تحتاج مدينة بغداد سنوياً الى حوالي ٢٥٠٠٠ الى ٣٠٠٠٠ الف وحدة سكنية لتوازي عملية النمو السكاني في المدينة بالاضافة الى العجز الموجود اساساً وتراكمت هذه القضية وتحولت من مشكلة الى ازمة خطيرة تهدد حياة المواطن البغدادي وتعطيل المشاريع الخدمية الستراتيجية في المحافظة وللاسف هناك مشاريع عملاقة تم اقرارها في الدورة الاولى لمجلس محافظة بغداد وخطط لها وتم رسم خارطتها فهذه المشاريع واضحة المعالم ومواقعها مشخصة لكن مازال التلكؤ والاهمال يرافق تلك المشاريع ولمعرفة المزيد (البينة الجديدة) التقت عضو مجلس محافظة بغداد السابق ورئيس لجنة التخطيط الستراتيجي نزار السلطان لتعرف منه على المزيد.
* مشكلة السكن لا تنفرد بها مؤسسة واحدة بل تحتاج لاكثر من قطاع من قطاعات الدولة.. ما هي تلك القطاعات؟
- اهم القطاعات هو قطاع وزارة الاعمار والاسكان وتحتاج هذه الوزارة الى جهود ووزارات ومؤسسات اخرى مثل امانة بغداد ووزارة البلديات والتخطيط والعدل ودائرة التسجيل العقاري والمحافظة ومجلس المحافظة كل هذه الجهات ممكن ان تشكل فريق عمل للخروج برؤيا موحدة لحل مشكلة السكن في بغداد وتشكلت هذه اللجنة فعلا وباشرت اعمالها وكان السيد محافظ بغداد السيد حسين الطحان في حينها.
* كيف تم تشكيل هذه اللجنة ..؟
- حقيقة انا من اقترح تشكيل هذه اللجنة في عام ٢٠٠٧ وتم التصويت عليها وعلى اقرارها في مجلس محافظة بغداد والمحافظة وتم تشكيلها برئاسة السيد المحافظ وعضوية وزارة الاسكان ممثل عنها والبلديات وامانة بغداد والعدل ودائرة التسجيل العقاري ومن خلال هذه اللجنة وضعنا رؤيا اولية للانطلاق برسم خارطة طريق لحل ازمة السكن في بغداد اولى برنامجنا كانت تنصب على مشروع (مجمع الدهلة) والذي سمي بمدينة المستقبل وعلى قطعة ارض مساحتها (٣٠٠٠) ثلاثة الاف دونم واقرار من امانة بغداد بتحويل جنس الارض من زراعية الى سكنية.
* كيف تنظرون الى تلكؤ حلول ازمة السكن ، واين حل الدهر باللجنة المركزية للاسكان؟
- مشكلة السكن في بغداد من اهم المشاكل الذي تطغى على حياة المواطن البغدادي بشكل لعله ينحى منحى خطيرا في السنوات الاخيرة بسبب عدم وجود حلول واقعية وحقيقية للمشروع .. بدأت المشكلة تتفاقم بتشكيل ملحوظ بعد عام ٢٠٠٣ اي بعد سقوط نظام الطاغية نتيجة غياب القانون وعدم وجود مشاريع حقيقية على اثرها تفاقمت وتضاعفت بعد عمليات التهجير بشكل كبير نتيجة العنف الطائفي الذي حصل في بغداد واطراف بغداد وغياب القانون والاحتلال الامريكي الذي كان موجودا في بغداد في ٢٠٠٥ و ٢٠٠٦ و٢٠٠٧ ثم الاستيلاء على مساحات واسعة من الاراضي المملوكة للدولة والاراضي الزراعية بشكل عشوائي ببناء مجمعات سكنية عشوائية حتى وصل عدد هذه المجمعات الى ٢٠٠ مجمع عشوائي بشري يضم الاف من العوائل المحرومة من السكن التي تركت سكنها في مناطق اخرى وبعضها اساساً لا تمتلك القدرة على امتلاك وحدة سكنية.
