لم يكن انشاء الحشد الشعبي حالة من ردود الفعل تجاه التحدي الداعشي وحسب وانما هو تعبير عن حالة وعي بدرجة عاليه سجلها مقياس المرجعيه الدينية فتمخضت عن فتوى مقدسة لمواجهة اخطار ابعد من توغل داعش في اجزاء مهمة من ارض العراق وبذا فقد اخطأ البعض من ذوي النوايا الطيبة في حساباتهم حينما اسرفوا في رسم سيناريوهات محتمله لما يكون عليه حال الحشد بعد تحرير الموصل ….متناسين ان المعركة طويلة وطويلة جدا , اذ لم تكن الموصل الا محطة على خريطة الشرق الاوسط الجديد ….المرسومة في المخيلة الامريكية الاسرائيلية … ولم تكن القضية محصورة في مجاميع ارهابيه هنا وهناك بدليل ذلك الدعم الهائل الذي تقدمه دول كبرى واقليمية لهذه المجاميع اعلاميا ولوجستيا وماليا ….وان هذه الدول قد اعلنت صراحة خلال زيارة ترامب للرياض , عن تشكيل حلف البس عباءة طائفية لشديد الاسف …لمواجهة العدو الاسلامي الذي امسة بديلا عن عدو الشعوب الاسلامية (التقليدي ) اسرائيل …..وهنا يسرى قول النبي المصطفى (ص) على الافراد والشعوب” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” فيلزم الجميع افرادا وجماعات بتحديد الموقف …هل هم مع مؤتمر الرياض الامريكي وباهدافه المعلنة على عدم نبلها …ام مع محور المقاومة الذي آل على نفسه تحمل مسؤولية الدفاع عن مقدرات شعوب المنطقة..؟ اما من يحلو له القول ان الوقوف على التل اسلم ….فذلك الوهم بعينه وهو تسليم مبطن تاييدا للمحور الاميركي . وسيكون اولئك تحت رحمة التفتيت الطائفي والقومي للمنطقة ارضاءا لاسرائيل شاءوا ام ابوا . ووفق هذا المنظور وفي سياق الاحداث والمستجدات فأن الحشد الشعبي يستلزمه الظرف الذي يحكمنا والتحديات التي تواجهنا …..وانه المجال الذي اتيح لابناء الشعب ان يستثمروه ليثبتوا انهم رقم اصعب في المعادله ….بعد ان يئس الشعب من الاحزاب السياسية التي غرقت في مستنقع المحاصصة المقيت.