وكان المحور في الجهة المستفيدة والذي يملك شخصية القائد والبطل والمركز الاجتماعي هو الحاكم وحاشيته, ودور الشعب هو القيام بخدمة حاكميه والخضوع المجبر على الانحناء, والذي يخالف هذا النظام مصيره القتل أو الذل او تشويه السمعة.
وعلى ضوء عقيدة الحكام المتكبرين الذين كانوا يرددون في أقوالهم ويؤكدون في أفعالهم على تعميق المسافة بينهم وبين شعبهم من خلال انكار دور الشعب, ويركزون في خطابهم على الأنا المفرطة ويصابون بعمى الألوان ولا يرون الا أنفسهم, ويلاحظ في حكومتنا الحالية نفس الفردية والانا بصورة واضحة ولا يحتاج الى شرح ففي لقاء تلفزيوني جرى مؤخراً على شاشة الحكام العراقيين ما يسمى قناة العراقية مع شخصية حاكمة تحمل صلاحيات تنفيذية عليا, برزت كلمة انا (الأنا) على معظم حيثيات اللقاء, مما يدل على النظرة المتعالية ومحاولة إبراز عمل الفرد ومحوا عمل الفريق الواحد, مما يعقد المسيرة ويدخلها متهات تشتت الجهد وتضعف البلد وتعرقل عجلة التطور والازدهار, وتصبح الإمكانيات مسخرة لخدمة الحكام وتقلل من أهمية حقوق الشعب وتجعله يلهث لخدمة غيره, ويصبح المواطن أسير لرغبات شخصية.
بخلاف ذلك يجب العمل على ابراز دور الجماعة والعمل المؤسساتي, والذي هو تكاتف الجهود وتعاضد الأيدي, مما يسهل العمل ويساهم برفع الكفاءة وزيادة الإنتاج والسير بصورة جماعية للهدف الحقيقي وهو خدمة الشعب العراقي العزيز, وهنا تبرز شخصيات وطنية تحاول ان تكون هي خادمة وتسير باتجاه الوضع الطبيعي للمصلحة العامة, وفي الخدمة الحقيقة للشعب العراقي لما لهو من دور على سطح الواقع من صبر وتضحية ومقاومة, وتعتبر الشعب هو القائد والحكام هم الخدام, ففي مناسبة يوم الشهيد العراقي (١ رجب) برزت في الاحتفالية لهذا اليوم خطاب من احد القادة المستذكرين لهذا اليوم العظيم, نظرية تستلهم العمل الجماعي وتستنكر الفردية والفئوية , وتدعوا بصورة مستمرة لتعميق دور الجماعة بأبراز كلمات ومعاني تسهم في بث روح الإخوة والتعاضد, مما يمهد الى عمل جماعي ومسار نظيف باتجاه العمل الممنهج الذي يؤدي الى وضوح الطريق والربح وتقليل المشاكل والمعوقات المقصودة والحقيقية, ويقلل من نسبة المزاحمة والمشاكسة , ويفتح لنا أفاق عريضة بالتقدم السريع والمثمر, واختصار الوقت للوصول الى رفاهية حقيقية للشعب العراقي الأصيل .