وزاد ريال مدريد من مشاكل برشلونة الذي خسر للمرة الثالثة في آخر أربع مباريات (أمام ميلان ٠-٢ وإياب الكأس أمام ريال ١-٣، ومباراة أمس)، خاصةً وأنّ فوز ريال جاء بغياب معظم نجومه عن الشوط الأول تحديداً.
فمع تسريب تشكيلة الفريقين كانت المفاجآة التي أعدّها البرتغالي جوزيه مورينيو مدرّب ريال مدريد لكلّ المهتمين باللقاء حاضرةً، بعد أن أراح كامل عناصر تشكيلته الأساسية التي أقصت برشلونة من نصف نهائي كأس الملك منذ أيام باستثناء الرباعي سيرجيو راموس والبرتغالي فابيو كوينتراو والفرنسي رافائيل فاران إضافةً للحارس دييغو لوبيز، فيما غاب الأرجنتيني دي ماريا للحرمان.
وكانت الدقائق الأولى من المباراة متوازنةً قبل أن يصدم الشاب ألفارو موراتا عشاق البلوغرانا بعكسه كرة رائعة من جهة البرازيلي داني ألفيش حطّت على قدم الفرنسي كريم بنزيمة، الذي لم يتوان عن زرع الهدف الأوّل في شباك فيكتور فالديس في الدقيقة ٦.
ولم يتأخّر ردّ الفعل من قبل الضيوف كثيراً، عندما كسر الأرجنتيني ليونيل ميسي مصيدة التسلّل ووضع كرة ذكية في مرمى الميرنغي مستفيداً من بينية ألفيش وسوء التغطية من قبل راموس في الدقيقة ١٨.
وجاءت الفرصة المباشرة الثانية لبرشلونة الذي لم يغب عنه سوى تشافي هيرنانديز بسبب الإصابة وكارليس بويول وسيسك فابريغاس طبقاً لوجهة نظر المدرّب بتصويبة من حافة منطقة الجزاء لميسي نفسه، الذي أرسلها ضعيفة بين يدي الحارس في الدقيقة ٣٢.
ووجّه موراتا ضربة رأس ارتطمت بالشباك من الخارج مضيّعاً فرصة تسجيل أغلى الأهداف في مسيرته الكروية في الدقيقة ٣٩، قبل أن يطلق ميغيل بيريز صافرته التي أنهت الشوط الأوّل، الذي امتاز بقلة الجرأة من الجانبين.
وحمل رُبع الساعة الأوّل من النصف الثاني إخراج بطاقتين صفراوين مناصفةً بين راموس وخوردي ألبا قبل كرة ديفيد فيا الخطيرة التي أنقذها فاران في الدقيقة ٥٦، ومن ثمّ مشاركة البرتغالي كريستيانو رونالدو والألماني سامي خضيرة، التي جاءت معهما الصفراء الأولى لجيرار بيكيه وتلتها أخرى لكوينتراو.
وحصل بيبي، الذي لعب كوسط دفاعي على ركلة مباشرة (أنذر على إثرها تياغو ألكانتارا) نفّذها رونالدو قويّة وحولها فالديز لركنية في الدقيقة ٦٤، فيما أشرك خوردي رورا التشيلي أليكسس سانشيز بدلاً من فيا، محاولاً كسر السيطرة المدريدية التي تلت الدقائق الأولى لاشتراك رونالدو الذي صوّب في الشباك الجانبية لفالديز، قبل أن يشترك ألفارو أربيلوا بدلاً من كوينتراو.
ومع الدقائق الـ١٥ الاخيرة من الشوط الثاني أرسل بيبي بينية مميّزة لموراتا المنفرد الذي صوّب في جسم فالديز مضيّعاً كرة المباراة لعشاق الملكي، والذين انتظروا سبع دقائق فقط قبل أن يبتهجوا بهدف راموس، الذي ارتقى لكرة ركنية واضعاً هدف الفوز لفريقه ومؤكّداً ضعف برشلونة في التمركز الدفاعي عند الكرات الثابتة.
وبدلاً من أن يحاول برشلونة التعديل أتت محاولة رونالدو من كرة مباشرة قبل ثلاث دقائق من النهاية لترتطم بالعارضة الكتالونية حارمةً المستضيف من تكرار نتيجة إياب الكأس، قبل أن تشهد الثواني الأخيرة مطالبة برشلونة بضربة جزاء لصالح البرازيلي البديل أدريانو كوريا، ومن ثمّ طرد فالديس نتيجة اعتراضه على حكم المباراة مع النهاية، لتنتهي المباراة بفوزٍ مهم لريال مدريد جعل الفارق ١٣ نقطة بين الفريقين وشكّل دفعةً معنويةً كبيرة لأبناء مورينيو قبل مواجهة مستضيفه مانشستر يونايتد الإنكليزي ضمن إياب الدور الثاني لدوري أبطال أوروبا الثلاثاء المقبل.