ماذا أنجب المثلث السني من شخصيات سياسية عراقية..؟ هل الإسلام السني يجيز ذبح الأخ المسلم بسبب الاختلاف السياسي والمذهبي والطائفي والقومي... وهل يعتقد فعلا السياسيون في المثلث السني بعدالة موقفهم من الفتنة الجارية في العراق والقتل لأبناء بلدهم وحتى مناطقهم فيما لو اختلفوا معهم سياسيا...؟؟ ولماذا يدافعون عن المجرمين حتى لو اعترفوا بجرائمهم المخزية بحق الإنسانية ، ويعتبرون إلقاء القبض عليهم نوعا من أنواع التصفية السياسية وان أجهزة وزارتي الداخلية والدفاع مسيسة وطائفية.. وهل كل السياسيين السنة في القائمة العراقية معصومين من الخطأ والزلل دون الآخرين ولا يأتيهم باطل من بين أيديهم ولا من خلفهم ...؟
لماذا يدافع بعض سنة العراق عن القتلة والمجرمين رغم معرفتهم بحقيقة إجرام أبناء مذهبهم من القائمة العراقية أو المؤيدين لها..؟ أسئلة تدور في ذهني واعرف أجوبتها بدقة ، ولكن اشعر إنني أخوض في بحر لجي بإثارة هذه الأسئلة لأنها تفتح جرحا عميقة مؤلمة لا يريد البعض أن تستمر ولأني لست سياسيا ولا انتمي لجهة معينة ولكني شيعي ،أسئلة تحتاج إلى إجابة وشجاعة وموقف .. أسئلة ليس كل الرجال بمستوى مناقشتها وإبداء الرأي فيها ، وأنا متأكد اغلب المواقع الالكترونية لن تنشر المقال خوفا من التهم الجاهزة ضدهم أو هروبا من التبعات التي تستجلب الاتهامات في هذا الموضوع الساخن ..
نحن الشيعة لم نعرف حقيقة المثلث السني وحقيقة بعض رجاله السياسيين وموقفهم تماما من أبناء شعبهم الشيعة في الوسط والجنوب قبل السقوط .. ولكن بعد سقوط صنم العراق بدأت سلسلة الأزمات السياسية يقودها رجال دين وسياسيون على رأسهم حارث الضاري الذي تزعم اكبر مؤسسة دينية إجرامية بعنوان ديني طائفي توضحت الصورة الجديدة القديمة بشكل لا غبار عليه ، ارتكبت تلك المنظمة المزعومة {الارهادينية} والسياسيون التابعون لها مجازر قل نضيرها في العالم العربي والإسلامي ، جمع حارث الضاري خبرة القتلة والمجرمين ابتداءً من حشالات التاريخ معاوية وبسر بن ارطاة ومسرف بن عقبة وشمر بن ذي الجوشن ثم صدام وهتلر وحسن كيماوي وضباط امن النظام ورجال منظمات حزب البعث المقبور، وحدثت مآسي العراق اقلها مما جرى في كوسوفا والبوسنة والهرسك ومجازر اليهود في فلسطين وفي الأردن ملك حسين في تل الزعتر وكل رعاع الأرض وخبرتهم الإجرامية مارسها مجرمو العصر الديمقراطي العراقي تحت مظلة القاعدة وهيئة علماء المسلمين ، ابتدأت ووقعت في منطلقة محددة ذات الكثافة السنية في الانبار وديالى والموصل وصلاح الدين .....
وفي الجنوب العراقي ظهرت حالة القتل والانتقام من رفاق الزيتوني البغيض الذين عاثوا في العراق فسادا ورعبا ، وفي رقبة كل منهم ثارا لعشرات الشهداء الأبرياء..الذين تم تصفيتهم وقتلهم في زنازين البعث والمنظمات الحزبية، والأبرياء الذين هربوا خارج العراق وصودرت أراضيهم ورقنت سجلاتهم الدراسية ..
