خصص مجلس النواب العراقي في موازنة هذا العام مبلغ ٤٨٠ مليار دينار لارسال وايفاد ١٠ الاف من شبابنا وشاباتنا في بعثات دراسية لجامعات مرموقة في العالم ليتعلموا ويدرسوا , وكان لوزارة التعليم العالي دورا مهما في اقناع مجلس النواب بهذا المسار ، اننا نشكر ونثمن لمجلس النواب ولوزارة التعليم العالي هذا الجهد الكريم وهذا التخصيص الكبير لايفاد ١٠ الاف شاب وشابة من العراقيين ليتعلموا في ارقى الجامعات العالمية الراقية في عام واحد وهو يمثل خمس اضعاف مارصد في العام السابق ٢٠١١ , هذه خطوة مهمة الى الامام وهي خطوة في الاتجاه الصحيح ، ان بناء الإنسان وتطوير الطاقات والقدرات والكفاءات هي الطريقة الوحيدة لان نتطلع الى مستقبل مشرق لابناء شعبنا وننطلق فيه على ضوء التقنيات الحديثة والتطور العلمي الكبير الذي يشهده العالم اليوم , علينا ان ناخذ هذه التجارب العالمية ونتعرف عليها وليس عيبا ان نتعرف على مايقوم به الاخرون وعلينا ان نبدا من حيث ما انتهى الاخرون فلابد ان نرسل عقولنا وطاقاتنا الشبابية لتتعرف على آخر التطورات العلمية ولاسيما بعد العزلة الطويلة العلمية التي فرضت على العراق منذ مطلع االثمانينات والى مابعد ٢٠٠٣ حينما احتكر النظام البائد البعثات الدراسية لمجموعات ترتبط بالحزب الحاكم ومنع الآخرين من الاستفادة من هذه البعثات ولكننا اليوم امام فرصة حقيقية في دفع العقول والطاقات الشبابية للاستفادة من مثل هذه الفرص الكبيرة للمساهمة في اعادة اعمار العراق وازدهاره . ان مثل هذه الخطوة رسالة كبيرة لجميع الشباب العراقيين على ان يتنافسوا وان يسعوا ليكونوا ضمن من ياخذ هذه الفرصة ويذهب ويدرس في اهم الجامعات العالمية ويعود الى العراق بعلمه وخبرته وتجاربه الكبيرة ليقدمها لابناء شعبه, ولكن وزارة التعليم العالي اليوم امام مسؤولية كبيرة وامام تحد كبير كيف ستستطيع من وضع وسائل شفافة وعادلة تضمن الفرص الحقيقية للطاقات والكفاءات العراقية لكي لا يتصور أيّ من الشباب انه كان يمتلك الكفاءة والقدرة ولكن حرم من هذه الفرصة ليكون ضمن المبعوثين لهذه البعثات , يجب ان تكون آليات شفافة وواضحة وان تعطى الفرصة للكفاءات وان لايميز احد على آخر على خلفية سياسية وان لا يسيس ملف البعثات والزمالات الدراسية الى الخارج وبذلك يظهر صدقية مشروعنا امام الآخرين ونحقق العدالة الحقيقية حينما نرسل الاكفأ كما لابد من مراعاة العدالة في توزيع هذه البعثات بين المحافظات العراقية حسب الكثافة السكانية لكي لا نجد محافظة محرومة واخرى متخومة , نريد عدالة حقيقية حتى تتوزع هذه الفرص على جميع المحافظات وكل ابناء شعبنا وشبابنا يكون لهم الفرصة ان يستفيدوا من مثل هذا الامر .