شئت يوماً أن أتصفح شيئاً من شعر الشيخ أحمد الوائلي (رحمه الله).. ولاح لي بين طيات إحدى قصائده المعبرة أبيات من أروع ما قيل في:
( ويح التعدد ما أعزَّ ذمارنا لو كانت الأيدي يدا لا تُشفَعُ )
(ومشت تصنفنا يد مسمومة متسنن هذا وذا متشيع)
فجال في خاطري غيضٌ من فيضِ ما قرأت عن المسلمين وتأريخهم الزاخر بآلام الفرقة والتناحر مما زُرعَ ويُزرَعُ إلى يومنا بين جموع المسلمين لتفتيتهم وتمزيقهم شرَّ ممزق بشتى أساليب الأبالسة والشياطين .. والأهداف واضحة وإلى الله المشتكى !
إن القلوب ليملأها القيح من الأسف والحسرة لأنّنا أصبحنا طوائف متناثرة وأحزاباً متنافرة أو كما قال تعالى: ((كل حزبٍ بما لديهم فرحون)).. ولن أذهب شرقاً أو أعرّج غرباً، سأجعل من هذا البلد الجريح مثلاً..
تعددت وتنوعت الأحزاب والمنظمات والمراكز الثقافية والإسلامية وتحت مختلف المسميات (والتي من المفترض أن تذوب تحت لواء الإسلام) ولست أنكر بما في ذلك من دلالة على نهضة في التوعية والتثقيف الديني والتربوي والعلمي ، ولكن الذي يثير الحسرة والألم ويحز في النفس هو ما يصدق عليه القول الشهير (كلٌّ يدّعي وصلاً بليلى)..
ألا يرى الأخوة القائمون على تلك المراكز والمنظمات والأحزاب ان من الأفضل نكران الذات وترجمة الجهود التي تعمل منفردة (كل يعمل على شاكلته) إلى جهد متكامل يشترك فيه الجميع طالما أن الهدف واحد وهو إعلاء كلمة (لا إله إلا الله) وتجسيد الإسلام المحمدي الأصيل في مختلف جوانب الحياة .. ومن الواضح جداً أن لهذا التوحد الكثير من المردودات الدينية والأخلاقية والاجتماعية والمادية والتي من الممكن أن تسهم في تذليل أكبر كم من المصاعب والعوائق التي تعترض العمل لو كان منفرداً
إخوتي الأعزاء :
أبثُكُم لا اُحبُّ الشّكاة ولكنها همْسَةُ الحائرِ
لنكن مثالاً معبراً يحمل هموم الإسلام والمسلمين .. وكما أراد لنا نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو أسوتنا وقدوتنا إذ وحد المسلمين في أحلك الظروف ..فكانوا كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضه بعضاً.. وأن لا نكون مصداقاً من مصاديق قوله تعالى مخاطباً نبيه :(إنَّ الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعاً لست منهم في شيء...)
والله من وراء القصد