لم يبتعد العرب ولم يتغير خطابهم تجاه العراق وان كانت اجواء القمة توحي بغير ذلك فلا زالت سياسة التدخل وخطاب تمييز وتغليب طرف على اخر وتبني طائفة بعينها دون غيرها والتلميح والتصريح بان ما يحدث في العراق هو حرب طائفية رغم كل ما بذله العراق وقدم من تنازلات وغضه الطرف عن سلبيات الماضي وعدم فتح صفحات التأمر والحرب عليه وعلى التغيير الذي حصل بعد عام ٢٠٠٣ فجاءت التصريحات الاخيرة لرئيس وزراء قطر وتنصيب نفسه ابا ومحاميا عن السنة في العراق وتباكيه على مستقبل العراق وتمثيله الهزيل في قمة بغداد والاجماع الخليجي على تهميش هذا الحدث وعدم اعطاءه دوره بما ينعكس على اوضاع العراق والمنطقة ايجابا هذا اذا ما استثنينا الكويت طبعا وهذه الاستهانة والاعتداء الصارخ والتدخل في شوؤن العراق الداخلية يعود سببه الرئيسي الى اطراف النزاع الداخلي العراقي واستنجاد بعضها بالحل الخارجي بدل الجلوس على طاولة الحوار وحل المشاكل وفك التقاطعات وابداء التنازل والابتعاد عن لغة المكاسب والغنائم وافتعال الازمات والتمسك او التطرف في المواقف وترك المصلحة الوطنية وما يهم العراق وشعبه اولا لا الاستقواء على الاخوة ولي الاذرع بالخارج وان كان عربيا ولنعد الى مسيرة طويلة خاضتها العملية السياسية وتجاوزها العراق بكل ما فيها من محن وكوارث لازال العراقيون يأنون ويتألمون من اثارها ويعضون على جراحهم املا بان يكون هذا الصبر والتضحية مثالا وحافزا للسياسيين اوالمتكالبين على السلطة والصراع على المناصب لان يعيدوا العراق الى المربع الاول او ما قبل الصفر ويبقون يرددون نفس الخطاب يدورون في نفس الفلك والذي سأمه الشعب ومله وبات بمثابة صوت نشاز وهجين ليس له مكان بينهم فتوحيد الخطاب والاستعجال بعقد المؤتمر الوطني او الجلسة الوطنية او اللقاء الوطني والجلوس بنية صادقة مع النفس قبل ان تكون مع الاخر او مع الشعب العراقي هو الحل الوحيد لحل مشاكل وانهاء معاناة العراق وهو بمثابة قطع الطريق امام التدخلات الخارجية او الاساءة للعراق تحت حجج وعناوين وذرائع واهية ومعيبة لكل من يتحدث بها او يريدها ان تستمر في العراق وابعاده عن دوره و ابقاء المواطن تحت الهم المعاشي القاسي وسوء الاداء الحكومي وغياب مؤسسات الدولة وعدم تفعيل الدستور وبنوده بحجة التهميش والغلبة الطائفية والاستقواء بالخارج وبقاء الدولة العراقية تسير بعيدة عن المشاكل الحقيقية للبلد و نهب المال العام وادارة الوزارات حسب ذوق الكتلة والقائمة والشخص لاحسب خدمة المواطن ولتبقى الحكومة مفككة والبيت الداخلي مفككا متناحرا وان كان هذا هو الخيار المطروح امام العراقيين وهو مايراد للعراق ان يصل اليه في المستقبل فعلى الجميع ان يدرك ان المضي بهذا الاتجاه سيحرقهم اولا قبل غيرهم وعليهم الاعتبار من دروس الماضي بتغليب مصلحة الوطن والشعب فعليكم ياقادة الكتل بتدارك الاوضاع والا ستندمون على ضياع الفرصة وحين تضيع الفرصة فلن يبقى لكم حينها غير الندم ..