بعيدا عن الانظمة والسلطات والحكومات التي تعاقبت على حكم العراق من خلفاء الى سلاطين الى ولاة الى ملوك الى رؤساء ,منصّبين ومعّينين ومفروضين ,انقلابيين ومتسلطين , وارثين ومنتخبين , بعيدا عن سياساتهم المتحيزة حينا والتسلطية المتعجرفة أحيانا والهوجاء في أحايين كثيرة , بعيدا عن كل ذلك وغيره عاش العرب والأكراد إخوة متحابين مؤتلفين خاصة وهم ينظرون تحت راية لا الآه ألا الله محمد رسول الله , تطعمهم ارض العراق الطيبة ويسقيهم رافداه الخالدان ،اختلطت دماؤهم دفاعا عن العراق أرضً وماءً وسماءً صدا لهجمات الطامعين , وضمتهم مقابر الطواغيت الجماعية على طول خارطة العراق وعرضها ظلما وتجبرا وعدوانا .
ساهموا في بناء العراق واعلاء رايته واخذه الموقع اللائق في المنظومة العربية والعالمية جنبا الى جنب , فاذا كانت السياسة التي حاولت دك إسفين في هذه العلاقة التاريخية تحقيقا لإغراض ومطامع معروفة من خلال سياسة فرق تسد قد انطلت على بسطاء الناس من القوميتين المتآخيتين وأشاعت أجواء من الضغينة وزرعت ألغاما في مسيرة هذا الاخاء امتدت تداعياتها لتواكب مسيرة العراق الديمقراطية وتشوش وتعرقل تنفيذ الكثير من المشاريع التي يحلم بها العراق وشعبه الصابر.
اذا كان ذلك قد حصل لسبب ولآخر فهو لم ولن يتجاوز حدود الصراع السياسي ،وعلى السياسيين "كانت ما كانت اهدافهم " ان لا يلعبوا على حبال الطائفية ولايعزفوا على وتر العنصرية في صراعاتهم تحقيقا لأهداف فئوية , حتى لايتسببوا في تدمير العراق وإدخال شعبه في حرب لا تبقي ولا تذر .