وصارت سيرة أعدائه مثالب تزكم الأنوف.
وحين وضع السبط الحسن الزكي بين خيارين: خلافة تستنزف انهارا من دماء المسلمين، وبين تنازل يحفظ بيضة الإسلام ويحقن دماء المسلمين. اختار الثانية فسمى إلى علياء السموات وانحط معاوية إلى أعماق الرذيلة في الدنيا والدرك الأسفل من النار في الآخرة.
وكذلك كان موقف أهل بيت النبوة على مر العصور.
من الثابت والمؤكد ان أطراف العملية السياسيّة في العراق يحفظون هذه الأمثلة عن ظهر قلب، ويستشهدون بها في مجالسهم، لكنهم يتناسونها ويرمونها خلف ظهورهم حين يوضعون في موقف مشابه عادين الأمر ضعفا وانكساراً حتّى وان كان الحق لغيرهم.
وماعدى مواقف المجلس الأعلى المتكررة في هذا الجانب لم يسجل العراقيون لحزب او حركة او سياسي من شركاء العملية السياسية مثل هذا السلوك الأخلاقي الحضاري الرسالي المضحي.
كم كان جميلاً لو تنازلت القيادات الكردية عن بعض مطاليبها وخاصة المثيرة للحساسيات والموحية إلى الأطماع والانفصال؟!.
كم كان رائعاً لو تنازلت القائمة العراقية عن بعض شروطها وخاصة الموحية بالتعجيز والعرقلة والردة، كم كان لائقا لو تنازل حزب الدعوة عن الأساليب التي توحي بالهيمنة والغطرسة وتشي بالتفرد ونزعة الاستحواذ؟!.
وكم سينال الصدريون من احترام لو ثبتوا على موقف واضح و تركوا المطالبة بكل شيء من دون تقديم شيء؟!.
لا بأس أن نذكر بحكمة السيّد المسيح"ع": من أراد أنّ يكون فيكم عظيماً فليكن لكم خادماً.