طلب البرلمان العراقي من أمانة بغداد، تخصيص أراضٍ سكنية لأعضائه، وبواقع ٦٠٠ م٢، وفي أماكن مميزة في بغداد ، في حين أن المواطن العراقي الذي انتخبهم وحملهم الأمانة، يعيش في أوضاع صعبة تظهر بوضوح عبر حالة عدم الرضا الموجودة بين المواطنين ، فمتطلبات المعيشة باتت تثقل كاهل المواطن ، وتضعه مرغماً في حالة من عدم الاستقرار، فأزمة السكن وحدها أتت كابوساً مؤرقاً للكثير من العوائل العراقية محدودة الدخل، فأجور السكن الأعلى في العالم قياساً إلى الرواتب والأجور السائدة ،وفي ارتفاع جنوني مستمر بسبب عدم تصدي البرلمان والحكومة للمشكلة، وتركها تتفاقم. سئمنا من برلماننا العتيد فهو في كل يوم يخرج علينا بقرار لصالحه ويزداد ثراءً ويزداد الشعب فقراً البرلمانين اقسموا بالقسم الغليظ أنّ يقوموا بخدمة المواطن ولكنّ الواقع والحقيقة المرة غير ذلك، فهم ينطبق عليهم الأمثل الذي يقول (يتمسكن لأحد ما يتمكن) فهم في فترة الانتخابات ، لا يتركون طريقة إلاّ استخدموها في سبيل استمالة المواطن وإعطاء صوته لهم، وعندما يصلوا للسلطة يستخدموها ضده ويسخرونها لمصالحهم الشخصية الفئوية والحزبية الضيقة، عجيب هذا المواطن كم هو مسكين ينتخب جلاديه وسارقي قوته وثروات بلاده .على الحكومة القيام بتوزيع الأراضي بطريقة عادلة ومنصفة بين المواطنين العراقيين ،كما دعا احد السياسيين المخلصين لهذا الشعب سماحة السيّد عمّار الحكيم في الملتقى الثقافي الذي تبثه قناة الفرات الفضائية، ودعى إلى حل أزمة السكن للشعب العراقي، فعلاً أنّ هناك يداً تبني وهناك أيادٍ تهدم شتان بين الاثنين يحضرني قول لأبي ذر الغفاري يقول فيه ( عجبت لمن لا يجد قوت يومه، كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه ) أبو ذر الذي وصفه رسول الله (ص ) بقوله ( ما أقلت الغبراء ، ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة اصدق من أبي ذر ). لا يلام الشعب إذا قام بالتظاهرات، والاحتجاجات ،والعصيان المدني ، وأعمال الشغب حتى، وإنما الذي يُلام البرلمان والحكومة التي فشلت وعجزت عن تأمين قوته ومأواه، في حين نراهم يهرولون لمصالحهم تاركين مصالح المواطن ومصالح البلاد العليا في مهب الريح. البرلمان لم يحترم إرادة المواطن العراقي ،وتضحياته وقناعاته، فهو ليس أهلاً للمسؤولية، والمواطن العراقي بيده إسقاطه وهو سيفعل ذلك في الانتخابات القادمة إن شاء الله، وحسبنا الله ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.