من المؤكد إن مملكة آل السعود ــ طبعا إلى جانب آل بنيامين نتانياهو!!ــ تعد الخاسرة الوحيدة من الاتفاق النووي الذي أبُرم في فيينا ، بل يمكن القول أن هذا الاتفاق قد جاء بمثابة صفعة مباغتة وجُهت لآل السعود على نحو مفاجئ مفزع ، بل ومباغت صادم لهم ، كمن يتلقى لطمة خاطفة وقوية على وجهه وهو في حالة استرخاء أو تيهان فيضطرب فزعا وإرباكا ..
ولنا أن نتخيل حالة خيبة و ذهول ، وما تبع ذلك من نوبات غضب و سخط و عصبية التي اجتاحت آل السعود نحو الإدارة الأمريكية بعد إعلان خبر التوقيع على الاتفاق النووي الذي جرى في فيينا من قبل الأطراف المعنية بالأمر ..
ولكنه غضب عقيم و كسيح وملجوم أصلا بقيود التابع والمتبوع ، ولن يتحول يوما إلى عاصفة و بركان ليعصف في بيان العلاقة الأمريكية ــ السعودية التاريخية و القائمة في الأساس على روح التخادمية العريقة و الذليلة منذ الثلاثينيات و الاربعينيات من القرن الماضي حيث دخلت أسرة آل السعود في خدمة المحور الأمريكي ــ الإسرائيلي لتنفيذ سياسات و خطط التآمر و التشرذم ، والتي توّجت آخيرا بتفتيت و تفكيك دول عربية عديدة كالعراق و سوريا و ليبيا و اليمن والباقي على الطريق ، و ذلك ضمانا كاملا و مطلقا لأمن إسرائيل وعلى مدى بعيد جدا !!..
طبعا ، فلا يظن أحد بأن هذه الخدمات السعودية المقدمة للإدارتين الأمريكية والإسرائيلية شيء بلاش و بلا ثمن أو دون مقابل ومجان ..
لا أبدا ! ..
فالثمن الذي تحصل عليه أسرة آل السعود الحاكمة من هاتين الإدارتين هو عدم زعزعة حكم هذه الإسرة المارقة والفاسدة حتى النخاع ، ومن ثم إعفاءها من انتفاضات " الربيع العربي " ، طبعا ، حتى إشعار آخر !! ... وليس دائما و أبدا... و لحين عدم انتهاء صلاحية هذه الأسرة الحاكمة على صعيد جدوى خدماته المقدِمة لهاتين الإدارتين في منطقة الشرق الأوسط أو في باقي أنحاء العالم على حد سواء..