سيدي ، اليوم تمر علينا ذكراك الأليمة على نفوسنا ، فلئن كنا نتألم لفراقك ، فأنت السعيد بلقاء ربك ونبيك وإمامك .، ومن هذه الذكرى ننطلق لنقول لك سيدي.. ان قاتلك مهزوم...وان ابناءك سائرون على طريق الانتصار..وان اليوم الذي ترجلت فيه عن صهوة جوادك ... امتطى الآلاف من أبناءك صهوة العز و المجد، و رفعوا رؤوسهم عاليا، و صدحت حناجرهم باسمك و من شهادتك شكلوا تيارا إنسانيا هادرا ... يحمل شعلة الإسلام ، و يرفع شعار الإنسانية ، و يسعى لبناء الوطن ... فكان تيار شهيد المحراب، حيث تحولت من رجل شهيد واحد إلى تيار حي لأمة..اليوم بأسم قائدنا نجتمع ، كي نكون حزمة لا تنكسر ، و نستذكر معلّمنا الذي علمنا الصبر و الأمل و ان الحق سينتصر مهما طال الزمن ، يا أبناء شهيد المحراب نجتمع اليوم ، كي نرفع هاماتنا عاليا ، لنفسر منهجنا بعدالة ناصعة البياض ، رقيقة كالماء ، قوية كالسيف ، ساطعة كالشمس .
أيها الأعزاء ... أيها الأحباب ..لقد كان قائدنا يعاند اليأس ،ويستصغر الضعف ، و لا ينحني قامة للريح ، فحول المنفى الى دار جهاد ، وأعاد رسم اتجاه قافلة المجاهدين الى التحرير من نير الطغاة ، و حمل هو و رفاقه المخلصين ، هموم الوطن و المواطن .. متكلين على الله، و موكلين اليه المصير ...فكان عميقا كالبحر ، لا تؤثر به سهام المشككين ، و لا توهن من قوته ضربات المعتدين ، و حقق الله وعده و نصرهم و أتم كلماته عليهم ... فخرجوا من ساحات الوغى، ليدخلوا ساحات الفتنة الكبرى... فثبتوا على نهجهم ولم يزيدوا او يزايدوا ... و لكن يد الضلال أدركت منذ البداية أين يكمن قلب المشروع و روحه ... فاستهدفته بكل حقدها و ظلاميتها ، و هي تمني النفس من انها قد أصابت مشروع الامة بمقتله ... الا ان الله أبى الا ان يكون ما أراد.. وان كلمة الله هي العليا و إرادته هي الابقى ...فحمل الشعلة رفاقهم .