* حلم جميل لكن هل تحقق وتم بناء مدينة المستقبل؟
- بعد قرار اللجنة انتقل المشروع كي يتم تنفيذه من حدود مجلس محافظة بغداد والمحافظة الى الحكومة الاتحادية من خلال وزارة الاسكان والتعمير وتم تشكيل لجنة موسعة تضم كل القطاعات المهتمة بالسكن اضافة الى المنظمات الدولية المتخصصة بالاسكان البشري وانطلق عمل هذه اللجنة في نهاية عام ٢٠٠٧ الى ٢٠١٠ خرجت بمشروع وطني كامل سمي (سياسة الاسكان الوطنية في العراق) وهذا المشروع بحد ذاته هو خارطة عمل نعتقد انها نموذجية لحل مشكلة السكن في العراق .. اتجهت هذه الخريطة للاستفادة من الاراضي السكنية المتاحة بيد المواطنين في بغداد حصراً لان هناك اكثر من ٢٠٠٠٠٠ مئتي الف قطعة سكنية غير مستغلة وتمت الاشارة لها من خلال هذا البرنامج لضرورة تطبيق قانون الآجل المحدودة وتفعيل عملية بناء هذه القطع واعتقد ان هذا الرقم بتشكيل ٥٠% من حل مشكلة السكن في بغداد مع توفير قنوات تصريفية لاصحاب هذه الاراضي الذين لا يملكون امكانية لبناء هذه الاراضي كوحدة سكنية.
* اذن ما هي المشاكل التي حالت دون تنفيذ هذا المشروع؟
- من اهم المشاكل التي رافقت ازمة السكن وتفاقمت هو التضخيم المخيف باسعار الاراضي والتي دعا اكثر المواطنين الى شراء اراضي زراعية لا يعرف مصيرها ولا مستقبلها من حيث الاستقرار السكني فتقطيع الاراضي الزراعية لعله من الفعاليات المخيفة اليوم في مدينة بغداد والتي تظهر بشكل خطير على الوضع التصميمي لمدينة بغداد ولعله اصبح عامل مصير لكثير من المشاريع الخدمية للمحافظة وتضخيم اسعار السكن باكثر من عشرة اضعاف ايضا اصبحت قضية يعاني منها المواطن بشدة ولايجد له منفذا للتخلص من هذه الضغوط سوى الذهاب الى اما التجاوز او الى تقطيع الاراضي الزراعية.
* ماهو السبيل للخروج من ازمة السكن ؟
- هناك الكثير من الخطط التي تمكن الدولة السيطرة على الازمة ومنها مدينة المستقبل التي تحدثنا عنها ومشروع ١٠×١٠ خلف السدة الذي يتكون من ٨٥٠٠٠ خمسة وثمانين الف وحدة سكنية مع مدينة جامعية ومدينة طبية وكذلك مشروع معسكر الرشيد الذي مساحته ٥٠٠٠ خمسة الالاف دونم يتكون من ٦٣٠٠٠ ثلاثة وستين الف وحدة سكنية هذه المواقع الثلاثة الرئيسية في بغداد انا اعتقد هي خير بداية للخروج من ازمة السكن في العاصمة بغداد كما وان مواقعها مشجعة جداً لاي مستثمر محلي او عربي او اجنبي ولعله لو تمت المباشرة ببناء او انشاء هذه الوحدات لساعدت كثير وتراجعت اسعار العقارات واسعار الاراضي ولو وضعت امام المواطن البسيط امل للوصول الى امتلاكه وحدة سكنية بدل التخبط الحاصل اليوم لاهالي بغداد والذهاب الى اراض غير مضمونة بالمستقبل واراض زراعية واراضي تجاوز على املاك الدولة هذه المشاكل حقيقة تحتاج الى سرعة في تنفيذ مشاريع سكنية كبيرة وكثيرة لمدينة بغداد ينسجم مع واقع النمو السكاني ومع متطلبات حياة العاصمة بغداد وتنظيم الفعاليات الخدمية فيها ويستطيع المواطن من ترتيب وضعه المادي بموجب هذه المشاريع الى استقرار حياته وحياة عائلته وسكن دائم ومريح.