لما كان بعض هؤلاء المجرمين من المذهب السني تم اعتبار قتلهم تصفية لأبناء المذهب السني ، ورفعت المصاحف على الرماح{ الفضائيات} من جديد تولول وتدافع عن القتلة والمجرمين ، لم أتوقع يوما أن يتحول حزب البعث العلماني الكافر بين ليلة وضحاها إلى ممثل للمذهب السني ، ويصبح البعثيون ممثلون عن الطائفة السنية وان الاعتداء عليهم يعني اعتداءً على الطائفة السنية ، صحيح اغلب البعثيين القياديين من السنة ولكنهم لا يعيرون لمذهبهم اهتماما ولا لوطنهم ولا لشعبهم ، إنما ولائهم محصور فقط لصدام وأبناءه..!! ولكن هذه فرصة يستغلها السنة كي يعوضوا خسارتهم كراسي الحكم في العراق منذ زمن أبي بكر إلى زمن احمد حسن البكر{هذه هي العلة }
وبعد الذي جرى ، وبعد تصاعد العنف وردة الفعل الشيعية تدخل المنصفون والعقلاء لوقف تلك الحملات اللانسانية ، وتغلب صوت الحق والعدل من رجال الدين الشرفاء من الفريقين ، والأخيار أبناء العشائر العراقية وما تجرعته عشائر الدليم من ظلم القاعدة واستهتارهم ، بدأت الصحوة عند بعضهم ليس دفاعا عن وحدة العراق وحبا بالشيعة والسنة المعتدلين ، بل لان مبدأ تنظيم القاعدة مبني على القتل والدم والفساد الأخلاقي وعدم مراعاة الأعراض ، فالتجأ أبناء الانبار والموصل وتبعها صلاح الدين وديالى إلى حضن العراق ، إلى أخوتهم الشيعة والأكراد ليس حبا لهم وبالعراق بل { اختيارا لأفضل الشرين} .. والوطن ملك الجميع ولا فضل لأحد ولا مزايدة في وطنية أو إخلاص على الآخر، ولكن التاريخ يكتب الحوادث قبلنا أو رفضنا .. هذه الحقيقة بخطوطها العريضة أما التفاصيل ستأتي مستقبلا من خلال كتب ومؤلفات تحكي عن حقبة بعد سقوط صدام وما جرى وما عمل كل طرف ..
الأمر الذي لم يتغير في السياسيين السنة وأحزابهم حتى بعد دخولهم العملية السياسية وتبوءهم مناصب حكومية حساسة إنهم يعيشون عقدة {حب الانفراد بكرسي الحكم دون الآخرين} لذلك عمدوا إلى الإعلام لتسقيط أي طرف سني أو شيعي غير منتمي لقوائمهم ، وهذا نراه جليا في القائمة العراقية التي تشجع على القتل والإرهاب والفتنة من خلال تصريحات اغلب قادتها ، رغم معرفتهم بإجرامهم وقتلهم ، كيف نبرر تصريحات سليم الجبوري ودفاعه عن مجرمي عرس الدجيل ، وحيدر الملا مفوض الأمن في نظام صدام وهو يدافع عن العصابات التي قتلت العلماء والمهندسين ورجال الدين ، فالنائب الجنابي ومحمد الدايني وطارق الهاشمي وليث الدليمي هم عملة واحدة ضمن مجموعة الفكر السلفي الذي يعتبر قتل غير السلفيين واجبا شرعيا .. فأنت إذا رأيت نائبا في القائمة العراقية يدافع عن المجرمين ولا يلتزم بالنص الرباني الشرعي تجاه الدم وحرمة الأعراض ، فاعلم إن هذا يحمل فكرا ممتد من صدر الإسلام يوم قاوم زعيم قائمة مكة أبو سفيان ، ثم دخل البرلمان عنوة بعد تحرير مكة وكسر الأصنام دخل مرغما بعد أن رأى بريق السيوف على رأسه ، ولكن ما البدن لا يغيره حتى الكفن قال:{ تلاقفوها يا بني القائمة العراقية تلاقف الكره فوالذي يحلف به أياد علاوي لا جنة ولا نار ولا وطن ولا كلاوات } ...