع إدارات تلك المحافظات امام المحك، وفضح تواطؤها ان حصل وهذا يسجل لك لا عليك، ثاني هذه الاجراءات تعيين وزير سني للدفاع ترشحه القائمة العراقية خصوصاً وان هذا الوزير سيكون عاجزاً عن تنفيذ السياسات التي لا تعجبك (موجهاً كلامه الى المالكي) لسببين، الاول انه لم يبق من عمر الحكومة غير عام او اقل، والثاني ان (جماعتنا) في وزارة الدفاع سيعمدون الى تطويقه ولن ينفذوا قراراته.
واتهم الجلبي في حديثه المالكي ووصفه بانه يتسرع دائماً في اتخاذ قراراته ولا يستشير أحداً، باستثناء الشيخ عبدالحليم الزهيري، وهذه مصيبة –كما جاء على لسانه- مضيفاً انه يعتقد ان المواجهة العسكرية مع متظاهري محافظة الانبار ستكون كارثة على الحكومة والعملية السياسية والاوضاع عامة في العراق. وقال ان القوات العسكرية تستطيع ان تقتل مئة او الف او ثلاثة الاف من المتظاهرين ولكن يجب ان ندرك ان مجتمع الانبار العشائري سيتحول الى بركان، وكل نقطة دم تقع هناك تعقبها دماء في بغداد وغيرها من المحافظات.
واختتم الجلبي حديثه الذي لم يستقبله المالكي باستحسان بالقول: انا مستعد للتعاون مع رئيس الحكومة ولكن بشرط، ان يكون لـ(التحالف الوطني) دور وكلمة ويشارك في صنع القرار، وتساءل: هل من المعقول اننا نجتمع هنا بغياب التيار الصدري الذي لم توجه الدعوة له لحضور الاجتماع؟!
وشهد الاجتماع – حسب ما نقل عنه- مشادات كلامية بين المالكي وباقر صولاغ بسبب انتقادات الاخير لسياسات رئيس الحكومة التي وصفها بانها (عجولة) وتفتقر الى الكياسة والرصانة، وقال انني حذرت قبل سنة اشهر من اضطراب الاوضاع في المناطق والمحافظات السنية، واكدت بان ما يحدث في سوريا له انعكاسات سياسية ايجابية على السنة العرب في العراق، ولكن لم يسمعني أحد، بل ان عدداً من الاخوة في حزب الدعوة عاتبوني وزعلوا علي!
واضاف صولاغ ان مواقف المسؤولين الامنيين وتصريحاتهم وقراراتهم (طفولية) وتمثل رد فعل على ما يصدر من الآخرين من خطب وتصريحات، وقال ان معالجة الاوضاع لا تكون بهذه الصورة، وتساءل: لماذا شكلنا التحالف الوطني؟ ألم نتفق منذ البداية على التشاور والاتصال فيما بيننا، أنا باعتباري رئيس كتلة ضمن التحالف لا اعرف باجتماعاته الا من الصحف والتلفزيون، واشار الى ابراهيم الجعفري وقال لقد فاتحت (أبو احمد) عدة مرات وقلت له لا يجوز عقد اجتماع للتحالف دون مشاركة مكوناته، غير انه لم يرد علي لحد الان.
واختتم صولاغ حديثه موجهاً كلامه الى المالكي قائلاً: هل تريد حلاً؟ فأومأ المالكي مستجيباً وقال: بالتاكيد.. والا لماذا دعوتكم الى الاجتماع؟ فاستطرد صولاغ في حديثه قائلاً: السيد عمار (يشير الى رئيس المجلس الاعلى عمار الحكيم) جاهز وحاضر ولكنه يحتاج الى تفويض سياسي من التحالف الوطني، ليتولى مهماته وانا واثق بانه سينجح في تهدئة الامور والاوضاع .
وكالات