والمواطن يُهدد مهما باعوك لا أبيع، مهما قتلوني أُبعث من جديد, مهما أخفيتني فوعائي الكون الفسيح, مهما رفضتني فالولد على سر أبيه, مهما اختلفنا فأنا أُشجع منتخب عريق...
إنّها الحرب بعينها بين الوطن والمواطن, من يجمع بينهما من يستذكر هذه المفردة وبربط بينها وأرض الواقع, ويعتلي بها إلى أرضٍ خضراء, ويسقيها ماء رغدا, من يستنهضها من ركام التراب ورائحة الموت، ويسري بها إلى أرض الثمرات وإيقاع عنصر الحياة, من يجمع الروح مع تراب الوطن والروح سابحة فوق التراب, من يفيض رائحة التراب في صميم الروح.
من يفك قيود وطني من براثين لهاث السياسيين, وفتاوى التكفيريين,وضحالة المنبريين, ومهارة المنتفعين, وذهول المستضعفين, وأطفاله المحاربين, من يجمع العراق مع العراق, من يعيد ثقافة السلام ويرفع راية الأقلام, من يسرق حقي من الدول المجاورة ويبدأ بمسح الآثام, من يدحض الطائفية والقومية وحب الذات,
من يبني المواطن هو يبني الوطن ومن يبني الوطن هو امتداد صالح للمواطن, البناء اتحاد القوة الخيرة، والأفكار النيرة، والأيدي المثابرة, والوطن هو أرض الواقع, النار تثور على الوطن والمواطنة هي الماء البارد، من يعقد القران هو من يبني الوطن والمواطن, لا حياة بلا أمل, ولا أمل بدون قائد, ولا قائد بدون شعب يستلهم, لا بُدّ من السير نحو مشروع لبناء الوطن والمواطن.