لم يكن موقف المجلس الأعلى غريباً عندما رفض إن يكون جزاً من سحب الثقة عن المالكي رغم إن جميع المعطيات والضمانات التي قدمت للمجلس الأعلى تشير إن البديل سيكون من المجلسين وبامتياز, وهذا لم يفعله الآخرون عندما تقدم إليهم رئاسة الوزراء دون شروط أو قيود ..... لكن رفض المجلس الأعلى إن يكون في هذا الموقع في الوقت الحالي ليس لقناعاته في صلاحية السيد المالكي بقدر ما لقناعته إن مصلحة العراق عموما ومصلحة وحدة الشيعة خصوصا هي الأهم والوضع لايتحمل كثير من الانقسامات . حيث كان ومازال المجلس الأعلى يعمل وفق أولويات ومبادئ ثابتة فمصلحة التشيع ومذهب أهل البيت فوق كل الاعتبارات والمناصب , رغم إن السيد المالكي الذي هو اليوم يمثل رئيس وزراء الشيعة لم يتعامل بمسؤولية كاملة في توحيد الصف الشيعي بل أعطى التنازلات للغير من اجل كرسي رئاسة الوزراء , وهنا شتان مابين الموقفان بين من يحمي الشيعة والتشيع وبين من عمل على حماية السلطة والنفوذ , في كلماتي البسيطة لااريد إن أكون طائفياً عندما أقول إن المجلس الأعلى حامي للشيعة بل هو فخر واعتزاز إن يكون حامياً حقيقياً ليس فقط في الإعلام بل بالمواقف والأفعال التي يشهد لها التأريخ , وهذا تجلى كثيراً في مواقفه المشرفة التي من خلالها لم يصطف مع الاصطفافات والمحاصصات لكنه أبى إن يتنازل عن حقوق من حملوه الأمانة , فالأزمة الحالية ستحل وسيبقى السيد المالكي رئيساً للوزراء لان المجلس الأعلى قال كلمته ورفض إن يكون مع سحب الثقة وفوق كل هذا الجميل الذي يقدم للسيد المالكي اخذ المجلس الأعلى بوساطة لتقريب وجهات النظر وتهدئة الأمور, نعم هذه هي السياسة الحكيمة التي يتبناها المجلسين سياسة الاعتدال والوسطية والوضوح ,