ولم يعرف العراقيين واجهة لهذه المنظمة غير امينها العام هادي العامري وكذلك لم يسمع العراقيين تصريحا واحداً في زمن السيد عبد العزيز الحكيم للعامري يخالف سياسة المجلس الاعلى في تحديد المواقف واتخاذ القرارات والسؤال المطروح هل كان العامري يخاف عبد العزيز الحكيم فلم يستطع في وقته ان يخالف سياسة المجلس الاعلى ؟ ام ان الايرانيون لم يستطيعوا تنفيذ مخططهم في عهد الحكيم .
لم يكن احد يتصور ان العامري وبعد كل ماقدمه له عبد العزيز الحكيم والمجلس الاعلى يخالف سياساته ويناهض موقف عمار الحكيم من ترشيح المالكي لولاية ثانية ,, ويتمرد على قرارات المجلس الاعلى الذي صنع منه اسطورة بعد ان كان الامريكان يمكنهم اعتقاله بتهم الجريمة المنظمة الملفقة اذا صح التعبير لولا الحصانة التي وفرها له ال الحكيم ويشق صف مكون سياسي اساسي بعد ان كان متماسكاً طيلة الفترة الماضية رغم كل الضغوط التي تعرض لها .
ان موقف العامري يمكن ان يؤخذ على محملين ,, الاول انه يرى لنفسه القيادة المثالية لتيار شهيد المحراب بعد وفاة الحكيم ,, وعندما لم يعطى له هذا الدور حاول ان يجد نفسه في مخالفة قرارات عمار الحكيم وينئى بمنظمة بدر بعيداً عن المجلس الاعلى كي يستطيع ان يجيرها لهدفه الذي لم يفصح عنه الا بعد زوال الحكيم وهو الانفراد بقرارات منظمة بدر واستغلال امتيازاتها لمصالحه الشخصية او انه يطلب ال الحكيم بثارات بدر وحنين عندما كان يخالف محمد باقر الحكيم تحت مظلة طاعة الولاية الشرعية ويغض طرفه عن حقيقة هي ان الولاية ايدت ان يكون الحكيم على رأس المجلس الاعلى ,, والاحتمال الثاني ان المخابرات الايرانية وصلت الى نتيجة بديهية ,, ان العامري اصبح ورقة محترقة ولايمكنه تنفيذ مايريدوه ,, وهو تحويل منظمة بدر الى منظمة سرية تنفذ اجندتها في العراق خصوصاً ان عبد العزيز الحكيم اراد لها ان تكون منظمة سياسية هدفها الاساس خدمة ابناء شعبها المظلوم .. ووفاءاً من المخابرات الايرانية للعامري ومكافئة له على عمالته اجبروا المالكي على منحه وزارة النقل لكي يستطيع تعويض مافاته من سنين عمره وهو يطيعهم طاعة عمياء .
العامري كان بأمكانه ان يكتب لنفسه تاريخ مشرف لو وقف موقف عمار الحكيم عندما رفض المالكي ولم يخضع لضغوط ايران من اجل المصلحة الوطنية ,,ومواقفه الاخيرة سوف يرمي به في مزبلة المتهاونين الذين باعوا العراق بثمن بخس والامثلة عليهم كثيرة .
ان قيادات منظمة بدر سوف لن تنصاع للمخطط الايراني وسوف تقف مع قيادة عمار الحكيم للحفاظ على مستقبل المنظمة واستثمار طاقاتها وامتداداتها للوقوف بوجه المتامرين على الشعب العراقي المحروم والحفاظ على وحدة المجلس الاعلى المعروف بمواقفه المتوازنة على طول طريق مسيرة التغيير في العراق ,, اما العامري فقد خسر كل شئ والخسارة الحقيقة عندما يرفضه البدريين وينحونه عن الامانة العامة لمنظمة بدر .