قدم لنا السيد صالح المطلك ـــ من خلال نفسه وعبر تصريحه الأخير * ـــ نموذجا صارخا وسافرا لسياسي انتهازي يلهث وراء المناصب والمكاسب السياسية على حساب المبادئ المزعومة التي طالما تشدق بها تبجحا ، وليتضح فيما بعد بأن هذه المبادئ لا تساوي عنده خردلة أو شروى نقير ، عندما يتعلق الأمر بالمناصب ..
سيما إنه في البداية بدا متظاهرا بالصلابة ، حتى تصورناه وكأنه يقول بعناد مََــــن قال ذات مرة :
ــ لن أتراجع عن رأيي هذا حتى ولو قطعتم خصيتي !!..
بطبيعة الحال لم يهددوا السيد صالح المطلك بقطع خصيته إذا لم يتراجع عن تصريحه الشهيرة بصدد ديكتاتورية المالكي ، وإنما ، أو بالأحرى كلما في الأمر ، أصّر السيد نوري المالكي على أنه ــ أي صالح المطلك ــ سوف لن يحصل مرة أخرى على " العظمة الدسمة " المتجسدة بمنصب نائب رئيس الوزراء ، إلا بعدما يصحح تصريحه ذاك متراجعا وتائبا ، كأي خوش ولد وحباب ، حتى يرجع مجددا نائبا لرئيس الوزراء !!..
وها هو السياسي صاحب المبادئ الصلبة والراسخة ؟!! السيد صالح المطلك يصحح ويصرّح قائلا بكل وضوح :
ــ المالكي ليس ديكتاتورا !..
و كأننا أمام مَــــن يفك حزورة : فتارة المالكي دكتاتور وهدام ... وتارة أخرى لا ...لا .. لا المالكي ليس ديكتاتورا ولا هداما إنما محترفا ومهنيا !!.. والخ الخ ..
وبعد كل هذا ما الذي نستطيع أن نضيفه سوى :
ــ آه منكم أيها الساسة ومن انتهازيتكم الفاضحة...!... الله ينتقم منكم و يقصف أعماركم على هذه الانتهازية السافرة ، يا تجار المناصب وطلاب الامتيازات ، على ما سببتموه من خراب الوطن و هلاك الشعب من خلال خلافاتكم وصراعاتكم على المناصب والمغانم ..
و أخيرا يمكن القول بأن العراق قد سجل الآن رقما قياسيا بالانتهازية السياسية و بصورة لا يمكن إيجاد منافس قوي له في الوقت الحاضر ! ..
هوامش ذات صلة :
*( المطلك في تصريحه السابق : المالكي أكثر من دكتاتور
*(المطلك في تصريحه الراهن : المالكي ليس دكتاتوراً ويدير مجلس الوزراء بمهنية عالية