من الممكن ملاحظة كثرة الكلام عن الوطنية والوطن والمصلحة العامة وعدم المساومة على الثوابت الوطنية ووحدة العراق أرضا وشعبا في طيات أحاديث السياسيين وقادة الكتل السياسية وأنهم الاحرص على العراق والعراقيين, لكن الكلام يختلف كثيرا عن الفعل والواقع يكذب تلك الادعاءات بل ينسفها في ظل وصول العراق الى ازمة خانقة تنذر بسقوط عمليته السياسية في اتون حرب المصالح الشخصية ضيقة, لاتنم الا عن استخفاف اطرافها بكل ما هو وطني واستهتارهم بكل ما يعني المواطن ومصالحه وهو يعيش اسوء الظروف المعاشية والخدمية ويتصدر بلده قوائم الفقر والمرض والفساد والتراجع الاقتصادي في العالم على الرغم من امتلاكه لميزانيات انفجارية وبمئات المليارات من الدولارات, لكن الواقع يبقى سيء ويزداد سوء مع بقاء هذه الازمة بلا حل وبتراكم المشاكل والخلافات بسبب اصرار الاطراف المتنازعة على خياراتها وعدم تنازل احدهم للاخر معللين ذلك دائما بحرصهم على المصلحة الوطنية والتزامهم بالثوابت الوطنية, ولا يدري المواطن هل من التزام الثوابت الاستعانة بالخارج وهل التلويح بعودة الطائفية والعزف على وترها النشاز, واين الثوابت من التستر على المجرمين وتبني افعالهم والتمجيد بهم كابطال, وهل ابقاء الوزراء الذين اخفقوا في وزاراتهم وحمايتهم والتمترس خلفهم للابقاء على تلك الوزارات في دائرة نفوذ هذه الكتلة اوتلك من الثوابت الوطنية؟ وهل تعطيل الدستور والقفز على القوانين من الثوابت؟.
فكل ما يحدث اليوم من اجتماعات وتنقل القادة بين اربيل والنجف وبغداد وجمع التواقيع هو(وبحسب اعتقادي),هو خارج القانون ومنافي للدستور لان البرلمان هو بيت العراقيين وخيارهم واعضاءه ممثلي الشعب فهو اعلى جهة وسلطة تشريعية في العراق, فيمكن اجراء كل هذه الامور تحت قبة البرلمان لكن هنالك من يترفع على البرلمان بل لم يحضر جلسة واحدة وهنالك من لا يؤمن بالدستور والاخر تجاوز على القانون بل هنالك من لم يؤمن اصلا بالعملية السياسية والعراق الجديد فماذا ننتظر اليوم!! هل يطبق الدستور ام يحترم القانون ام يحترم خيارات البرلمان فكفى حديث عن الثوابت و المصالح الوطنية وعودوا الى الوطن والمواطن قبل الندم وانقلاب الطاولة على الجميع, عودوا الى لغة الحوار والمكاشفة وأريحوا هذا الشعب, تكلموا بصراحة وماذا تريدون فالمواطن الذي تعتقدون بجهلة وعدم فهمه قد تجاوز كل هذا وهو يعرف ويعي ماهو مزيف ومقنع, فعودوا واجتمعوا وتحاوروا وحلوا خلافاتكم واكملوا تقاسم الكعكة علنا وبلا خجل, لكن بعيدا عن حديث الثوابت والمصلحة الوطنية لان الشعب العراقي يعرف ثوابته وهو الخط الاحمر وعليكم ان لا تتجاوزوه باي حال من الاحوال .