ولا اريد ان استرسل اكثر عن اسباب الغرابة في امتناع الدكتور علي الاديب وزير التعليم العالي عن الحضور الى مجلس النواب او حتى قبول فكرة الاستجواب فالظاهر ان الكثير من سياسيينا يريد دولة على مزاجه الحاد ووزارة على مقاساته وقابلياته الفكرية فالأعم الأغلب لازال يعيش اجواء حكايات الف ليلة وليلة او السيرة الهلالية قصص وخرافات نسجت من خيال عربي وفي بيئة عربية لكنها ثقافة مترسخة فلا يقبل احدهم ان يشارك في قرار ا وان يتنازل عن منصب او ان تكون كلمة مع كلمته ناهيك ان تكون فوق كلمته ومن يقبل ان ينزع ثوب البسه الله اياه لكن تراه يتراجع وينحني امام ارادة الوالي والسلطان فينزل عن ذلك الكرسي ويخفت صوته ويجرد من ذلك الثوب المرصع بما لا اعرف من الجواهر والاحجار الكريمة ليستبدله بثوب الزهد والتواضع المذل بعد ان يهجره من تملقه وتتبخر الحاشية وينعدم النفوذ وتخبو نيرانه وتأفل نجومه .
نعم بهذه العقلية يتعاملون ويحكمون ويتنابزون ويتفاخرون والا ما معنى كل هذه الجلبة والشد والجذب والعر والجر ومالذي سيجنيه الاديب من الرفض وعدم الحضور لمجلس النواب سوى انه لايقبل ان يستجوبه احد فهو يتعالى عن الاسلاميين ويأنف من الاكراد ويشمأز ولديه حساسية من البعثيين ولا يقبل بالعلمانيين ومن المستحيل ان يستجوبه احد من حزب الدعوة فهو من تداعت بيده كل الجامعات العراقية والبسها ثوب الدعوة فزادها فخر وشرف اما ان يبقى العراق في هذه الاجواء وان ترتفع اصوات نشاز وان تنهار كل منظومة الدولة الدستورية بسبب شخصنة القضايا وادعاءات فارغة وعنجهية ممقوتة وعنتريات كاذبة وحرص كاذب , فهذا لايعني الأديب ولا من يدافع عنه ولا من يطالب باستجوابه لان الأخير لم يؤمن يوما بالرأي الاخر فهو من مسوخ البعث وعلى حد تعبير محمود المشهداني (لا اصل ولا فصل ).
اما مايعني المواطن وما يضمن استمرار الديمقراطية والدفع بها الى الامام هو ان يطابق القول الفعل وان يتعامل الجميع بنفس الحماسة في جميع القضايا بالتساوي مع الجميع فمثلا دولة القانون والتي نجدها حريصة على اقالة امين بغداد واستجواب مفوضية الانتخابات فعليها ان تكون احرص على ان يتم استجواب الاديب وغيره من وزراء كتلتها وكذلك العراقية مثلما نجد حرصها على استجواب الاديب عليها ان تكون اكثر حرصا على تسليم الهاشمي او على الاقل التعامل بحيادية مع قانون الاجتثاث او المساءلة والعدالة والتي اصبح لهم فيها السهم الاكبر مؤخرا .
ام ان الاديب والهاشمي من اصحاب الدماء الزرقاء وغيرهم من تصنيف متدني فأولئك أسياد وهؤلاء عبيد او هم ابناء الوطن ويحملون الجنسية من درجة فوق الترتيب او خارج التصنيف والباقين من درجات متدنية او هم خارج المواطنة فكفى يا حضرات كفى مهاترات ولتتوقف هذه المسرحية وألا سنصحو ونجد الجميع خارج المواطنة مادامت هذه العقلية هي التي تتحكم وهي السائدة اليوم ويبدو ان في جعبتهم المزيد فهم لم ينتهوا بعد ولن يتوقفوا عند حد.