لم يشرعن القتل والنهب والسلب والتهجير وقطع الطرق لأتباعه، لم يطلق أيديهم للفساد والإفساد، لم يدافع عن المعتدي والمتجاوز منهم، لم يبرّر للمخطئ خطأه وللمسيء إساءته، لم يعدهم بمنصب ولا مركز ولا حتّى بأبسط وظيفة، ترى أيّ سرٍ وراء المد الجماهيري المنقطع النظير هذا؟!.
صحيح أنّ ضيق الحال يدفع البعض للسير خلف مجهول طمعا بمال أو وظيفة ،وصحيح ان الفقر يلجئ البعض الآخر لبيع صوته وربّما ثوابته، وصحيح أيضاً أنّ الطمع والجشع وحب التسلط والاستحواذ تغري ضعفاء النفوس وتجعلهم يتنكرون للحق وللعدل ويميلون للباطل .لكن جميع هؤلاء ( البعض ) يعرفون إنهم على خطأ وأنهم سلكوا الدرب المعوج وأنهم باعوا نفسهم للشيطان.
مقابل هذا البعض (المائل)هناك الكم الهائل الذي وعى وشخص وفكر وتدبر ففضل الموت على أن يبيع دينه بدنياه وربما بدنيا غيره. جماهير شهيد المحراب تثبتت من صدقية هذا الخط الشريف و التصاقه بالمرجعية الرشيدة كونه امتداد لمرجعية الحكيم، مرجعية الفقاهة والعلم، مرجعية الوطنية والجهاد، أسرة الشهداء بلا منازع.
لاشكَ أنّ أنفاس شهيد المحراب وعزيز العراق والقيادة الوطنية المخلصة لامتدادهما الطبيعي عمّار الحكيم ساهمت بشكل مباشر في التفاف الجماهير وتفانيها في هذا الخط المبارك، وفوق هذا وذاك ان مؤسسي هذا التيار وبعض قياداته أصلحوا ما بينهم وبين الله فأصلح ما بينهم وبين الناس.