الإستذكار الكبير الذي أقامته تنظيمات شهيد المحراب في مختلف محافظات البلاد بمناسبة الذكرى التاسعة لرحيل شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (قدس) التي هي في الوقت نفسه تمثل يوم الشهيد العراقي أعطت الدلالة الناصعة على عِظم المناسبة وحجم المشاركة الواسعة للجماهير التي توافدت بحشود كبيرة للأماكن التي تم إتخاذها أرضاً لإحياء هذه المناسبة، كما إنها مثلت ديمومة المسيرة وتواصلها بحيث كلّما مر الزمن أزداد إلتفاف الجماهير حول خط شهيد المحراب،
وزاد إصرارها على المضي قدماً في الطريق والنهج لم تؤثر فيها تحديات وضغوطات الزمن، وهذا ديدن كل نهج قويم وصلب تتكسر أمامه الصعاب فلم يضعف أو يوقف عطاءً وتواصلاً مع الجماهير التي حملته الأمانة فكان أهلاً لها.
فأقترب من المواطن وأنصهر فيه فكان لسانه الذي ينطق وعزيمته التي تنطلق في ميادين ومساحات الحقوق الشعبية، فعانق الجماهير وعانقته وضحى من أجلها وأرتسمت بخارطة هذا التيار تصدح بأسم مؤسسه بصوت واحد سوف يبقى ما بقيت هذه الجماهير صوت الحق الذي لا يهدأ، ونهج الآمال الذي لا يتوقف.
إن يوم الشهيد برمزيته الخالدة وواقعيته المستجدة ممن يسير على خط شهيد المحراب أعطى المثال الأبرز والدليل القاطع بأن المسيرة ستتواصل حتى تحقيق كامل الأهداف المقدسة للشعب العراقي في الحياة الحرة الكريمة، إنه إستذكار للقيم وإستحضار نهج ومبادئ أولئك الرجال العِظام الذين حفروا أسماءهم في قلوب كل عراقي شريف، فضحوا بحياتهم من أجل حياة شعب يتطلع لحريته ولتحقيق آماله وطموحاته.
إن يوم الشهيد في الأول من رجب علامة مضيئة في تاريخ العراق والأمة الإسلامية، يوم التضحية من أجل الحرية، يوم سقى فيه شهيد المحراب الخالد شجرة العراق الجديد بدمائه الطاهرة ودماء عائلته التي أعطت للبلد قوافل من الشهداء وخطت في منهجها، إن الشهادة تسترخص من أجل الشعب، وإن الإنسان غايتها وهدفها، وعملت وستبقى تعمل من أجل الإنسان ليعيش في دولة حرة كريمة يعز بها الله الإسلام وأهله ويذل بها إلنفاق وأهله، فجاء الإستذكار المليوني ليجدد عهد الوفاء للشهداء بأن المسيرة متواصلة وإن الأمانة محفوظة، وإن المنجزات والمكاسب سيحافظ عليها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.