الحديث عن الوعود التي اطلقتها الحكومة وإخلافها لها ليس بالامر الجديد ولست بأول من تطرق لهذا الموضوع، حتى ان الكتابة بهذا الصدد اصبحت مملة ومزعجة والقراءة عنها اكثر مللاً، لكن التذكير قد ينفع، خصوصا وان المواعيد التي اطلقها رئيس الوزراء بشأن الكهرباء وتوفيرها للمواطنين وتقليل ساعات القطع او الغاءها كلها قد انتهت وفات موعدها ولم يتحقق شيء من هذه الوعود ، فبين "السحب" و "الوطنية" هناك ساعات فراغ طويلة يعيشها المواطن وهو يعاني حر الظهيرة اللاهب بين وعود الحكومة وكذب ادعاءاتها.
الحقيقة ان البعض عندما يتحدث عن كرهه لهذا الوضع وامتعاضه وعدم ثقته بالحكومة معذور في ذلك، لأن الأمور تسير باتجاه واحد وهو ان الحكومة نكثت عهودها للمواطن واخلفت وعودها واهتمت بمنافعها وانشغلت عن خدمة الناس بمصالحها الشخصية والاكثر من ذلك ان الحكومة اشركت المواطن بمشاكلها وصارت السياسة عبئاً على كواهل الناس بدلاً من ان تجد حلولاً لمشاكله وأمسى المواطنون يحملون هموم الوطن لان من كان يفترض به ان يكون راعياً للناس صارَ مشغولاً عن خدمتهم بترسيخ نفوذه وتوسيع رقعة تسلطه وجمع المؤيدين والمناصرين بالحق والباطل والحديث عن سحب الثقة وعدم سحبها دون النظر الى حق الله والالتفات الى مرضاته.
إنّ الجو العام في البلاد اليوم يؤشر الى ان ساسة هذا الزمان قتلوا الوطنية لدى الناس كما قتلها صدام من قبلهم، لكنّ ساسة اليوم يزيدون على الطاغية بانهم منتخبون وهو ليس كذلك، وهم وطنيون وهو ليس كذلك فلماذا ساعات القطع في زمن النظام اقل بكثير منها اليوم ، ولماذا تعتمدون على اصحاب مولدات السحب في حل مشاكلكم " الوطنية" ؟ ولماذا الكهرباء الوطنية تعطى للناس في وقت " السحب" ؟ ولماذا ساعات تشغيل السحب اكثر بكثير من ساعات تشغيل الوطنية ؟،ولماذا تركزون على سحب الثقة وتتركون مولدات السحب دون أي (كاز) يذكر؟، ولماذا موضوع سحب الثقة اخذ كل هذه المساحة من وقتكم وجهدكم فيما لم تفكروا ولو للحظة بالمواطن الذي يتمنى "سحب" عقار لبناء دار تحميه وعائلته من ذل الايجار؟. كلّ هذه التساؤلات اطرحها على مسامعكم علكم ترعووا رغم اني ايقنت انكم قتلتم الوطنية عندنا وجعلتم منا مواطنون سحب!!.