تسعى الكتل السياسية المعارضة لاستمرار المالكي لولاية ثالثة محاولة استغلال ألازمة الحالية للضغط عليه بتقديم تعهد بعدم ترشيح نفسه الى ولاية ثالثة أو تهدد بسحبه الثقة من حكومته!!!....وحسب تقديري بان هذا المطلب حاليا لن يتحقق ولن يقدم رئيس الوزراء على هذه الخطوة إطلاقا أي تقديم تعهد بذلك... لأن الموضوع لا يخصه شخصيا فحسب بل يتعلق بقائمته ومستقبلها في العملية السياسية ولو اقتنع السيد المالكي بعدم ترشيح نفسه فمن المستحيل أن يصرح بهذا الموضوع قبل الانتخابات القادمة وذلك لأنه إذا أعلن عدم ترشيحه للدورة القادمة الآن فستخسر قائمته عدد كبير من أصوات الناخبين إجمالا إضافة الى حدوث إرباك في القيادات الأمنية الموالية له وتطلعاتهم للمرحلة القادمة وعليه إذا أراد عدم ترشيح نفسه لولاية ثالثة اعتقد بأنه سيعلن عن ذلك فقط بعد ظهور نتائج الانتخابات القادمة ليضمن فوز قائمته في تشكيل الحكومة المقبلة وان كانت برئاسة مرشح جديد من قائمته ..... وفي حال عدم اقتناع المالكي بترشيح شخصية بديلة عنه من قائمته يعول عليها قيادة البلد للمرحلة المقبلة فهل سيسعى لتشكيل ائتلافات جديدة في الانتخابات القادمة ليتسنى له حينها منح الفرصة لشخصية سياسية من خارج حزبه او قائمته على حساب منحه عدة وزارات وفقا لعدد الأصوات التي سيحصل عليها حيث ان منصب رئيس الوزراء افقد حزبه من الحصول على حقائب وزارية في حكومة الوحدة الوطنية وحصوله على وزارة واحدة فقط في حكومة الشراكة الوطنية ...... اما سحب الثقة فسيحول الحكومة الحالية الى حكومة تصريف أعمال وستزداد المشاكل في الساحة السياسية حتى يترتب على ذلك مردودات سلبية على المواطنين وتقديم الخدمات إليهم وقد يصعب تداركها الى حد إفشال العملية السياسية برمتها منذ عام ٢٠٠٣ وعليه لابد من عقد المؤتمر الوطني على ان تتعهد جميع الأطراف المعنية فيه بأنها على استعداد للتراجع عن سقف مطالبها التي تسعى إليها لتحقيق الوفاق الوطني بين جميع الكتل السياسية والابتعاد عن شفا حفرة الأزمة المختلقة وإنقاذ البلد من عواقب وخيمة تتربص لنا فيها (دول شقيقة وصديقة )!! لإعادة العراق الى المربع الأول لا سامح الله لان الخاسر الوحيد حينها هو المواطن العراقي الذي كان ولا يزال يدفع فواتير الديمقراطية من دون جدوى.....