* مجمع السكني في الكاظمية ما هي احداثياته ولماذا خصص في البداية للمواطن ثم وزع للمسؤولين؟
- في مدينة الكاظمية المقدسة نحن اول شيء حاولنا ان نخطط له هو استيعاب اهالي الكاظمية المقدسة الذين اصبحت بيوتهم ضمن المربع المشمول لمحيط الصحن الكاظمي الشريف يبلغ قطره حوالي ٥٠٠ متر وهذه المنطقة من المناطق الشعبية الفقيرة ونتيجة للنسيج الاجتماعي الموجود في هذه المنطقة هو نسيج يمثل البنية الاساسية لاهالي الكاظمية وهذه العوائل من الصعب عليها الابتعاد عن محيط الكاظمية المقدسة نتيجة توارثها لهذه المواقع وقربها من الامامين الشريفين (عليهما السلام) فكان من اولويات عملنا هو ايجاد مكان قريب لهذه المنطقة فكان هذا الموضوع بان نضع هذه العوائل باقرب مكان من مدينة الكاظمية المقدسة وكانت منطقة (العوينات) المحيطة بمستشفى الكاظمية التعليمي قريبة من الصحن الشريف هو المكان النموذجي لهم بعد ذلك تم اقرار هذا الموضوع في اجتماع موسع لمجلس محافظة بغداد وبحضور السيد امين بغداد صابر العيساوي وتم تكليف الامين بضرورة اعداد المخططات وتصاميم لبناء عمودي في هذه المنطقة وتم التخصيص المالي بحدود ٣٠.٠٠٠.٠٠٠.٠٠٠ ثلاثون مليار دينار عراقي لاعداد التصاميم والشروع بالعمل لانشاء هذا المجمع وتكون اولوية لهذا المجمع هو لابناء الكاظمية المشمولين فيه.
* وما جرى بعد ذلك وهل تم ما خطط لاجل المواطن .. ؟
- للاسف بعد انتهاء دورتنا في ٢٠٠٩ بشهرين او ثلاثة اشهر تفاجأنا بتوزيع هذه الارض وتقطيعها الى قطع سكنية وتوزيعها الى السادة المسؤولين والمدراء العامين في الحكومة الاتحادية وهذا ما حصل حقيقة هناك مشاكل كثيرة لعله نتيجة غياب الرؤيا وغياب التخطيط كلها ادت الى تفاقم هذه الازمة في بغداد واليوم مطلوب من الحكومة القادمة ان تضع في اولوياتها قضية الشروع بانتاج الوحدات السكنية حتى يجد المواطن البسيط املا ويصبر الى حين الحصول على وحدة سكنية بسعر مناسب يضمن له السكن الكريم ومكان يستطيع من خلاله ان تصله الخدمات الاولية والتي هي من استحقاقاته.
*ماهي سنة الهدف ؟
- سنة الهدف هي العام ٢٠٣٠ والمخطط الهيكلي هو من مهمة امانة بغداد وباشراك الكثير من القطاعات وذلك باعداد مخطط كبير بهذه الضخامة لسنة الهدف ٢٠٣٠ نتوقع لمدينة بغداد ان تكون نفوسها ١٣ مليون نسمة وهذا رقم ليس بالهين لان نفوس بغداد اليوم بين ٦ الى ٧ مليون نسمة لذا نحن نحتاج ان نعد العدة ونخطط ونصمم ونعمل لكي نسيطر على الزيادة والكثافة السكانية وذلك بالسرعة في تنفيد المشاريع السكنية .
حاوره / محمدجاسم
