مدعاة فرح وبهجة وسر إقامة معرض أو مهرجان للزهور في بغداد السلام .. بغداد الجوادين، ومدعاة فخر وزهو مشاركة هذا العدد الكبير من الدول الشقيقة والصديقة وبهذا الحجم المبهر من المشاركة .أكيد ان جهودا مضنية، رسمية وشعبية ومؤسسات مجتمع
مدني تضافرت لإنجاح وإبراز هذا الكرنفال بهذه الصورة الرائعة، وأكيد ان الأمر تطلب بذل المزيد من الأموال والطاقات وتوفير الأجواء اللائقة والمناسبة والمريحة والآمنة للزهور والوفود المشاركة ورواد المعرض من زائرين ومراقبين وإعلاميين. فعالية عالمية وتظاهرة حضارية تستحق كل ما ذكرنا وأكثر، لكنّ ماذا لو توفر لمعرض الكتاب ما توفر لمعرض الزهور؟!.
معرض الكتاب يحتاج مجهوداً وطاقة وأموالاً اقل بكثير من حاجة معرض الزهور ومع ذلك وضعت العوائق أمام إقامته، واختلقت المعاذير والتبريرات والحجج الضعيفة الواهية.
الحاجة للكتاب ماسة أكثر من أيّ وقت مضى خاصة ونحن نرى طغيان موجة الفيس بوك وسيطرة الشبكة العنكبوتية وانصراف الشباب عن القراءة عامة والكتب خاصة.
لاشك أنّ حاجة الروح للثقافة والعلوم مثل حاجتها لمتعة الزهور، واشتياق النفس للبهجة والترويح مثل اشتياقها للفكرة الوقادة
والقصيدة الرائعة والنظرية البناءة والمعلومة الجديدة، وقد يكون عند الجهات التي حالت دون إقامة معرض الكتاب رأي آخر وتصور نجهله.