تمتاز مرحلة الشباب بضغط الطموحات الشديدة، التي تثقل كاهل الشاب الذي يريد وبكل قوة أن تبدو له تباشير المستقبل، ولو في شكل إشارات تأخذ بيده إلى الثقة والطمأنينة وقوة الشخصية،على المراحل المقبلة من حياته سواء على المستوى الشخصي أو العام المتعلق بالمحيط الاجتماعى والسياسي، ويكثر الإحساس بالقلق والخوف في هذه المرحلة، وانعدام الثقة في الذات والمجتمع، والنخب السياسية التي تقوده. ويتعاظم هذا الأمر إلى أن يتحول إلى هاجس، يشغل عقل الشباب، لرغبتهم الدائمة في التغيير، والتطوير نحو الأحسن، ولو بوتيرة يعجز من هم "أكبر سناً وأقل مستوى تعليمي عن فهمها"، وهذا قد يخلق فجوة بين الأجيال، في أنماط التفكير، ووجهات النظر حول قضايا شكلت إلى آجال قريبة نقاط إجماع لا خلاف عليها.
مبادرة السيد الحكيم سوف تجعل من الشباب ان يفكروا بانهم مفتاح التغيير الى الاحسن والافضل في العراق الجديد, وان يطوروا من قدراتهم ويهتموا بكل صغيرة وكبيرة تهم الوطن والمواطن, ويكونوا المدافعين عن الحقوق لذا البلد.
أسهمت عدة عوامل في ظهور الانتفاضات والثورات الشعبية في العالم العربي منها إقصاء الشباب سياسيا ، حيث أدي غياب الحريات السياسية والمدنية، وضعف الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان إلي انصراف الشباب عن المشاركة السياسية بسبب الإقصاء والتهميش جعلت هذه الفئة ساخطة على الأوضاع الراهنة، بالرغم من الثروات البشرية والطبيعية الهائلة التي تتمتع بها المنطقة العربية .
على البرلمان والحكومة خلق فرص جديدة للشباب والاستفادة من طاقاتهم ، بدلاً من تكديسها خاملة وهدرها بالتسكع والهجرة وتضيع سنوات خدمة الوطن والمواطن دون أن يكون عنصراً بناءً في الدولة, لو أن الوقت قد حان أن نلوم الحكومة على ذلك فيجب أيضاً أن نطالب مجلس النواب العراقي بتشريع قانون ينص على مشاركة الشباب في القرار السياسي من خلال تطبيق مبادرة السيد الحكيم, ان مجلس النواب يمكنه أن يقدم الكثير للشباب من خلال سلطته التشريعية .
واخيراً لابد من امكانية وجود شباب قادرين على التغيير والحراك الاجتماعي والسياسي, لابد من التطرق الى الوعي الحقيقي بواقع وامكانيات الشباب ومواجهة التحديات التي تحتاج الى القناعة بان لنا كشباب حقوقاً لابد من انتزاعها, فالحق ينتزع ولايوهب وامكاتيات التغيير وان اقتنعنا انها ليست انية بل تراكمية تحتاج الى المزيد من العمل والتعاضد وتوحيد الجهود في مواجهة الواقع السيء الذي يهدد مستقبل الوطن برمته ومنهم الشباب .