والأكثر من ذلك ان مايطرح على الساحة السياسية من حلول (حتّى الحلول الحقيقة وليس الصفقات فقط) صارَ يوضع في خانة الاتفاقات السرية او اجتماعات ما وراء الكواليس او الصفقات الكلمة الاكثر تعبيراً عن الواقع، فما من ورقة حل أو مبادرة طرحت حتّى وجدت معارضة كبيرة من الأطراف المتنازعة سياسياً أوّلاً ومن ثم من مواطنين صار ديدنهم التفكير بطريقة ( نظرية المؤامرة).
الذي يجب ان يصار اليه هو كشف الخبايا وايضاح الامور غير الواضحة وعرض اوراق الحلول على الشعب لكي يتبين الغث من السمين ويعرف الناس الفرق بين المبادرة الحقيقية والصفقة السياسية، قد يكون ما اعتقده صعبا مستصعبا على البعض لا كشف المستور لا يخدم مصالح الكثير ممن تلطخت ايديهم بحبر الصفقات المريبة ان لم تكن متلطخة اصلا بدماء العراقيين وقد يكون ايضا عرض هذه الاوراق على الناس فضيحة اخرى تضاف الى فضائح كثيرة كشفت من قبل، لكنها لم تجد حكومة قوية تتخذ اجراء مناسبا لتقويضها وردع من يخطط لصفقة اخرى.
المطلوب اليوم ايجاد حلول حقيقية ناتجة عن حس وطني وانتماء حقيقي لهذا الشعب الذي عانى الامرين منذ اكثر من خمسة عقود.
رُبّما يكون حديثي هذا مضحكاً بالنسبة للبعض من الذين يفتعلون الأزمات ليعقدوا صفقاتهم المتخمة بملايين الدولارات ولسان حالهم يقول ( يا وطن ! يا انتماء!)، ولكن هذا لا يمنع من قول كلمة الحق ووضع الأمور في نصابها، على الأقل لإرضاء جبار السماوات والارض كي لا (يسحتكم بعذاب) ولمرضاة ضمائرنا التي تئن منذ سنوات.