زيارة الأديب للسماوة ذكرتني بأحمد مطر وصاحبه حسن ، ما الذي جنته السماوة اليوم من زيارة وزير التعليم العالي علي الأديب غير عودة الذكريات القديمة والتبجيل والتعظيم والنفخ وزيادة حجم الشخوص بالألقاب والأوسمة والأنواط، ليتضخم ويتحول إلى بالون عملاق يُزاحم الناس في الهواء الذي يتنفسونه ومن ثم طائرة خاصة تقله من العاصمة بغداد الى السماوة جميل ولا اعتراض، استعدادات وتحضيرات تجاوزت الأشهر وصلت ذروتها قبل أيام إلى أنّ يعلن النفير في جامعة المثنى وصلت الى مستوى إنذار جيم أو تجاوز المستوى الأحمر في مصطلحات الدول المتقدمة للتأهب، والاستعداد للطوارئ وصلت أنّ يخرج رئيس الجامعة كل يوم ويخرج كل عمداء الكليات ورؤساء الأقسام وطبعاً إخراج الأحبة الطلبة رجال المستقبل من محاضراتهم للتدريب على كيفية استقبال سيادة الرئيس عذراً الوزير وعلى نغم الأغاني والأناشيد الوطنية بطريقة تشبه والى حد بعيد إخراج الطلبة وتجميعهم في ساحات التدريب ليوم النخوة وجيش القدس في نهايات النظام العفلقي البائد والذي يعد الاديب من المحاربين له والمنادين لاجتثاث بقاياه وايتامه من جامعات العراق وايضا بذخ وتشريفات تظهر الابهة والغنى الفاحش وتضخم النفقات والذي تمتاز به جامعاتنا لكنها تستطيع ان تصرف مبالغ او اعانات للطلبة بحجة عدم وجود التخصيصات وبقدر ما سيصرف او ماصرف خلال زيارة الوزير ورؤساء الجامعات ما يقارب المليار دينار عراقي وتخيل المبلغ في محافظة تصنف دائما بريادتها لمستوى الفقر وحسب الاحصائيات الحكومية ولا ادري لماذا هذه الازدواجية والتناقض والتطرف دائما فقر حد الاملاق والكفاف وبذخ وصرف حد الا شباع والتخمة ولست هنا في تقييم هذا المؤتمر او مطالبة الوزير الاديب او رئيس جامعة المثنى عز الدين ابو التمن المقرب منه والذي اتى الى السماوة حديثا وبعد تسنم الاديب وزارة التعليم العالي ما يهمني هو حرصي على تنفيذ الشعار الذي يرفعه الاديب في ادارته لهذه الوزارة الحساسة وهو تطهير الوزارة من البعثيين واينما كانوا لكن بهذه التصرفات وهكذا طريقة لا اعتقد بان الشعارات لاتتعدى ان تكون شعارات واصوات مرتفعة وبس لان البعث طريقة واسلوب ونهج وسيادة الوزير يفعل ما ينهى عنه وكفاني القول بان لا تنه عن خلق وتأتي بمثله فاتني ان اذكر بان هذه الزيارة سبقت بتظاهرات قادها رئيس الجامعة تندد بالبعث وتنادي بحياة الوزير الذي سلط سيف الاجتثاث على الاساتذة البعثيين وجمعت التظاهرة الاساتذة والطلبة وبنفس الطريقة بينما فصل عدد من الطلبة لانهم تظاهروا قبل شهر ونصف لمطالبتهم بالانصاف من مشرف القسم الداخلي وتجاوزاته على زملائهم ولم ينفعهم كل التوسلات والواسطات مع رئيس الجامعة كونهم رددوا شعارات سياسية واعتدوا على رمز سياسي وهو دولة رئيس الوزراء على الرغم انه حياهم في البداية وشجعهم على المطالبة بحقوقهم وانه يريد ان يربي الشجاعة الادبية والمطالبة بالحقوق وانها تؤخذ ولا تعطى وذكرتني هذه الحادثة الحية والباقية لهذا اليوم باحمد مطر الشاعر وقصيدته التي تحكي حال صاحبه حسن مع الرئيس عندما زارهم واعتقد بان معالي الوزير لطالما قرأهذه القصيدة وتغنى بها وتمنى ان يكون من اصحاب حسن وتمنى نهاية الرئيس وعودة حسن فليكن ذلك في السماوة والطلبة المفصولين المغضوب عليهم من رئيسها