لاشك ان الاستقتال الاميركي على ادامة صداقته غير المتكافئة مع العراق وعلى ادامة تواجده الامني والاستشاري كضيف ثقيل غير مرحب به شعبيا, هو امر مرغوب بشدة من قبل شركاء العملية السياسية ....
السنة والكرد تحديدا .....فهما مكونان بذات الشعور الخليجي المشبع بالخشية من خط النفوذ الايراني...مايضرب في الصميم الهم المشترك الذي يفترض ان يعيش في وجدان جميع انواع الوطن الواحد....لاسيما الشركاء السياسيين الذين يتحملون مسؤولية صحو المكونات جميعا في البوتقة الوطنية ...الملفت اننا وبعد مايزيد عن ست سنوات عن الاعلان الرسمي لانسحاب المحتل الاميركي من بلادنا , لازلنا نلمس نفوذا اميركيا في شؤوننا الداخليه بما لايتناسب مع العنوان التحرري العريض الذي رفعته حكومتنا العتيدة مهنئة ابناء الشعب بنعمة الانعتاق من ربقة المحتل, وبالرغم من اخلال الاميركان بشروط المعاهدة الامنية ....سواءا في بناء المؤسسة الامنية او التباطؤ المقصود في التسليح...وفي اوج الهجمة الارهابية على العراق فلم تجرؤ الحكومات العراقية المتعاقبة ولا البرلمان ولازعماء الاحزاب السياسية على المطالبة بالغاء هذه المعاهده كباب منطقي للخلاص من هذا القيد...ليعيش البلد حرا من اي وصايا اسوة بالكثير من البلدان المعمورة .
على ان ذات سيناريو العرقلة الاميركية لايزال ساريا لحد الساعة....وقد تجلت مظاهره ابان علميات تحرير تكريت والانبار والموصل....سواءا في التدخل بامر توقيتات العمليات او الخطأ المتكرر في حرب مواقع قطعاتنا العسكرية والحشد منها على وجه الخصوص , او حالات الغاء المؤونة على المجاميع الارهابية ... بصورة طائرات مجهولة تؤدي هذه المهمة.
او ضغوطاتهم المتكررة والصريحة في منع قطعات الحشد الشعبي من ممارسة دوره محاربة الدواعش ابان عمليات تحرير الموصل الاخيرة.
وبالرغم من اداء فصائل الحشد الشعبي المقدس لدورها المميز في انهاء اسطورة داعش ...تتوجت في تحرير الموصل من رجسهم , فلقد تردد في كثير من وسائل الاعلام تدخل الاميركان من خلال الضغط على يد العبادي رئيس الوزراء ... على تأجيل خطاب النصر من ان يلقيه في الموصل المحررة , وعلما ان لايتظمن خطابه التأريخي اشارة الى دور الحشد الضخم في عملية التحرير هذه .
ما يدعوا الى طرح السؤال الحائر على الشفاه وهو هل الاميركي صديق ام عدو؟
وهل ان القرار السياسي حرا حقا وحقيقة....ام لم يزل اسيرا في غرف القرار السوداء .؟
١١\٧\٢٠١٧
بشير ناصر الساعدي